ثقافة وفن

الفنانة الفلسطينية الموهوبة ميرنا عيسى لتسليط الضوء على حياتها الاكاديمية والفنية‎

بعد ان عشقت الوطن الذي تهفو نفسها اليه وتتوق لرؤيته، وكذلك الفن المعشعش في ذهنها كخلية من النحل تدوي في جنباتها لمعانقته روحيا وفنياً، وللفنانة عيسى سجلها الفني المتجول معها في حلها وترحالها، وهي تشعر به عبر العديد من المناسبات الوطنية.

– ميرنا عيسى والتي تعيش الان في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان بعد ان هاجر اهلها فلسطين بعد نكبة 48، نبدأ معها اللقاء بسؤال عن بداية اصل حكاية ميرنا عيسى؟

انا فلسطينية الاصل وانحدر من قرية “قرون حطين” القريبة من حطين وبحيرة طبرية، طبعا تمت الهجرة بعد نكبة عام 1948، حيث هاجرت عائلتي الى لبنان واستقر بهم المقام في مخيم عين الحلوة.

– كم عمرك ؟

عمري 19 ربيعاً “مواليد 1996” في مخيم اللجوء والشتات مخيم عين الحلوة – لبنان.

– ما هي مشاريعك وطموحاتك الفنية؟

قبل البدء بالحديث عن حياتي الفنية وطموحاتي المستقبلية، أود القول ان كل العالم لهم وطن يعيشون فيه، ولكن نحن الفلسطينيون لنا وطن يعيش فينا وبداخلنا !، في الصغر لم اعرف شيئا عن فلسطين سوى انني فلسطينية، وعند بلوغي سن الرشد اصبحت اﻷسئلة هاجسا في مخيلتي، اصبحت اتساءل كيف انني فلسطينية وأقيم في بلد اخر؟! اﻻ وهو لبنان ! ولماذا انا لا اعيش في بلدي فلسطين؟، سرد والديّ القصة والحكاية المرة تلو الاخرى، وعن معاناة النـزوح واللجوء الى الدول المجاورة سنة 1948، وشرحا لي عما حل بهم في الشتات، وبدأت اعتصر حزناً والما على المآل الذي وصلنا اليه باعتبارنا شريحة من مجتمعنا الفلسطيني، حتى اصبح اندفاعي وشوقي ﻷرضي يدفعني ان اغني وانشد اﻷغاني الوطنية الفلسطينية في مدارس اﻷنروا وفي الاحتفاﻻت المدرسية، وكبر الحلم في قلبي ووالدي ومن حولي شجعوني على ان انتج اغنيات وطنية خاصة بي، عندما اكتشفوا ان صوتي يجب ان يستغل، وﻻ يجب ان يذهب هدرا في اعماق حنين قلبي دون ان يحس به احد، وذلك لحبي لفلسطين التي تكمن في كامل عقلي وقلبي.

– متى كانت الانطلاقة الحقيقية لموهبة الفنانة ميرنا ؟

في عام 2010 انطلقت مسيرة العودة، مسيرة الزحف الفلسطيني نحو الحدود اللبنانية الفلسطينية! مارون الراس في 15 ايار اي ذكرى نكبة فلسطين الكبرى، وكنت من المشاركين في المسيرة برفقة ابي وامّي واخي، وشاهدت المواجهات التي حصلت مع العدو وسقط خلالها العديد من الشهداء والجرحى، وبعدها انشدت اول اغنية وطنية فلسطينية بعنوان ” يا بلادي” والتي اسرد فيها ما حصل في مارون الراس، وهي من كلمات الشاعر محمد قادرية، والحان وتوزيع فادي زيدان.

– ما هو رصيدك من الاغاني الوطنية ؟

لديّ الان شخصيا ما يقارب الـ 15 اغنية وطنية، واحييت عدة حفلات وطنية بعدة مناسبات، منها ذكرى استشهاد ابو عمار، ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية، ذكرى يوم اﻷرض الفلسطينية، ذكرى نكبة فلسطين.

