الشتات الفلسطيني

الفلسطينيون في لبنان || للإسراع في إعمار البارد

لم يطرأ جديد بارز، على صعيد مأساة مخيم نهر البارد، التي تصادف هذه الأيام مرور سبع سنوات عليها، فالمماطلة في دفع الأموال مستمرة، والدول المانحة و”الأونروا” وكل الجهات المعنية بهذا الملف، لم تف بتعهداتها، ما دفع الناس إلى رفع الصوت للمطالبة بالإسراع في إعادة الإعمار، وطي صفحة مأساتهم.

وكالة القدس للأنباء جالت على عدد من مخيمات لبنان، ووقفت على آراء فعالياتها إزاء ما يجري في البارد، فكان التحقيق التالي:

البارد

طالبت فعاليات مخيم نهر البارد، بضرورة الإسراع في الإعمار، وتحمل المسؤولية لإنهاء وضع الناس المأساوي، وقال القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” بسام موعد “أبو لواء”: “لقد انجز القليل من متطلبات وحقوق مخيم نهر البارد خلال سبع سنوات، وهذا إجحاف بحق الأهالي الذين لم يكن لهم أي ذنب في خسارة بيوتهم وممتلكاتهم، وفي الذكرى السابعة نؤكد ونصر على تحميل المسؤولية إلى السلطة اللبنانية، و”الأونروا”، هم وحدهم قادرون على جمع الأموال واستكمال مسيرة الإعمار، وعلى منظمة التحرير الفلسطينية أن تتحرك وأن تتواصل لتأمين الأموال، ونحن مستمرون في هذا المخيم ولا خروج منه مرة أخرى إلا إلى فلسطين”.

وطالب القيادي في حركة “حماس” أبو صهيب، الحكومة اللبنانية بالإلتزام بتعهداتها حول العودة الحتمية والإعمار المؤكد، كما طالب الدول المانحة الإلتزام بتعهداتها كما جاء في مؤتمر فيينا، واستمرار “الأونروا” بحالة الطوارئ، لحين الإنتهاء من أعمار المخيم الذي لم ينجز منه سوى 30% إلى الآن.

وقال أمين سر حركة “فتح” في الشمال أبو جهاد فياض: “نكبة البارد نكبة أليمة وجرح لم يشف إلى الاَن، في هذه الذكرى نوجه رسالة إلى المجتمع الدولي للوفاء بالوعود حول إعمار المخيم، وإلى دول الخليج الإلتزام بالمبالغ التى اقرت في مؤتمر فيينا، وإلى الدولة اللبنانية الإلتزام بالإعمار المؤكد والعودة الحتمية، وإلى “الأونروا” ومنظمة التحرير بذل الجهود لتأمين الأموال، ونأمل خلال سنتين أن ينتهي الإعمار، ليعود المخيم كما كان سابقاً، لحين العودة إلى فلسطين، كما نطالب كل الفصائل والحركات والفاعليات في المخيم، التوحد لمواجهة قرارات “الأونروا” المجحفة.

وقال علي رحال: “بعد مرور سبع سنوات على مأساة المخيم، لم يتم إلى الآن سوى إعمار حزء قليل بنسبة 30%، ونطالب “الأونروا” ومنظمة التحرير والدولة اللبنانية، بتحمل مسؤوليتهم”.

ولفت نجد عبد العال، “إلى ان الأمل ما زال موجوداً لعودتنا لمخيمنا، وكفى تهجيرا وأعيدوا الأمل والثقة بين الناس”.

وقال بشار النصار: “كفى سرقة وهدر، ويجب تأمين الأموال من قبل “الأونروا”.

عين الحلوة

وفي مخيم عين الحلوة، أكد أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في منطقة صيدا أبو بسام المقدح، أن اللجان الشعبية ولجان الأحياء والقواطع والفاعليات في مخيمات صيدا، تدعم وتقف إلى جانب أهلنا في البارد بمطالبهم المحقة والعادلة، معتبراً أن “الأونروا” مقصرة بشكل كامل عن القيام بما التزمت به أمام الدول المانحة والمجتمع الدولي، بما يخص مخيم نهر البارد، لذلك نطالبها أن تفي وتقوم بالإعمار، وتأمين بدل السكن والمساعدات العينية والخدمات الأخرى لاهالي المخيم.

وطالب بلال أبو جندل القوى الفلسطينية بتشكيل لجنة موحدة، من أجل متابعة ملف إعمار مخيم نهر البارد على أعلى المستويات الدولية وإيصال الصوت للمؤسسات الدولية والإنسانية، خدمةً لمصالح أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيم نهر البارد.

ودعا الحاج محمد خليل، “الأونروا” لعدم التهرب من الواجب القانوني والإنساني اتجاه أهلنا في مخيم نهر البارد، وأن تقاعسها عن القيام بما تعهدت به يجعلها في دائرة الإتهام.

الجليل- بعلبك

ورأى أمين سر اللجنة الشعبية لـ”منظمة التحرير الفلسطينية” في مخيم الجليل- بعلبك عمر قاسم “أبو خالد”: “أن نكبة أهلنا في مخيم نهر البارد وتشريده إلى كافة المناطق اللبنانية، هي أحدى نكبات فلسطين، كما نكبة مخيم اليرموك في سوريا، ولأن مخيماتنا عنوان الصمود والعودة، فإن هناك مخططاً صهيونياً وقوى رخيصة متواطئة تستهدف مخيماتنا، كما حصل في البارد”.

