المقالات

الجمهوريون صراع ثلاثي

اسرائيل اليوم – البروفيسور ابراهام بن تسفي

(المضمون: رغم تفوقه في الاستطلاعات بفارق 20 في المئة حتى الاسبوع الماضي، إلا أن انتصار ترامب أقل قليلا مما هو متوقع وسيتحول بسرعة الى هدف للهجوم من قبل خصومه).

بعد الهزيمة الساحقة في الانتخابات التمهيدية في نيوهامفشر، تنفس كل من هيلاري كلينتون الديمقراطية وماركو روبيو الجمهوري، الصعداء. ايضا وزيرة الخارجية السابقة والسناتور من فلوريدا حاليا نجحا في تحسين مكانتهما في نهاية الجولة الثالثة في الماراثون النازف ووضعا نفسيهما في موضع انطلاق آمن من اجل الاستمرار بفضل الانجازات في ولاية نيفادا.

أثبتت كلينتون أنه حينما تتحرك المعركة باتجاه ولايات متجانسة أكثر من الناحية العرقية، فيمكنها توقع هوامش اوسع من التأييد الجماهيري خصوصا في اوساط الاقلية السوداء والهسفينية. هكذا، رغم أنه في نيفادا – مثل جولات التصويت السابقة – فقد أثار خصم كلينتون السناتور بارني ساندرس موجات من اللهفة في اوساط المصوتين الشباب (اغلبيتهم من البيض) الذين ذهبوا خلف وعوده بتغيير النظام الاقتصادي والاجتماعي القائم، فان ذلك لم يضعضع بشكل كاف في اوساط مجموعات اجتماعية اخرى. ونتيجة لذلك تم كبح انجازات السناتور العجوز من فارمونت. أما خصمته فقد نجحت في اعادة استراتيجية انتخابات خصمها، براك اوباما، من عام 2008، الذي اعتمد على ائتلاف الاقليات العرقية.

الآن، بعد أن نجحت كلينتون في التغلب على التحدي الذي وضعه ساندرس – رغم صورتها كشخصية غير مصداقة وترتبط بحبلها السري بالمؤسسة القائمة – يبدو أن الطريق قد شقت من اجل تعزيز موقعها الرائد. هذا في حين أن اغلبية جولات التصويت القادمة ستكون في ولايات الجنوب التي تحظى فيها عائلة كلينتون بالتأييد لدى الجماهير السوداء. على هذه الخلفية وعلى خلفية التأييد الذي تحظى به كلينتون في اوساط المصوتين البيض وكبار السن وذوي الوضع الاقتصادي الجيد، فان ساندرس قد يتراجع بسرعة.

ورغم حقيقة أنها تُظهر التعب وهي محافظة من ناحية التفكير وتنتمي تماما للنظام القائم (دون التحدث عن فضيحة الرسائل الالكترونية)، فان الانطباع هو أن المرشحة الديمقراطية قد استقرت في الطريق الصحيح وبغطاء من جهاز قوي يملك المصادر، وأنها قد تتغلب على خصمها في المواجهة.

أما الحزب الجمهوري الذي حظي فيه المرشح دونالد ترامب بانتصار واضح في جولة الانتخابات التمهيدية في جنوب كارولاينا والذي عزز موقعه. من تحديد انماط التصويت في هذه الولاية يتبين أنه لا حصانة لأي شيء. رغم أنه تصدر في جميع الاستطلاعات بفارق 20 في المئة على خصمه حتى الاسبوع الماضي، فقد كان الانتصار الفعلي لترامب (بفارق 10 في المئة عن المكان الثاني) أقل من المتوقع وقد يتحول بسرعة الى هدف هجوم من قبل خصومه الاساسيين السناتورين تيد كروز وماركو روبيو.

بعد انسحاب جيب بوش من المنافسة، فان المعركة ستتحول الى معركة ثلاثية حيث في المركز صراع لا هوادة فيه ضد المرشح المتفوق – والمصاب – ترامب. من هذه الناحية كان المنتصر الحقيقي في جنوب كارولاينا هو من قفز الى المكان الثاني من عمق الهاوية، ألا وهو ماركو روبيو. حقيقة أنه تغلب لو بفارق بسيط على السناتور تيد كروز الذي يحظى بدعم افنغلستي واسع في هذه الولاية (نحو 60 في المئة من سكانها ينتمون الى المعسكر الافنغلستي) تشير الى الامكانية الانتخابية الكامنة فيه وفي قدرته على الاستيقاظ بسرعة والعودة الى مقدمة المنصة. الآن، بعد أن حظي بدفعة من قبل المؤسسة الجمهورية كلها، فتح السباق من جديد ويجد روبيو نفسه فجأة في موقع انطلاق من اجل التغلب على ترامب الذي كان الى ما قبل يومين مرشحا مفروغا منه.

مثل ترامب، روبيو ايضا يتحفظ من واشنطن التابعة لبراك اوباما والقيم التي تمثلها. فهو يقدم لجمهور ناخبيه صورة أقل قتالية وهجومية وتثير الخلاف قياسا مع نجم الواقع والطغمة المالية. الاسابيع القادمة ستساعد على توضيح الصورة وتثبت اذا كان الصراع في المكان الجمهوري قد فتح مجددا في جنوب كارولاينا.

مقالات ذات صلة