المقالات

مستر إكس يحيي قضيّة يحيى سكاف

مستر إكس يحيي قضيّة يحيى سكاف

تحضيرات للاحتفال بالذكرى الـ 35 لاعتقال سكاف في 11 آذار المقبل

(أرشيف ــ هيثم الموسوي)

هل طلب الإسرائيليون 40 مليون دولار لإطلاق الأسير المفقود يحيى سكاف، أم أن الأمر كان مجرّد عمليّة احتيال؟ لا شيء واضحاً بالنسبة إلى عائلة سكاف التي تستعيد اليوم ما حصل معها قبل عام بعد ما تداولته الصحف عن مستر إكس

عبد الكافي الصمد

قبل نحو عام تقريباً، اتصل مغترب من منطقة المنية مقيم في أوستراليا، بابن منطقته جمال سكاف، شقيق الأسير المفقود في السجون الإسرائيلية جمال سكاف، وأبلغه أن حاخاماً يهودياً أوسترالياً تواصل معه وطرح عليه عرضاً يتضمن السماح لأهالي الأسير سكاف برؤيته، لكن ضمن شروط. وتبيّن لاحقاً أن هذه الشروط تقتصر على طلب مبلغ مالي تصل قيمته إلى 40 مليون دولار أميركي، سيوزّع وفق زعم الحاخام، على عائلات الأشخاص الإسرائيليين الـ 40 الذين قتلوا في العملية الفدائية التي قام بها سكاف ورفاقه في 11 آذار 1978. وكان لافتاً أن عرض الحاخام اليهودي اقتصر على تأمين لقاء لأفراد أسرة سكاف به فقط، وليس إطلاق سراحه، الأمر الذي لم يشجع العائلة على التعاطي بجدّية معه، لسببين: الأول مالي لأنه لا قدرة لها على تأمين ولو جزء بسيط من هذا المبلغ؛ والثاني لأن العرض يقتصر فقط على رؤية ابنهم، ما جعلهم يتوجسون منه وينظرون إليه، إما على أنه محاولة ابتزاز، أو فخ يحاول الحاخام أن ينصبه لهم لغايات معينة.

هذه المعلومات كان جمال سكاف قد كشفها لـ«الأخبار» قبل مدّة. وقد أوضح وقتها أن الموضوع طوي «لأننا وجدناه غريباً وغير منطقي». لكن تطوّراً طرأ على الموضوع مؤخراً، جعلهم يعودون إلى الحديث عنه، وهو نشر الصحف معلومات عن قضية السجين اليهودي الأوسترالي السري مستر إكس، بن زيغير، الذي قضى انتحاراً في السجون الإسرائيلية قبل عامين تقريباً، ما فتح الباب على تساؤلات ترتبط بما كانت إسرائيل ترفضه وتنفيه، من إمكان وجود معتقلين ومخطوفين في سجونها، من دون إعلانها عنهم أو اعترافها بوجودهم.

من بين هؤلاء الأسرى المفقودين يحيى سكاف، الذي كان ضمن مجموعة 13 فدائياً بقيادة دلال المغربي، نفذوا قبل نحو 35 عاماً عملية في العمق الإسرائيلي حملت اسم القيادي الفلسطيني كمال عدوان. وجاءت هذه العملية رداً على اغتيال عدوان في شارع فردان ببيروت في 10 نيسان عام 1973. منذ ذلك الحين، غابت أخبار يحيى سكاف، ولم يعرف ما إذا كان قد سقط شهيداً أو أسيراً في أيدي الإسرائيليين، إلا أن عائلته حملت قضيته وتابعتها بلا كلل، يحدوها الأمل والإيمان بعودته إلى أحضانها.

عائلة سكاف استندت في أملها بعودة نجلها يحيى إلى ما كان يصلها من أخبار قليلة من أسرى عرب وفلسطينيين خرجوا من السجون الإسرائيلية، أشاروا إلى أنهم التقوا يحيى أثناء اعتقالهم، إضافة إلى تسلّمها وثيقة عبر الصليب الأحمر الدولي، مؤرخة بتاريخ 9/11/2000، تؤكد وجوده عند المخابرات العسكرية الإسرائيلية في سجن عسقلان.

في عملية تبادل الأسرى الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، ارتفع منسوب الأمل لدى عائلة سكاف في إمكان عودة ابنهم إليهم، حيّاً أو رفاتاً، وأجروا فحوص الحمض النووي لهذه الغاية، لكن هذا الأمل بقي معلقاً لأن سكاف لم يكن ضمن من شملتهم عملية التبادل، التي ترفض إسرائيل الاعتراف حتى اليوم بأنه أسير لديها، أو أن رفاته موجود عندها.

جمال سكاف، الذي يستعد ومحبّي شقيقه ومؤيديه ممّن حملوا قضيته طوال السنوات الماضية بلا كلل أو ملل، للاحتفال بالذكرى الـ 35 لاعتقاله في 11 آذار المقبل، ووضع اللمسات الأخيرة على نصب تذكاري يمثله عند مدخل بلدته المنية، لم يفاجأ بما سماه «الفضيحة» التي سرّبتها الصحف الأوسترالية، وربط بين هذه القضية وقضية شقيقه «الذي اعتقل وهو جريح وتم نقله إلى مستشفى الرملة التابع للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، ومن ثم شوهد من قبل عدد من الأسرى وهو في حالة صحية تحتاج إلى المعالجة».

لكن جمال سكاف الذي دعا المسؤولين اللبنانيين إلى «التحرّك» لكشف مصير شقيقه يحيى و«إطلاق سراحه من تلك السجون التي يستعملها العدو حقل تجارب بحق أسرانا ومعتقلينا»، لم يُفوّت المناسبة ليناشد المقاومتين الفلسطينية واللبنانية «المبادرة والقيام بأسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرانا الأبطال، لأن هذا هو الخيار الأخير والوحيد القادر على تحرير هؤلاء الأسرى».

مجتمع: الأخبار

العدد : ١٩٣٥ الثلاثاء ١٩ شباط ٢٠١٣

مقالات ذات صلة