وقال أمين سر اللجنة الشعبية لقوى التحالف الفلسطينية في مخيم الجليل- بعلبك الحاج كارم طه “أبو محمود”: “تطل علينا ذكرى نكبة نهر البارد ونكبة 15 أيار ونكبة مخيم اليرموك، هذا يدل على أن الشعب الفلسطيني مستهدف، وأن هده النكبات هي مخطط صهيوني إمبريالي، هدفه تصفية الوجود ألفلسطيني، ونطالب بهذه المناسبة بالوحدة ألفلسطينية، وتصعيد الكفاح المسلح الفلسطيني، كما نطالب “الأونروا” الإسراع بإعمار نهر البارد وعودة سكانه”.

وأعلنت مسؤولة “جمعية النجدة الإجتماعية” في المخيم سميرة أبو ألفول، تضامنها مع أهالي مخيم نهر البارد، وطالبت بعودة جميع أهله إليه، كما طالبت “الأونروا” بالتحرك السريع لإستكمال وإعمار المخيم.

واعتبر مسؤول “جمعية أطفال الجليل” علي طه، نكبة البارد نكبة ثانية للشعب الفلسطيني بعد نكبة 48، معلناً تضامنه الكامل مع أبناء المخيم، كما طالب “الأونروا” بإعادة إعماره، وأن تاخذ اللجان الشعبية مبادرة لعب دورهم الحقيقي على الساحة اللبنانية، في ما يخص تحسين وضع الفلسطينين في المخيمات”.

صيدا

كما اعتبر عضو المكتب السياسي لـ “جبهة التحرير الفلسطينية” صلاح اليوسف، أن الذكرى السنوية لتدمير مخيم نهر البارد تدعونا اليوم إلى العمل بجدية ومسؤولية لإعادة بنائه سريعاً.

وقال اليوسف: “إعادة إعمار مخيم نهر البارد لا يتعارض على الإطلاق مع الإصرار على رفض التوطين، فمن حق الشعب الفلسطيني أن يعيش بكرامة لحين العودة غلى دياره التي هجر عنها قسرا قبل 66 عاماً”.

وقال المواطن عبد الرحمن مرشود من صيدا: “سبع سنوات ومخيم نهر البارد يعاني و”الأونروا” الحاضرة الغائبة عن فعاليتها تتحمل الجزء الكبير من معاناة أهالي المخيم”.

وقال برهان ياسين: “لو أن مأساة مخيم نهر البارد حصلت في غير بلد عربي، لوجدنا أن المخيم أصبح مدينة خلال سنتين، التأخير والتباطؤ في إعادة أعمار المخيم يدلل على فساد واضح وتراخ لدى المسؤولين عن الملف، بقي هنالك أربع رزم سكنية لم تنجز، فهل من المقبول أن ينتظر الأهالي سبع سنوات أخرى حتى يعودوا إلى منازلهم” !!

وقال خالد عوض: “من حق فلسطينيي نهر البارد تقديم المساعده لهم، بعد تهجيرهم من لجوئهم في مخيمات لبنان، وعلى كل المعنيين المثول أمام هذه المشكلة وعدم تجاهلها”.

الرشيدية

إلتقت آراء فعاليات عين الحلوة والجليل، مع آراء فعاليات مخيم الرشيدية، فقال القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” أبو سامر موسى: “في 15 أيار 1948 وقعت الكارثة على شعب بأكمله، وفي 20 أيار 2007 حلت كارثة أخرى بأبناء مخيم نهر البارد، فكانت النكبة في شهر النكبة وتعود الذكرى، وما زال أبناء البارد مشردين، ومسلسل التآمر والتواطؤ على ملف اللاجئين مستمرا، من أجل تفتيت معالم المخيم كعنوان.

وطالب مسؤول “جبهة التحرير العربية” في منطقة صور أحمد فهد أبو إبراهيم، المجتمع الدولي، وإدارة “الأونروا” تأمين المال وإعادة إعمار، وكفى حجج واهية، لم يعد هناك أي متبرعين لإيجاد المال، وكفى سبع سنين من الذل والتشريد بحق أبناء البارد، ولو أن إدارة “الأونروا” تريد فعلاً إعمار المخيم، لكان ذلك انتهى منذ زمن”.

وقال عضو قيادة الجبهة الديمقراطية فرع صور أبو عماد الأسمر: “.. رغم أن موقف الدولة اللبنانية وعلى لسان رئيس الحكومة في ذلك الوقت فؤاد السنيورة، وعد بإعادة إعمار المخيم وعودة سكانه إليه إلى حين العودة إلى فلسطين، ولكن ما حصل حتى الآن لم يتم إنجاز إعمار المخيم بالكامل رغم الأموال التي جمعت عبر الحكومة اللبنانية و”الأونروا”، إلا أن قسماً من الأموال ذهبت إلى مشاريع أخرى، وما زال المخيم بحاجة إلى تكملة الإعمار” .

وقال مسؤول “اللجنة الشعبية” في المخيم أبو كامل:”نحن كلجان شعبية عامل مساعد لرفع الصوت لكل من يهتم بمخيم نهر البارد، ونطالب المعنيين أن ينصفوا هؤلاء المنكوبين من أهل هذا المخيم، رغم كل الأموال التي دفعت لإعماره وهي أموال طائلة، ولكنها ذهبت رواتب للمهندسين والمتبرعين، وبقي أهل المخيم بلا منازل وبلا مأوى.

ودعا أبو كامل، إلى وقفة للمطالبة بإتمام عملية الإعمار وعودة أهله إليه، لأن كل هذه التحركات لم تعد تجد نفعاً.

أخيراً هل من أحد يسمع هذه الأصوات، ويسارع إلى تلبية مطالب المحتاجين؟ نأمل ذلك قبل أن تتفاقم الأمور.

مقالات ذات صلة