الشتات الفلسطيني

كيف اختارت ادارة قناة القدس الحل الاسهل لمواجهة الازمة المالية على حساب موظفيها

احمد دهشة | منتدى الاعلاميين الفلسطينيين

صرفت قناة “القدس” الفضائية التي تتخذ من العاصمة اللبنانية بيروت مقرا لها، تسعفيا ودون وجه حق عددا من الموظفين لديها، دون انذار مسبق او تبليغ او حتى تنبيه على الطريقة البوليسية، فرق تسد، والحجة الضائقة المالية التي تمر بها.

وبعيدا عن التحليل والتأويل، قد يسأل سائل ممن هو مهتم بشأن الاعلام الفلسطيني بشتى الوانه، كيف فعلت هذه القناة ذلك وهي المطالبة باحتضان الاعلاميين الفلسطينيين وتوفير فرص العمل لهم وتدريبهم لا جعلهم بين عشية وضحاها عاطلين عن العمل، مهما كان التبرير الذي يجافي الواقع، فيما اخرون يحظون بالرعاية والدعم السياسي والمحسوبية بعيدا عن الكفاءة والتفاني في العمل.

نعم، تريث قليلا قبل ان اكتب هذا الكلام حتى لايقال خلاف المراد، لقد واجهت ادارة قناة القدس الازمة المالية التي تمر بها باسهل الاجراءات، اذ كان امام هذه “الادارة” التي لا تعرف من ادارة الازمات شيئا حلول عديدة لمواجهة هذه الضائقة المالية وبشكل عادل وشفاف لا يظلم فيه احد، ومن هذه الحلول:

– تخفيض الرواتب العالية دون اللجوء الى التوقيف وما اكثرهم بالقناة وما اقل عملهم وحاجة القناة لهم.

– الغاء التأمين الصحي للموظفين اللبنانيين بما انهم يحصلون على خدمات الضمان الاجتماعي وبذلك تستطيع الادارة توفير مبالغ طائلة تفوق المبالغ التي وفروها من ايقاف عدد من الموظفين المساكين وهم اصلا من اصحاب المعاشات المتدنية بالقناة بنسبة كبيرة جدا.

– الغاء الانتدابات الخارجية لبعض البرامج من استضافة ضيوف من الخارج وتأمين اوتيل وتذاكر سفر واجرة سفر والاعتماد على الضيوف من داخل لبنان بما انهم يمرون بأزمة مالية.

– اللجوء الى ايقاف الموظفين الباشاوات أصحاب المعاشات الضخمة والذين لا تراهم الا بالمناسبات او السفريات.

وقد يكون هناك حلول اخرى اصحاب الشأن الاداري هم اعلم بها و لكن للاسف اختاروا اسهل الحلول وهو ايقاف عدد من الموظفين المساكين ممن يتقاضوا رواتب متدنية وهم على ارض واقع العمل يجدون بالعمل لظروفهم الصعبة فمنهم من يعيل اب وام واطفال ومنهم من عليه ديون واقساط وينتظر راتبه بفارغ الصبر ومنهم من هي لاجئة من سوريا تعيل عائلتها وتسكن بالايجار ومنهم من هي امرأة كبيرة في السن تكد كي تكمل مشوار المرأة الفلسطينية الكادحة وتساعد زوجها او ابنائها، بينما تركوا بالعمل من لا عمل له ويعمل فقط من اجل تقسيط سيارة عالية الرفاهية او تغير شقة ضاق خلقه منها او للسفر والرفاهية وهذه هي الكوادر الموجودة في قناة القدس بعيدين تماما عن معاناة الشعب الفلسطيني وكيف لا ومعظمهم.. هذه هي الكوادر التي تعودت على الكسل واللجوء الى اسهل الحلول وسوف يحاسبكم الله على الاخفاق في حمل امانة المسؤولية.

مقالات ذات صلة