الشتات الفلسطيني

فتح تعلن رفض حماس لفكرة إجراء الانتخابات للخروج من مأزق الانقسام

غزة ـ ‘القدس العربي’ من أشرف الهور: فشل اجتماع عقد بين وفدين قياديين من حركتي فتح وحماس بمدينة غزة في الوصول إلى اتفاق يقضي بإجراء انتخابات عامة لإنهاء حالة الانقسام السياسي، وهو ما من شأنه أن يصعب مهام المصالحة في ظل انشغال الراعي المصري.

وعقد الاجتماع في ظل وجود وفد قيادي من حركة فتح قدم من الضفة الغربية معقل حكم الحركة، وهو يحمل تكليف من الرئيس محمود عباس بالتفاوض مع حركة حماس على إجراء الانتخابات العامة للخروج من مأزق الانقسام.

وقال أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح والذي رأس الوفد القادم من الضفة عقب الاجتماع بحركة حماس أن الأخيرة ‘لم توافق على دعوة فتح لإجراء انتخابات للخروج من مأزق الانقسام في الساحة الفلسطينية’.

وكانت نتائج الاجتماع معروفة سلفا، خاصة وأنه جاء في ظل تباعد وجهات النظر بين الفريقين.

وجرى خلال الاجتماع الطلب من حماس وفق رسالة الرئيس محمود عباس التي حملها الوفد إجراء الانتخابات، غير أن وفد حركة حماس طلب بحث كل ملفات الانقسام لحلها رزمة واحدة.

وقال مقبول في تصريحات صحافية ‘حصل الاجتماع بيننا وبين حماس وطرحنا عليهم فكرة إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، كخطوة متقدمة أو بداية لتنفيذ بقية بنود الاتفاق باعتبار أن هذه القضية من حق الشعب الفلسطيني واستحقاق ديمقراطي لا يحق لأحد أن يؤخرها أو يؤجلها وباعتبار أن شرعية المؤسسات الرئاسية والتشريعية وغيرها تآكلت بعد هذه الفترة الطويلة’، ومضي يقول ‘طلبنا منهم أن نفكر مع بعضنا ونقدم أفكارا من أجل أن نذهب إلى الانتخابات، وفي الواقع لم يوافقوا على موضوع الانتخابات لوحده، وطالبوا بأن تكون كل القضايا مع بعض، وقلنا لهم إن كل القضايا مع بعض تتأجل وتتأخر’.

وأعاد المسؤول في حركة فتح التذكير بأن الحركتين كانتا قد توافقتا على إنجاز المصالحة خلال ثلاثة أشهر، والتي تشمل إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة الوفاق، وأضاف ‘الآن مضت الثلاثة أشهر ولم ننجز شيئا’.

لكن حركة حماس على لسان الناطق باسمها الدكتور سامي أبو زهري، قالت أن الاجتماع جاء بناء على طلب حركة فتح وأن حماس أكدت خلاله على ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاق المصالحة حسب ما وقع وبدون أي انتقائية كمخرج من حالة الانقسام الراهن.

وقال أيضا أن تعبير ‘فشل اللقاء’ هو تعبير ‘غير دقيق’، لافتا إلى أن وفدا من فتح القادم من رام الله كان في زيارة إلى غزة وطلب لقاء مع حركة حماس، وخلال اللقاء طرح وفد فتح فكرة قديمة حول الذهاب إلى الانتخابات مباشرة، مشيرا إلى أن موقف حماس هو ‘التمسك بتنفيذ اتفاق المصالحة الذي وقع بين الطرفين وأن أي انتخابات يجب أن تكون تتويجاً لاتفاق المصالحة عدا عن أن الظروف خلال هذه المرحلة غير مهيأة لإجراء الانتخابات’.

وكان من المفترض أن يتم الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة من شخصيات مستقلة برئاسة الرئيس محمود عباس وفق اتفاق تم بين فتح وحماس في القاهرة قبل ثلاثة أشهر، يقضي أيضا بأن يصدر الرئيس في ذات اليوم مرسوما يحدد فيه موعد إجراء الانتخابات العامة.

لكن الخلافات التي نشبت بين التنظيمين قبل هذا التاريخ، وأوضاع مصر الداخلية وهي الدولة التي ترعى مباحثات المصالحة، حالت دون عقد اجتماعات بين الطرفين والتوافق على الحكومة وموعد الانتخابات، الذي كان من المفترض أن يكن بعد ستة شهور من تشكيل الحكومة بحسب اتفاقات القاهرة والدوحة. ويشن مسؤولون من الحركتين اتهامات متبادلة، يحمل فيها كل طرف الآخر مسؤولية فشل تطبيق بنود الاتفاق الأخير.

وشدد أمين مقبول على ضرورة الاتفاق على انجاز المصالحة، مذكرا بأن السيد عزام الأحمد رئيس وفد فتح للمصالحة طلب لقاء مع حماس حتى لو كان في بيروت، لافتا إلى أن حماس لم تعط ردا، وقال ‘موضوع المصالحة لم ينجز وشعبنا فقد ثقته بقضية المصالحة’.

وانتهى اللقاء دون أن يتم الاتفاق بين الطرفين على عقد اجتماع في موعد آخر، ولا يعرف مصير المصالحة، وترددت أنباء عن مقترحات تدرس لإجراء انتخابات في الضفة بدون غزة.

إلى ذلك، بحث الوفدان بخلاف موضوع الانتخابات عدة ملفات أخرى تهم المصالحة، بحسب ما قال أحد المسؤولين في فتح لـ ‘القدس العربي’.

وأوضح أنه تم بحث ملف حملة الاعتقالات الكبيرة التي تشنها قوات الأمن في غزة التابعة لحماس بحق كوادر ونشطاء من حركة فتح.

وفي هذا الموضوع أكد مقبول ان وفد حركة حماس أبلغهم أن الاعتقالات الأخيرة لها علاقة بالوثائق التي كشف عنها، وتدين قيام مسؤولين من فتح بتشويه صورة حماس في الإعلام المصري.

لكن مقبول شكك في صحة الوثائق، وقال ان حركته طلبت من حماس أن تقدم هذه الوثائق لهم بشكل رسمي للبحث إن كانت صحيحة أم لا، وقال ‘نحن لا نقبل أن أحدا من عندنا أو أي خلية فتحاوية تستعدي أي جهة على جزء من شعبنا الفلسطيني’.

وأضاف ‘كلام غير منطقي أن نقول إن الإعلام المصري أو المخابرات المصرية كانت تعتمد على معلومات من خلية في فتح، هذا كلام لا يقنع أحدا، والإعلام المصري والموقف المصري من فترة طويلة يتكلم في هذه القصة فلا يجب أن نحملها لحركة فتح’.

مقالات ذات صلة