الشتات الفلسطيني

قصة الطفل مصطفى شتيوي … وجع وألم وانتظار لأصحاب الضمائر الحية

الطفل مصطفى حسين شتيوي، نازح فلسطيني من سوريا يسكن مع ذويه في تجمع الشبريحا للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، ويبلغ من العمر إحدى عشر ربيعًا وله قصة تسطر بحلقات من القهر والمعاناة، تعرض مصطفى لإصابة بالغة في قدمه أثناء لعبة كرة القدم مع أصدقائه في مخيم السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق.

البداية كانت في مخيم السيدة زينب في سوريا، بينما كان مصطفى يلعب مع خمسة من أصدقائه كرة القدم، فإذا بقذيفة تسقط عليهم قاضية على الإبتسامة الرائعة التي كان مرسومة على شفاههم ، مخلفة ورائها طفلين في عداد الشهداء وأربعة أطفال في عداد الجرحى، ولله الفضل والمنة على كل حال، كان مصطفى من بين الأطفال الذين جرحوا إصابات بالغة، فقطعت أطراف الأطفال الذين أصيبوا، وقدم مصطفى كانت متجهة نحو البتر، لكن والد مصطفى رفض ذلك، مكتفيا بنقل جلد من فخده الأيسر إلى مكان الإصابة في القدم الأيمن لعل التجميل يخفف من وقع هذا الألم.

بعد النزوح إلى لبنان، القصة موجعة، بل إن شئت فقل إنها مبكية لكل من حمل ضميرًا إنسانيًا، فالقدم الأيمن لمصطفى نحو الأسوء، ومصطفى لا يستطيع السير على قدمه، والعلاج في لبنان مكلف، ولا من سبيل سوى التسول على أبواب المسؤولين والجمعيات، لذا أخذ والد الطفل يتصبر مع إبنه في إحدى الغرف في مبنى قيد الإنشاء، وبدأ يفكر ألف مرة قبل التوجه للعلاج.

كاحل القدم الأيسر متفتت جراء القذيفة، و ورمٌ في القدم لا يوصف ، الأمر صعب لكنه محتمل، لكن تلك الحشرة البرية أكملت ما لم تفعله القذيفة، “أم أربعة وأربعين” تشم رائحة الدم فتسير باتجاهه مخلفة ورائها عضة لقدم هذا الطفل المسكين الذي صاح بصوت عالٍ وعمَّ المكان صراخه، فأصبحت حالة الإسعاف لا بد منها، وهذا ما جرى، فالمشفى هو الأمل الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى لتتخفف عنه بعض الألم والأوجاع.

وفي الإسعاف وأثناء التوجه إلى المشفى فإذا بالطفل يخاطب والده فيقول: “يا ريتني أموت يابا، ما بدي المستشفى، كيف بدنا نجيب مصاري”، فإذا بالدمعة ترتسم في عيون الجميع لا سيما الأب، لتصفع هذه الكلمات على وجه الأب وتكون أقوى من صفعة القذيفة، لكن الطفل عاد ليصبر أباه الذي إنهال بالبكاء ليقول له: “ما فيني شي يابا، أنا منيح مش متجوع، خلينا نرجع عالبيت ما بدي أروح ، يابا بكرة العظام تتجمع وتترمم لحالها يابا”.

بعد الوصول إلى مستشفى غسان حمود في صيدا عاينه دكتور العظام والمفاصل، وتبين أن الطفل بحاجة ماسة إلى عملية جراحية لفك الجهاز الموجود في قدمه، بالإضافة إلى صورة VCT وبعد العملية علاج فيزيائي وبعد العلاج علاج ، والأب لا يقدر على إطعام أبنائه فكيف بهذا المبلغ الكبير بالنسبة له ؟.

هذه هي الحلقة الأولى من قصة مصطفى وهي موجهة إلى أصحاب الضمائر الحية الذين ينتظرهم مصطفى، تابعوا معنا باقي الحلقات لنتساعد سويًا من أجل مساعدة هذا الطفل .

للتواصل : 71215293

عبد المجيد العوض_ رابطة الإعلاميين الفلسطينيين في لبنان

صور في 13-10-2013

قصة الطفل مصطفى شتيوي ... وجع وألم وانتظار لأصحاب الضمائر الحية

قصة الطفل مصطفى شتيوي ... وجع وألم وانتظار لأصحاب الضمائر الحية

قصة الطفل مصطفى شتيوي ... وجع وألم وانتظار لأصحاب الضمائر الحية

قصة الطفل مصطفى شتيوي ... وجع وألم وانتظار لأصحاب الضمائر الحية

قصة الطفل مصطفى شتيوي ... وجع وألم وانتظار لأصحاب الضمائر الحية

مقالات ذات صلة