– هل يوجد من يقدم لك الدعم لمسيرتك الفنية؟

لا، لم اتلق اي دعم او معونة من احد، بل كان كل ذلك على نفقة والدي فقط، وتعرفون كم هي باهظة تكلفة اي اغنية حتى تصبح جاهزة ! حتى تكاليف اللباس التراثي او الفولكلوري او الوطني تحملها والدي.

– ماذا عن مسيرتك التعليمية والاكاديمية؟ وهل اثرت عليها الموهبة الفنية؟

لا، لم تؤثر حياتي الفنية على مسيرتي التعليمية بتاتاً، فقد وفقت بين حياتي الفنية وبين حياتي التعليمية، بحيث درست في مدارس اﻷنروا حتى حصلت على شهادة الرابع المتوسط – البريفيه الحكومية – بعلامات تفوق اقراني، كما انني اكملت تعليمي الثانوي في ثانوية بيسان – في عين الحلوة – وكان اختياري – life science – اي العلوم الطبيعية، ونلت شهادة البكالوريا الثانية بتفوق ايضا، فقررت ان اكمل دراستي الجامعية اختصاص طب – وكلي امل ان يقف الى جانبي المسؤولين والقييمين على ابناء شعبنا بعد ان وعدوني كثيرا بأن يساعدوني بكل ما احتاج اليه، ﻷن تعليم الطب ليس بالشيء السهل في لبنان، لتكلفته الباهظة التي تفوق الـ 20 الف دوﻻر في السنة الواحدة، ووالديّ انفقا عليّ الكثير ولم يستطيعا اكثر من ذلك، فأصبح امامي اما ان افقد حلمي بالعلم او ان اقوم بدراسة اختصاص في جامعة ما ﻻ ارضاه كثيرا فقط لكونه اقل تكلفة، حتى اخيرا وبقدرة قادر وبمساعدة مسؤول اقليم لبنان الحاج رفعت شناعة الذي اكن له كل احترام وتقدير، دخلت الى الجامعه اللبنانية – كلية العلوم – في النبطية ﻷدرس الطب، وها انا في السنة اﻷولى الجامعية.

– ما هي رغبتك وطموحاتك المهنية المستقبلية؟

بالنسبة لطموحاتي اتمنى ان اصبح طبيبة ﻷخفف من اعباء شعبي وهمومهم ولاعالج مرضاهم واطبب جراحهم، مضيفة انني لن اتخلى عن نشاطاتي الوطنية واﻷغنية الفلسطينية، وسأقوم بالمسارين جنبا الى جنب، فتعليمي واغنيتي الوطنية لهما دور مكمل من الناحية الاجتماعية والمهنية، مشيرة الى ان الله وهبني حنجرتي ﻷغني لفلسطين، للقدس وللاقصى لشعب الجبارين، وايضاً للشهداء للاسرى وللمحررين.

– وماذا عن الاغاني الكلاسيكية ؟

لا لن اغني يوما اﻷغاني الكلاسيكية، وهذا عهد ووعد قطعته على نفسي، فطموحي المستقبلي والدائم ان ابقى على الطريق الذي يخدم ابناء شعبي في فلسطين والشتات، وان شاء الله في القريب العاجل املي الكبير ان انشد واغني للوطن على ارض الوطن “فلسطين”، وان تطأ قدماي ارضها واتكحل بمناظرها الطبيعية والتي ارنو اليها بكل دقيقة من دقائق حياتي ولو ليوم واحد.

قناعتي ان النصر قريب وقريب جدا واقامة دولتنا الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف على مرمى حجر، وتحقيق حق العودة باذن الله قريب وما على الله ببعيد .. واشدد على الوحدة الفلسطينية على الدوام .. الرحمة للشهداء والحرية للاسرى وحتما اننا لعائدون .

رضوان مرار

————

ميرنا عيسى

الفنانة الفلسطينية الموهوبة ميرنا عيسى لتسليط الضوء على حياتها الاكاديمية والفنية‎

الفنانة الفلسطينية الموهوبة ميرنا عيسى لتسليط الضوء على حياتها الاكاديمية والفنية‎

مقالات ذات صلة