الشتات الفلسطيني

افتتاح أعمال المؤتمر الثالث لإقليم حركة فتح في لبنان

افتُتِحت أعمال المؤتمر الثالث لإقليم حركة “فتح” في لبنان الذي حمل اسم الشهيد “أبو علي إياد” وذلك في سفارة دولة فلسطين في بيروت صباح الأحد 2013/12/22 بحضور عضوَي اللجنة المركزية لحركة “فتح” المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، ومسؤول مفوضية الأقاليم الخارجية جمال محيسن، إلى جانب مسؤول الأقاليم العربية سمير الرفاعي، وسفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، وأمين سر فصائل “م.ت.ف” وحركة “فتح” في لبنان فتحي أبو العردات وأعضاء قيادة الساحة في لبنان، وأمين سر إقليم حركة فتح” في لبنان رفعت شناعة وأمناء سر وأعضاء قيادة المناطق، وأمين سر إقليم حركة “فتح” في سوريا عدنان إبراهيم، وممثلي فصائل “م.ت.ف” وقوى التحالف، ونائب السفير المصري المستشار خالد أمين، ومستشار السفارة الإيرانية مسعود صابري، وممثِّلين عن القوى والأحزاب اللبنانية.

وافتتح المؤتمر بالنشيدَين الوطنيَين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة فتح، وبتقديم من عريفة الحفل المديرة عبير عيسى.

ثمَّ توالى إلقاء عدد من الكلمات. فكانت الكلمة الأولى لمحيسن الذي نوَّه لمسيرة حركة “فتح” الكفاحية وانجازاتها على مدى 49 عاماً بالرغم من كل المؤامرات والاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت وجود الشعب الفلسطيني، وأشاد بانتظام انعقاد الأقاليم في مواعيدها انسجامًا مع النظام الداخلي للحركة وتكريساً للحياة الديمقراطية فيها، لافتًا إلى أن المؤتمر العام السابع سيُعقد في الرابع من شهر آب القادم.

ولفت محيسن إلى عمق العلاقة الفلسطينية اللبنانية وتلاحم الدم الفلسطيني واللبناني الذي شكَّل أسطورة في الصمود أمام الجيش الإسرائيلي، وأكَّد أن العدو الأول لأمتنا العربية والإسلامية هو أمريكا التي تعمل على تحويل الصراع من عربي إسرائيلي إلى عربي عربي وطائفي وقومي في المنطقة خدمة لإسرائيل، عارضًا

لعدد من الجرائم الصهيونية التي تستهدف الفلسطينيين ومشروعهم الوطني ومقدساتهم.

وأشار محيسن إلى أن الدخول في المفاوضات مع العدو الإسرائيلي فرض على القيادة الفلسطينية بسبب رداءة الوضع العربي والانقسام الفلسطيني واستجابة لإرادة الدولية لمواجهة الاحتلال، مشيدًا بما تمكَّن الشعب الفلسطيني وقيادته من تحقيقه خلال الانتفاضتين الأولى والثانية وفي الأمم المتحدة، مشدِّداً على تمسُّك القيادة بالثوابت الوطنية الفلسطينية.

كما حيَّا محيسن الموقف الأوروبي القاضي بمقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية، شاكرًا قرار أساتذة الجامعات الأميركية الذي دعا مؤخَّرًا لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية وعدَّ ذلك بداية تحول في المجتمع الأميركي.

من جهته، نوَّه الأحمد إلى أن ما يميِّز هذا المؤتمر عن سواه يكمن في انعقاده في ظل ظروف صعبة وتحديات تمر بها المنطقة العربية عموماً والقضية الفلسطينية ولبنان على وجه الخصوص، مشيداً بدور لبنان في احتضان الثورة الفلسطينية المعاصرة واستمراريتها، مؤكِّدًا أنَّ أهم انجاز استراتيجي بعد النكبة هو إعادة تكوين الشخصية الوطنية الفلسطينية المستقلة، ومشدِّداً على تمسُّك حركة “فتح” بالنهج الذي خطَّه الرئيس الشهيد ياسر عرفات وبالثوابت التي انطلقت من أجلها الثورة الفلسطينية.

وتطرَّق الأحمد إلى الواقع الصعب الذي تعيشه القضية الفلسطينية في ظل الهجمات التي تشن على دول المنطقة العربية لإلغاء وجودها، مستذكرًا وقائع ما حدث فترة حصار الشهيد ياسر عرفات حين أرادت إسرائيل القضاء على الشهيد للقضاء على روح المقاومة، فخرج أطفال ونساء رام الله بين الدبابات الإسرائيلية التي تحتل المدينة واخترقوا منع التجول وفرضوا على العدو الاسرائيلي ان يكف عن تهديداته الوقحة ضد رمز الثورة الفلسطينية ورمز حركة التحرير الوطنية والعربية.

