الشتات الفلسطيني

تحقيق || مخيم الرشيدية.. شهر رمضان يُوحّد معاناة اللاجئين والنازحين

رمضان شهر الخير والرحمة. مقولة بتنا نحفظها عن ظهر قلب، ولكن، باتت تختزن في طياتها معاني الألم والغربة للاجئين الفلسطينيين والنازحين القادمين من سوريا، ليضاف الألم إلى الألم.

ففي مخيماتنا نستقبل شهر رمضان لنتحدث عن هموم بسطاء وفقراء الأهالي في هذا الشهر المبارك فانتشار ظاهرة إرتفاع أسعار المواد الغذائية في رمضان أصبحت خلال السنوات الماضية الشغل الشاغل، ومعاناة قاسية تُلقي بثقلها على الفقراء لتستنزفهم في شهر الخير.

فمن تيسر لهم استعدوا له قبل حلوله بأسابيع بتخزين ما يمكن من الأساسيات ولكن الغالبية العظمى لم يتسن لها لضيق ذات الحال، فبعض التجار والوسطاء يسعون دائماً إلى تحقيق أرباح كبيرة ولو على حساب الفقراء والمعدومين.

وفي مخيم الرشيدية جنوب مدينة صور التقى مراسل وكالة (القدس للأنباء) بعض العائلات التي نزحت عن سوريا والتي حدثتنا عن الهموم التي تعاني منها والتي تعيشها في ظل الوضع الإقتصادي المزري. فقد وصف الحاج أبو أحمد الوضع الإقتصادي بأنه وضع صعب للغاية في الأيام العادية فكيف يكون في شهر رمضان؟! مضيفا: “هناك انتظار من التجار لهذا الشهر ليستغلوا فيه تصريف بضاعتهم ويرفعوا أسعارها بشكل خيالي”.

تشريد وغربة

وعندما سألناه عن أجواء هذا الشهر وأوضاعه، أجابنا وعيناه تذرف دمعاً مستذكراً الأيام التي كانوا يعيشونها حيث كانت العائلة والأخوة والأخوات يجتمعون على سفرة واحدة في بيت العائلة ويتقاسمون مع جيرانهم الأكلات الرمضانية.. ويضيف أبو أحمد: “لقد تشتتنا وأصبح كل واحد منا يعيش في بلد بعيداً عن الآخر لا يدري ما حل بأفراد عائلته لقد شرّدتنا الحرب وفرقتنا عن بعضنا البعض وحرمتنا من لقائنا في هذا الشهر على مائدة رمضان ولكن أملنا بالله كبير في لم شملنا من جديد”.

عادات مختلفة

وتحدث أبو أحمد عن الفرق بين العادات في شهر رمضان هنا (المخيمات الفلسطينية في لبنان)، وبين العادات في سوريا قائلاً هناك جو من التآلف والتآخي حيث نقوم في كل يوم بما يسمى السلة الرمضانية وهي عبارة عن جمع تبرعات عبارة عن مبالغ مالية من بعض الأشخاص ثم يتم شراء حصص غذائية لبعض الحالات الفقيرة وتقديمها لهم ولكننا نجد القليل من هذه الحالات الموجودة هنا”.

مأساة

وهذا أحد سكان المخيم ـ رفض ذكر اسمه ـ يصف لنا مأساة النازحين في هذا المخيم بأنها سيئة للغاية إذ يُحمل المسؤولية الكبرى في هذا الجانب إلى كافة الفصائل والمؤسسات التي لا تُلقي بالاً لهؤلاء النازحين وتقدم لهم ما يحتاجونه من متطلباتهم. ويقول إنهم “لا يهتمون بشأنهم الا عندما يعتلون المنابر ويتحدثون في المناسبات والمهرجانات الخطابية”.

تكاتف أبناء المخيم

أما ياسر موسى (أبو عبيدة) وهو من سكان مخيم الرشيدية فقد قال: “هؤلاء النازحين هم جزء منا ونشاركهم همومهم وأحزانهم وخاصة في هذا الشهر. ونحن نقف إلى جانبهم رغم الوضع الإقتصادي الصعب ورغم البطالة التي يمر بها أبناء المخيم بنسبة 70 % ولكن واجبنا يحتم علينا أن نقف إلى جنبهم في هذه الظروف القاسية”.

اللجنة الشعبية

ويصف أمين سر اللجنة الشعبية الحاج أبو كامل سليمان الوضع الإقتصادي الذي يمر به أهل المخيم بالصعب جداً، إذ أن معظم الناس يعيشون: إما على راتب شهري من الفصائل التي ينتمون إليها، وإما من أعمالهم اليومية.

ويضيف أمين سر اللجنة الشعبية: “الحقيقة أن نزوح أهلنا من سوريا إلى مخيمات لبنان ساهم في زيادة صعوبة الوضع الإقتصادي، ولكن رغم هذا الوضع القاسي الذي نمر به إلا أننا لا نتوانى عن مساعدة أهلنا النازحين ونعتبرهم جزءاً منا في كل شيء”.

تحقيق || مخيم الرشيدية.. شهر رمضان يُوحّد معاناة اللاجئين والنازحين

تحقيق || مخيم الرشيدية.. شهر رمضان يُوحّد معاناة اللاجئين والنازحين

تحقيق || مخيم الرشيدية.. شهر رمضان يُوحّد معاناة اللاجئين والنازحين

تحقيق || مخيم الرشيدية.. شهر رمضان يُوحّد معاناة اللاجئين والنازحين

تحقيق || مخيم الرشيدية.. شهر رمضان يُوحّد معاناة اللاجئين والنازحين

مقالات ذات صلة