الشتات الفلسطيني

الفصائل الفلسطينية.. والعدوان الأميركي على سورية .

الجبهة الشعبية – القيادة العامة

صحيح أن علاقات بعض الفصائل الفلسطينية مع سورية ليس على ما يرام، بل وصلت إلى حد القطيعة، على خلفية ما شهدته وتشهده سورية من أحداث، وبعد مرور ما يزيد على عامين ونصف هاهي الإدارة الأميركية ومعها كل المتدخلين من دول عربية وسواها وبكل أشكال وعناوين التدخل في هذا البلد العربي، تعد العدة من أجل شن عدوان، طبول الحرب تسمع في أرجاء المنطقة، وصداها يتردد في كل أرجاء العالم.

والسؤال الذي بدأ يتردد على لسان الكثير؛ أين موقع الفلسطينيين من هذا العدوان الأميركي المرتقب على سورية؟

سؤال كبير غاية في الأهمية في اللحظة السياسية المفصلية التي تمر بها المنطقة، والتي على أساسها سيتقرر وجه المنطقة ومستقبلها لعقود قد تمتد لنحو قرن من الزمن، هو عمر اتفاق كل من سايكس وبيكو، والتي بموجبه قسمت البلاد العربية لدول وإمارات وممالك، وفي القلب منها كيان الاغتصاب “الإسرائيلي” وعلى حساب وطن اسمه فلسطين.

إذا ما أجمعنا من خلال قراءة متأنية ومتفحصة لمجريات الأحداث والمتغيرات التي تعصف بدول المنطقة من ثلاث سنوات، والاستهداف من وراء إبقائها مندلعة ومتدرجة، فإن القضية الفلسطينية ليس فقط من أولى ضحاياها، بل هي الضحية الأول ولربما الأخيرة، فعلى وقع هذه الأحداث ازداد تفلت الكيان “الإسرائيلي” في فرضه للوقائع غير المسبوقة وعلى حساب الأراضي الفلسطينية تهويداً واستيطاناً، وما السعي الأميركي “الإسرائيلي” مؤخراً ونجاحه في جلب السلطة الفلسطينية مرة جديدة إلى طاولة المفاوضات في توظيف واستغلال مكشوف للأوضاع التي تعيشها المنطقة، إلا الشاهد على ما تخطط له كل من الإدارة الأميركية والكيان “الإسرائيلي” لفرض تسوية نهائية وعلى حساب ما تبقى من عناوين القضية الفلسطينية وثوابتها الوطنية، ومضافاً لهذه الخلاصة المستندة لقراءة هذه الأحداث المدبرة من قبل الإدارة الأميركية وحلفائها في دول المنطقة، فإن الدولة العربية المستهدفة من العدوان المرتقب هي سورية، التي احتضنت الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية منذ نكبة العام 1948، ولطالما شكلت وما زالت العمق الاستراتيجي الحاضن والداعم لمقاومته، وهي تدفع اليوم بالسياسة وعلى خلفية مواقفها الوطنية والقومية في مواجهة الأطماع الصهيو – أميركية على حساب المصالح العليا لأمتنا العربية والإسلامية.

فالمواقف التي عبرت عنها كل الفصائل، وإن تفاوتت سقوفها ومستويات صياغاتها ومفرداتها، فإن جميع هذه المواقف تقاطعت عند نقطة واحدة، هي رفض العدوان الأميركي على سورية، وهذا موقف بحد ذاته مهم، والذي حتماً سيتطور تباعاً في حال أن هذا العدوان المرتقب تحول لفعل عملياتي ضد سورية، إذا ما اتخذ الكونغرس الأميركي القرار بمنح أوباما الموافقة على توجيه ضربات عسكرية سماها “محدودة”، ونحن نعتبرها عدواناً بكل ما يحمله من معنى، وبذلك يكون الجواب على السؤال، أن الفلسطينيين وبكل ألوان طيفهم السياسي يقفون بحزم ومن دون تردد في مواجهة أي عدوان أميركي سيطال سورية ومقدراتها وموقعها الجيوسياسي الاستراتيجي في مواجهة المشروع الأميركي – “الإسرائيلي” في المنطقة.

ورغم ذلك، لا يزال هناك من يطرح علامات الاستفهام وصولاً للتشكيك بصدقية بعض هذه المواقف، وإنها من باب ذر الرماد في العيون والكلام الإنشائي ليس إلا، وبانتظار الأيام القليلة القادمة، وما ستحمله من تطورات دراماتيكية على خط العدوان المرتقب على سورية، علينا عدم استعجال المواقف المشككة، لسبب بسيط، أن السكوت عن العدوان إذا ما بدأ سيكون عندها هو الشراكة له في مكان ما، وعليه فإن المتخلف عن المواجهة، سيعرّض مستقبله بالسقوط المدوي، والتي عندها لن تنفع معها كل المراجعات النقدية وتحميل المسؤوليات.

مقالات ذات صلة