الشتات الفلسطيني

أبو جابر: لا يمكن بناء وحدة عربية في ظل هذه التركيبة القائمة.

استضافت قناة الثبات ضمن برنامج “التكفيريون ضحايا أم جلادون” مسؤول العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، سمير اللوباني حول التنظيمات الإرهابية وملحقاتِها وحقائقِ التأريخِ في الدعْمِ والتمويلِ والتنظيم ، قال فيها: هذه الجلسة طابعها ليس سياسياً، بل فكري، و لذلك يجب إيصال الصورة للناس الأكثر دقة، أي حول كيفية المواجهة و المجابهة مع هذا الخط، وبخاصة إذا دققنا أكثر في هذا الموضوع فقد حشد في المكان الذي تجري فيه المعارك حوالي 25 ألف مقاتل، لكن السؤال المطروح، بعد انتهاء المهمّة ما الذي سنفعله بهم؟ و بالتالي تحولوا إلى العراق، حيث فتحت الجبهة العراقية ليقولوا لكل الناس إنهم يستفدون بحالتين: الحالة الأولى، التخلص من النظام الذي كان في العراق، ثانياً: توجيه رسالة للإيرانيّين في ما يتعلق في هذا الجانب. فأين المفارقة إذاً؟ المفارقة عندما يكون هؤلاء معتنقون فكراً قومياً، وبالتالي فإن قتالهم ضمن هذا الإطار حمل فكرة أخرى في هذا الجانب، والخطر في هذا الموضوع أن تتسلل هذه الأفكار إلينا، لأن هؤلاء يريدون ضرب النواة التي تعادي الأميركان، وإسرائيل، لأنه عندما انحرفت البوصلة عن فلسطين ضاع العرب، ولم يعد هناك عالم عربي. هذا هو الواقع.

فالوضع العربي منذ توقيع الاتفاقيّات السياسيّة مع العدو صار العالم العربي بوضوح شديد يفتقد للحرية، يفتقد للديمقراطية، ويفتقد إلى معالجة مشكلة الإنسان العربي، وبالتالي في ظل هذا الخضم ولدت طبقات سياسية، واجتماعية، و بالتالي صار هذا العقل العربي عقلاً مهاجراً، فأين هي كفاءات العرب؟ أين هم المتعلمون؟ كلهم مهاجرون. أضف إلى ذلك ما حصل في العالم العربي، فنحن في العالم العربي لم نستفد من الثروة، و الثروة النفطية انعكست على بعض السلاطين، والأمراء، والملوك، والرؤساء، و بالتالي هذا الوضع سحب نفسه على( كل ما هو وراء العرب). وعندما تسألهم “بماذا تتحججون؟” فيقولون: ليس هناك أية طريقة لمواجهة الأمريكيين. والنتائج التي نشهدها اليوم في هذه الحروب هي كارثية، فهناك دول لم تعد على موجودة على خارطة الدول العربية، ولذلك يجب أن نتنبه لما يحدث، فالأمريكيون انتقلوا من الحرب الخشنة إلى الحرب الناعمة، والسؤال المطروح أين هي المؤسسات العربية والإسلامية؟ أين الجامعة العربية؟

وأضاف، في السابق، كنّا نقول إن البعض كان يراهن على عملية سلمية مع العدو، ونحن نقول لا، هناك قول لبنغورين: “لا قيمة لإسرائيل من دون القدس، ولا قيمة للقدس من دون الهيكل.” وكما قال نتنياهو لليهود الفرنسيين بعد التفجيرات التي حصلت في فرنسا: لا يمكنكم الاحتماء إلا في إسرائيل ليجلب المزيد من المهاجرين، فاليهود لم يتركوا مكاناً إلا وبحثوا فيه عن مهاجرين جدد، وعن ازدياد جديد وعن استيطان، فالذي يراهن على الإدارة الأميركية يكون واهماً، وبالتالي الإدارة الأميركية كالثعبان، لذلك علينا أن نراهن على أنفسنا، وعلى القوى المتحالفة معنا، وعلى إنهاء الخلاف الفلسطيني، لنتصدّى لكل هذه المشاريع، لأنه في هذا الصراع هناك معسكران: معسكر مع أميركا، والآخر هو معسكر المقاومة، وبالتالي هناك صراع حصل في المنطقة حتى تدخل الروس بسوريا، فهناك بعض الدول العربية نقلت بالطائرة الأسلحة إلى داعش وهي جزء منها، وعندما قال المندوب السعودي في المؤتمر الذي عقد منذ فترة “الحل لدينا” أي هو جزء من هذه اللعبة، فالموضوع كما هو أن هناك صراعاً على المنطقة، فعندما سئل كسنجر عن وقت تدخله في الشرق الأوسط قال: نتدخل لثلاثة أهداف: إذا ضرب النفط، إذا قطعت طرق النفط، وإذا هدد أمن إسرائيل، فالصراع يدور على موقع المنطقة الإستراتيجية، وعلى نفطها، والكل يريد أن يصل إلى هذا الجانب، وما أقصده في هذا السياق أن العالم العربي لديه إمكانيّات، لديه أشخاص مفكّرون، و لكن المشكلة فكريّة هي في ولائه للغرب، وليس للقضية الفلسطينية، والأهم أنها تساوم في سبيل مصلحتها على رؤوس كل العرب، والدليل على ذلك وجود المكاتب التجارية، والعلاقات التي تحت الطاولة، والتنسيق الأمني. من هنا نقول لا يمكن بناء وحدة عربية في ظل هذه التركيبة القائمة.

وتركيا قبلت بمليوني سوري شرط أن يدفع الأوروبيون كل التكلفة، لكن الغرب انقسم إزاء قضية المهاجرين، فالبعض قال إنه يريد المسيحيين، والبعض الآخر قال: لا يريد الإسلام، وبالتالي هذا الموضوع سيغير بالتركيبة الديمغرافية. هذا الموضوع موجود، وقديم و لكن لم يكن بارزاً كاليوم.

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بيروت، لبنان.

الجمعة في 27-11-2015.

مقالات ذات صلة