الشتات الفلسطيني

بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني حركة فتح – إقليم لبنان

فتح لبنان: معركة الكرامة فتحت آفاقاً جديدة في مقاومة الاحتلال

21-03-2015

بسم الله الرحمن الرحيم

شكلت معركة الكرامة مفصلاً تاريخياً في مسيرة الثورة الفلسطينية، والتي دارت أحداثها في بلدة الكرامة الاردنية في غور الاردن، واستطاعت القوات الفدائية الفلسطينية بقيادة حركة فتح مدعومة من الجيش الاردني أن تصمد أمام الهجوم الاسرائيلي المدرَّع الذي شارك فيه لواءان من المشاة والمظليين، ولواءان من الدروع، وطائرات الهليوكبتر لإنزال المظليين على التلال المحيطة بالكرامة، إضافة إلى خمس كتائب مدفعية، وأربعة أسراب طائرات جوية ومعظم المصادر التي تحدثت عن هذه المعركة التاريخية اكدت أن القوة المهاجمة تشكلت من فرقة مدرعة، وفرقة مشاة آلية.

إنَّ الاهداف الاساسية من وراء هذا الهجوم الذي قاده موشي ديان نفسه وزير العدوان الاسرائيلي كان القضاء المبرم على الوجود الفدائي في غور الاردن، وانهاء هذه الظاهرة التي باتت تقضُّ مضاجع الاحتلال الاسرائيلي، ومحاولة إحتلال مرتفعات السلط وتحويلها الى حزام أمني لإسرائيل، وارسال رسالة واضحة إلى المملكة الاردنية الهاشمية بعدم احتضان العمل الفدائي الفلسطيني.

بدأ الهجوم الاسرائيلي الساعة الخامسة والنصف صباح 21/3/1968 على أربعة محاور بهدف اجتياح الاغوار، لكنَّ القوات الاسرائيلية اصطدمت بمقاومة عنيفة من الفدائيين الذي انتشروا حول بلدة الكرامة، وتمترسوا داخلها مما جعلهم يشددون القصف الجوي والمدفعي والذي طال مرابض المدفعية الاردنية، ومواقع الفدائيين. وقد شارك الجيش الاردني في التصدي مستعيناً بفرقة مشاة ولواء مدرع وكتيبة دبابات، واستطاع الجيش الاردني بقيادة الفريق مشهور حديثة الجازي إنزال الخسائر الكبيرة في صفوف قوات العدو.

وعند الساعة العاشرة والنصف صباحاً وصلت قوات العدو إلى بلدة الكرامة، وكانت المعارك المشرِّفة التي خاضها الفدائيون هناك وعلى رأسهم خيرة القيادات والضباط حيث اختار الرمز ياسر عرفات، وخليل الوزير أو جهاد، وابو صبري صيدم، وصخر حبش وغيرهم أن يكونوا داخل البلدة حيث دارت المعارك بالسلاح الأبيض، والعبوات والاحزمة الناسفة.

لقد برزت البطولات الفردية في مواجهة الدبابات التي دخلت بلدة الكرامة وما زلنا نذكر الشهداء ربحي، والفسفوري، وابو أمية، وابو شريف وغيرهم.

ولأول مرة في التاريخ وبسبب خسائر العدو الباهظة طلبت “اسرائيل” من الجنرال (أبو دبول) كبير المراقبين الدوليين وقف إطلاق النار عند الساعة الحادية عشرة والنصف، لقد خسر العدو الاسرائيلي (28) قتيلاً، و(90) جريحاً، وتم تدمير (8) آليات بقيت في أرض المعركة، كما سقطت له طائرة . لقد انسحب آخر الجنود الاسرائيليين الساعة الثامنة مساءً مخلِّفاً وراءه هزيمة تاريخية.

صحيح أن ثورتنا الفلسطينية خسرت في هذه المعركة حوالي(97) شهيداً و(66) جريحاً، والجيش الاردني خسر (61) شهيداً، والجرحى (108)، إلاَّ أن هذه المعركة شكَّلت إنطلاقة جديدة للثورة الفلسطينية ولحركة فتح الرائدة، وفتحت آفاقاً رحبةً وجديدة أمام العمل الفدائي، وكانت الكرامة نقطة تحوُّل في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي خاصة أنها جاءت بعد هزيمة حزيران 1967، والانهيار السياسي والنفسي الذي حدث في العالم العربي.

