الشتات الفلسطيني

أوّل ملتقى للشطرنج في مخيّمات لبنان

العربي الجديد- انتصار الدنان

10-10-2014

ي مخيم شاتيلا في بيروت، يبدو مشهد التفاف الشباب وحتى الأطفال حول “النراجيل” أكثر من عادي. بعضهم لا يجد فيه ما يدعو للاستغراب. هذه وسيلتهم للهرب من همومهم وواقعهم الاقتصادي الذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم. لوهلة، تبدو الأنشطة الثقافية شبه غائبة. حالة دفعت بمحمود هاشم إلى تأسيس الملتقى الفلسطيني للشطرنج، بهدف حماية الأولاد من الشارع، من خلال تأمين بديل لهم.

يقول هاشم: “أنا من بلدة ترشيحا في شمال فلسطين. لجأ أهلي بعد النكبة (عام 1948) إلى مخيم تل الزعتر. وبعد سقوطه، انتقلنا إلى مخيم شاتيلا، ولا نزال نسكن فيه حتى اليوم. لم نغادره منذ حوالي ثمانية وثلاثين عاما”. يضيف أن “وضع المخيم تأثر بالمحيط الذي حوله، وبخاصة التجييش الطائفي. يلجأ الشباب والمراهقون إلى المخدرات والنراجيل والتدخين هرباً من أوضاعهم الاقتصادية أو النفسية أو الاجتماعية”.

يُضيف: “كان لا بد أن نقوم بأي عمل لحماية أطفال المخيم، وعدم تركهم يتسكعون في الشوارع، في ظل غياب أي مرجعية فلسطينية تهتم بالأطفال وتعنى بهم، وتكون حاضنة لهم. أردنا مشروعاً ينمي قدراتهم الذهنية ويمنعهم من اللجوء إلى الشارع في أوقات الفراغ. لذلك، افتتحنا مقراً خاصاً بلعبة الشطرنج، وهو الوحيد المتوفر في كل مخيمات لبنان. فهذه اللعبة تحثّ على التفكير، ومن يُفكّر لا يقدم على الانتحار أو تعاطي المخدرات”.

تحوّل الملتقى إلى مركز ثقافي أيضاً، متجاوزاً بذلك لعبة الشطرنج. يشرح هاشم: “نقيم أمسيات شعرية وندوات ثقافية حوارية في المركز، إضافة إلى دورات الشطرنج داخل المخيم وخارجه، بهدف الترفيه وإظهار الوجه الحضاري والثقافي للمخيم”. يتابع: “لكننا نواجه مشاكل تتعلق بالتمويل. خلال السنة الأولى، لم يتم تمويل الملتقى، وأُطلق المشروع من خلال مبادرة شخصية. بدل إيجار المقر مائتان وخمسة وسبعون دولاراً شهرياً”. ويلفت إلى أن “الملتقى بات حاجة ماسة للمخيم، ولم نعد نستطيع التراجع وإهماله، علماً أننا “لا نتقاضى أي أجر مادي من المنتسبين”.

ويشير هاشم إلى أننا “نركز على ترفيه الأطفال”. يضم الملتقى اثنين وعشرين طفلاً، فيما

تتألف الهيئة التأسيسية من اثني عشر شخصاً. يتردد 8 شباب يومياً على المركز للعب

الشطرنج، عدا عن الذين يأتون في أوقات متفرقة من النهار. يضيف: “المركز مفتوح أمام

الجميع، وقد صار حاجة لأبناء المخيم ومتنفساً لهم. وكثيرون هم الشباب الذين يشاركون في الأنشطة والدورات. كذلك، نسعى إلى تحفيزهم من خلال تقديم الجوائز لهم، ونجمع ثمنها من بعض المتبرعين”.

مقالات ذات صلة