المقالات

أعيدوا لنا منظمة التحرير الحقيقية ..

إن المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج في مدينة إسطنبول في 25-26 فبراير شباط بات ضرورة ملحة وليس ترفاً…!!

نحن الشعب .. نحن منظمة التحرير الفلسطينية .. بأبنائنا وبإخواننا وببناتنا .. وبكل منكونات شعبنا الذين صنعوا منظمة التحرير.. صنعوها بدماء أبناء شعبنا على امتداد رقعة مكوناته وفصائله وقواه .. ومنح شعبنا الفلسطيني المنظمة الثقة والتفويض للتمثيل والقيادة .. لتقودنا للتحرير والعودة .. طالما بقيت على العهد والمبدأ والمنطلق والميثاق ولطالما بقيت البوصلة متجهة نحو التحرير والعودة .. ولذلك يطالب شعبنا اليوم باستعادة منظمة التحرير الفلسطينية وهيبتها .. وإحياء مؤسساتها وتفعيل دورها لتعود كما أرادها شعبنا .. وارتبط اسمها بالتحرير.. وتأخذ دورها الريادي في التمثيل والقيادة .. وهي تضم جميع قوى شعبنا وفصائله ومؤسساته .. نريد عودتها بكامل عقلها وقلبها .. عودة تكون البارحة قبل اليوم .. وذلك بعد أن تم تخريبها وفكفكتها .. وسحقها والقضاء على مؤسساتها التي طحنت .. ويتم استخدام اسمها فقط .. تلبية للأهواء وللمصالح الضيقة .. وكلما دعت حاجتهم لذلك…!!

احمد محيسن ـ برلين
احمد محيسن ـ برلين

إن منظمة التحرير الفلسطينية الحقيقية .. هي ليست هؤلاء من نراهم .. ونسمع بأسماء بعضهم .. ويخرجون علينا عبر الفضائيات في تصريحاتهم وبياناتهم .. إن منظمة التحرير الفلسطينية الحقيقية

.. هي غير ذلك تماماً …!!

ولمن يتباكى البعض على منظمة التحرير.. ويشهر اسمها سيفاً في وجه أبناء شبعبنا.. ويكيلون الإتهامات والشتائم .. وذلك عندما شعبنا يتحرك على الأرض بالقول والفعل .. خاصة في الشتات الفلسطيني .. ليسد فراغاً وجد لغياب مؤسسات منظمة التحرير .. وليكون سنداً ورافعة للمسيرة النضالية ..كما هو الحال اليوم في دعوة شعبنا خارج فلسطين للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج في مدينة إسطنبول في 25-26 فبراير شباط الذي بات ضرورة حتمية…!!

لكل هؤلاء المتباكين نقول: كان الأحرى بكم أن تشهروا سيوفكم في وجه من غيب منظمة التحرير .. وكنا نود أن سمع تصريحاتكم وبياناتكم وخطاباتكم وتحليلاتكم.. حول أسباب تبخر منظمة التحرير ووضعها في أصغر خانة من جوارير السلطة في رام الله .. وددنا لو رأينا هبة أو تحركاً باتجاه إحياء دوائر ومؤسسات واتحادات منظمة التحرير.. والضغط على المتنفذين للعودة إلى جادة صوابهم في أن يفرجوا عن منظمة التحرير ويطلقوا سراحها .. فيا حريصين على منظمة التحرير.. أين أنتم من منظمة الحرير .. وماذا فعلتم لتحرير منظمة التحرير من أسرها…؟!

أنتم بسكوتكم وغض طرفكم على جريمة اختطاف كمظمة التحرير.. تساهمون وتشاركون في جريمة استمرارية تغييب وسحق منظمة التحرير.. ولو ترك المجال لشعبنا بأن يخوض انتخابات ديمقراطية نزيه حقيقية .. لشاهدتم كيف يقيمكم شعبنا من خلالها.. ولشاهدتم حجمكم الحقيقي بين صفوف شعبنا..!!

يا من تحاولون الركوب في سفن تتغطى بيافطات وأيديولوجيات مختلفة .. وترفضون وجود الآخر.. وتكيلون الشتائم وتتهجمون على غيركم .. وتحاسبون البشر على نواياهم وتقولبوهم في قوالب عديدة .. في عملية إقصائية لا تليق بفلسطين وتضحبات شعبها.. هل أنتم أفضل من غيركم .. وهل أنتم شعب وهم شعب آخر .. وهل أنتم لوحدكم من يستطيع إنجاز التحرير والعودة .. ودينكم ومبادئكم وعقيدتكم ونظرياتكم وتنظيركم .. يصالح لكل مكان وزمان دون غيركم.. وهل فلسطين لكم وحدكم .. وليس لأحد سواكم…؟!