إنّ قرار التصدي للهجوم الاسرائيلي دون تردد، والذي اخذته قيادة حركة فتح التاريخية وعلى راسها الرمز ياسر عرفات، هذا القرار دلل على الوعي السياسي، وعلى توافر الارادة الثورية، وعلى تحديد الخيارات الصائبة التي تحمي مسيرة الثورة الفلسطينية وعلى وضع المصالح الوطنية الفلسطينية العليا فوق سائر الاعتبارات.

إنًّ حالة الصمود التي تحققت في الكرامة فتحت الطريق أمام تدفُّق الشباب الفلسطيني والعربي إلى قواعد ومعسكرات تدريب حركة فتح، الانتصار التاريخي في الكرامة والاغوار ألهب مشاعر وحماسة الاجيال الصاعدة وخاصة طلاب الجامعات الذين إلتحقوا بالثورة، ,اخذوا دورهم العسكري والسياسي والتنظيمي.

ونحن نعيش حالة الاعتزاز والافتخار بالانتصار الذي تحقق في معركة الكرامة فإننا نؤكد لأمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني تمسكنا بالثوابت الوطنية الفلسطينية، واصرارنا على مواصلة كفاحنا الوطني من أجل دحر الاحتلال الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية ، وإاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

ب ـ كما نؤكد حرصنا على تحقيق المصالحة الفلسطينية، وانجاز الوحدة الوطنية، ووضْع كافة الاتفاقات التي تمَّ التوقيع عليها موضع التنفيذ الميداني والعملي، وتجاوز المعيقات والعراقيل.

ج ـ نؤكد ضرورةَ الانتهاء من الانقسام البغيض الذي ساد الساحة الفلسطينية ، والتخَّلص من كافة تداعياته من أجل حماية وحدة الارض، ووحدة الشعب، ووحدة القضية.

د ـ مع استمرار النهج الصهيوني العنصري الاسرائيلي المتمثل بنتنياهو وزمرته والقائم على الإبادة البشرية ، والارهاب،والتدمير،وتوسيع الاستيطان، تشديد الحصار ، أمام هذا كله لا بد من إستراتيجية وطنية موحدّة يتم اعتمادها فلسطينياً في مواجهة الاحتلال ، وتصعيد كافة أشكال المقاومة بما في ذلك المقاومة الشعبية ، ومقاطعة البضائع الاسرائيلية، والانضمام إلى المؤسسات الدولية وخاصة محكمة الجنائيات الدولية، وتفعيل الملفات التي تكشف حجم الاجرام والارهاب الاسرائيلي.

هـ ـ إنّ المخاطر المحدقة بشعبنا الفلسطيني، والظروف المعقدة التي تعيشها المخيمات الفلسطينية سواء أكان ذلك في مخيمات سوريا أو في اماكن تواجد الفلسطينيين النازحين في لبنان، أم ما يعانيه أهالي مخيم نهر البارد من عدم استكمال أعمار المخيم، وتقليص الخدمات الصحية ، واستمرار المعاناة، وارتفاع مستوى البطالة بشكل عام مما دفع العديد من الشباب والعائلات إلى الهجرة والمغامرة بسبب الظروف القاسية ، مما أدى إلى وفاة المئات من الفلسطينيين ، وهذا ما يستدعي المعالجة الموضوعية. أن حركة فتح التي خاضت معركة الكرامة هي نفسها المصممة اليوم على خوض معركة الحرية والاستقلال والسيادة.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار.

التحية إلى الأسرى الابطال في المعتقلات الاسرائيلية .

التحية الى ابناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية ،وقطاع غزة والقدس ، والاراضي المحتلة العام 1948 ، وأهلنا في الشتات، والنصر قريب باذن الله.

وإنها لثورة حتى النصر

حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ـ اقليم لبنان

21/3/2015

مفوضية الإعلام والثقافة – لبنان

مقالات ذات صلة