وأضاف الأحمد “بالرغم من كل ما يدور، حافظنا على أنفسنا وصمودنا وقادنا خليفة ياسر عرفات الرئيس أبو مازن بحنكة جعلت اسرائيل تستخدم عبارات جديدة في القاموس السياسي. فقبل أسابيع اتهموا أبو مازن بأنه الوجه الآخر لياسر عرفات وأنه يمارس الإرهاب الدبلوماسي”، مشدِّدًا على تمسُّك الفلسطينيين قيادةً وشعبًا بالثوابت الفلسطينية، وداعيًا إلى توحيد أقطار الأمة العربية.

وأشار محيسن إلى أن المفاوضات خيار إجباري كاتفاق أوسلو الذي خاضه الرئيس الشهيد ياسر عرفات ومع أنَّه كان يدرك مساوئه، ولكنه كان كذلك ممرًا إجباريًا بعد حرب الخليج ولم يكن اتفاق سلام بدليل الانتفاضتَين اللتين خاضهما الشعب الفلسطيني وعدد الشهداء الذي تضاعف بعد الاتفاقية، ولفت إلى أن إسرائيل بخطوتها أحادية الجانب حاولت فك الارتباط مع غزة وكانت تخطط لفصل غزة عن الضفة عن طريق القضاء على امكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، منوّهًا إلى أن الإدارة الأميركية ما تزال مرتهنة بالموقف الإسرائيلي مما يزيد يقين القيادة الفلسطينية بأن المفاوضات الحالية لن تحقق شيئاً، ومؤكِّدًا رفض القيادة للمقترحات الأمريكية المتعلِّقة بحل الدولة ذات الحقوق المؤقتة.

وأشار الأحمد إلى لقاء عُقد مؤخَّرًا بين “فتح” و”حماس” في الدوحة وجرى خلاله تأكيد أن أفضل رد على الفشل القادم في المفاوضات هو انهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، ودعا الفصائل الفلسطينية كافةً لتوحيد جهودها لإنهاء الانقسام، مشيدًا بوحدة فصائل “م.ت.ف” ومتمنِّياً أن يتم توحيد العمل المشترك بين الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير والفصائل خارج المنظمة لتكون جميعها موحدةً معاً مع القوى والأحزاب اللبنانية.

وبعد ذلك ألقى الفنان الفلسطيني محمد عرعور قصيدة عن أبناء الياسر، ثمَّ ألقى أبو العردات كلمة جاء فيها: “نستلهم اليوم اسم هذا المؤتمر من وحي روح الشهيد علي ابو اياد بعد ان انجزنا مؤتمرات المناطق بكل شفافية واطار من المناقشة والحوار والتقييم لكل التجربة الماضية على هدى رمز فلسطين وصانع فجرها القائد ياسر عرفات ونمضي على خطى خليل الوزير وخطى شهداء اللجنة المركزية المعاصرة”.

وجدَّد أبو العردات تأكيد تمسُّك القيادة الفلسطينية بالثوابت الوطنية الفلسطينية، لافتًا إلى أن حركة “فتح” التي قدَّمت العديد من الشهداء والمعتقلين وناضلت من جل فلسطين ستستمر في نضالها وحمل الراية من أجل فلسطين وعلى درب فلسطين حتى تحقيق العودة.

وأكَّد أبو العردات التمسُّك بالتوجيهات والتعليمات التي رسمها الرئيس أبو مازن وخصوصًا بعد زيارته الأخيرة إلى لبنان والقاضية بوحدة الإطار الفلسطيني بين كل القوى والفصائل والقوى الإسلامية، والالتزام بسياسة الحياد الايجابي الواضحة التي حمَا المخيمات، والتي تقوم على أساس المصلحة المشتركة والحقوق والوجبات واحترام القانون والسيادة في هذا البلد، مؤكِّدًا وحدة الموقف الفلسطيني برفض كل المحاولات التي تجري للزج بالمخيمات الفلسطينية في الصراعات القائمة في المنطقة ومطالبًا بتحسين الظروف المعيشية لأهلنا في المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وبعد انتهاء جلسة الافتتاح تم تثبيت العضوية في المؤتمر بحضور 165 عضوًا، وغياب 3 أعضاء فقط، وتم انتخاب رئاسة المؤتمر وإقرار جدول الأعمال الذي بدأ أعضاء المؤتمر نقاشه بالاستماع ومناقشة التقرير السياسي والتنظيمي للجنة الإقليم.

وليلاً أعلنت نتائج الفائزين الـ 15، لقيادة إقليم لبنان لحركة “فتح” من بين 39 مرشحًا، خاضوا الانتخابات وسط منافسة حماسية.

بقلم / مفوضية الإعلام والثقافة – لبنان


افتتاح أعمال المؤتمر الثالث لإقليم حركة فتح في لبنان

افتتاح أعمال المؤتمر الثالث لإقليم حركة فتح في لبنان

افتتاح أعمال المؤتمر الثالث لإقليم حركة فتح في لبنان

افتتاح أعمال المؤتمر الثالث لإقليم حركة فتح في لبنان

مقالات ذات صلة