هل نريد أن نستعرض سوياً أسماء اللجنة التنفيذية الحالية لمنظمة التحرير.. لنرى كيف أتوا هؤلاء المتنفذين فيها .. وكيف أصبحوا لجنة تنفيذية.. وما هي الفصائل والقوى التي يمثلونها اليوم في المنظمة وكم هو حجمها.. وكم فصيل ما زال موجوداً منها فاعلاً حياً يتنفس على الأرض.. وأين قواعده وأذرعه العسكرية.. وأين مؤسساته وقواه .. ومتى عقدت آخر مؤتمراته .. وكم هي أعمار مسؤولي تلك الفصائل ولجانها المركزية والمكتب السياسي .. وأصحاب كل تلك المسميات …؟!

يا من تتباكون على منظمة التحرير …!!

إن منظمة التحرير ليست إله أو ديناً أو صنماً يعبد .. إنها مؤسسة تأسست من أجل العمل على تحرير فلسطين.. ولكي تكون وتبقى من أجل تحقيق أهدافها .. وأسوة بكل مؤسسات الكائنات .. فهي مؤسسة تحتاج دوماً للتطوير والإستنهاض والتفعيل والتفاعل وضخ الدماء الجديدة في عروقها.. وصيانة ينابيعها .. وحرث أرضها .. لتنبت فيها بذور شعبنا وتتفتح فيها وهرات فلسطيننا…!!

فلا تجعلوا من منظمة التحرير صنماً يعبد ويقدس…!!

واليوم وبعد مرور أكثر من ثلاث وعشرين عاماً على عبثية المفاوضات التي تصر القيادة الفلسطينية الرسمية على مواصلتها .. وبعد أن تم الإعلان رسمياً على لسان نتنياهو وترامب .. بتشييع العملية التفاوضية الأسلوية إلى مثواها الأخير .. فقد آن الأوان لهذه القيادة أن تعترف بفشلها الذريع في قيادة شعبنا .. قيادة إلى المزيد من المستوطنات والتهويد ومصادرة الأراضي وسور الفصل العنصري والأسرى والقدس.. وممارسة استراتيجية التنسيق الأمني المقدس مع الإحتلال .. ضد أبناء شعبنا .. خدمة لأمن الإحتلال ومستوطنيه .. ويستوجب من هذه القيادة على أن تعتذر لشعبنا على ما أوصلتنا إليه من كوارث …!!

إن إصرار شعبنا على التحرير والعودة .. هو الضمانة الكفيلة بالرد على نتنياهو وترامب .. ومشروعهم ذو الدولة اليهودية الواحدة التي يريدونها .. ونكون فيها عبيداً للإحتلال …!!

وإن شعبنا هو القادر على إعادة الإعتبار لقضيتنا .. من خلال رؤيةٍ وبرنامجٍ سياسيٍ واضح .. كما انطلقت ثورتنا به .. ويؤكد بمسيرته الكفاحيه على المبادئ والمنطلقات بالتمسك بالثوابت .. وصولاً للتحرير والعودة والدولة .. مرتكزاً بذلك على عناصر قوة شعبنا ومكوناته وطاقاته وإمكانيته وتجربته في كل أماكن تواجده …!!

إن الشعب العربي الفلسطيني .. كان وما زال وسيبقى .. هو القوة القادرة على الخروج من المآزق الذي تمر به قضيتنا .. وإنقاذ مشروعه الوطني من الإندثار.. وشعبنا لن يغفر ولن يسامح .. من هم ما زالوا يصرون على مواصلة العبث بقضيته…!!

كما وبجب أن يعترف من ينطق باسم منظمة التحرير اليوم .. بكل الصيغ والصفات والإعتبارات وتحت أي مسميات.. يحب أن يعترفوا .. بأن مكونات هذه المنظمة لم تعد هي تلك التي تكونت بها وعلى أساسها منظمة التحرير.. فأغلبها لم يبقى منه سوى اسم المندوب في المنظمة فقط .. ويدرك شعبنا بأن الحاجة باتت ماسة لإعادة الإعتبار للمنظمة .. وإحياء مكوناتها وإعادة تشكيلها لتضم كل قوى الشعب الفلسطيني .. وتعود بزخمها وقوتها وبتجدد الروح النضالية فيها…!!

كفى عبثاً بالمشروع الوطني وتفصيله على مقاساتكم وذر الرماد في العيون لاستمرار وبقاء مصالحكم الضيقة .. التي لم تعد خافية على شعبنا…!!

د. احمد محيسن

برلين في 18/02/2017

مقالات ذات صلة