الشتات الفلسطيني

عبد العال في افتتاح بيت المهندس الفلسطيني في مخيم نهر البارد

عبد العال في افتتاح ” بيت المهندس الفلسطيني ” في مخيم نهر البارد: ( احموا شعبنا وحارات عين الحلوه التي تحمل اسماء قرى الجليل )

بحضور الأستاذ مروان عبد العال، مسؤول لجنة المتابعة العليا لإعادة إعمار مخيم نهر البارد، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية في الشمال، وجمع غفير من مهندسي منطقة الشمال، وفاعليات وشخصيات اجتماعية ووطنية، افتتحت لجنة المتابعة الهندسية في الشمال { بيت المهندس الفلسطيني }، في مخيم نهر البارد باحتفال خطابي، حيث رحب عريف الاحتفال المهندس أحمد الخطيب، عضو لجنة المتابعة الهندسية بالحضور، ثم الوقوف دقيقة صمت، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، تبعه الأستاذ مروان عبد العال، حيث ألقى كلمة لجنة المتابعة العليا لإعادة بناء مخيم نهر البارد، قائلا:

يسعدني بما أمثل أن أكون في بيت المهندس في مخيم نهر البارد، وفي المخيم الذي تم بناؤه. هذا الصرح الهندسي الجامع، وللبيت معنيان:

أ‌- عنوان لم الشمل وحشد الطاقات والمهارات الفنية.

ب‌- إن البيت هو تأكيد على إعمار آخر بيت في المخيم، والإصرار على بناء حجر الختام.

قيل إنَّ فن العمارة لا يخلو من صبغة سياسية، وهو ليس نتيجة لأجندات سياسية، بل وسيلة لفرضها، ومثال ذلك يبدو في أن إعادة إعمار مخيَّمات اللاجئين الفلسطينيين عملية متناقضة، وذلك لأنَّ الفلسطينيين يريدون أن يحفظوا للمخيم طابعه المعماري المؤقَّت، وفي الوقت ذاته ينبغي للمخيَّم ألاَّ يتحوَّل إلى مدينة، ويبقى اسم المخيم دلالة على النكبة، فهل يكفي وحده الرمز من دون النظر إلى المحتوى ؟ أن يكون عنوان الهوية ومنشط للذاكرة ويتواصل النضال وبذلك يحفظ لساكنيه حقّ العودة، وإن المتابعة الهندسية مطلوبة أكثر من أي وقت مضى تصميماً وتنفيذاً وعبر ثلاثية لا خلاف على دورها ومرجعياتها النقابية، نجاحها يكون بتحديد دورها بدقة من تخطيط، وضبط مراقبة، وهذا يقع في نطاق هدف إنشاء لجنة متابعة من أجل تحقيق إنجاز وفق الوقت المحدد، وضمن الموازنة المخصصة، وطبقاً للجودة المطلوبة، يحتاج إلى مهارات فنية، وإمكانيات إدارية وتواصل فعّال، والمشاركة تحتاج إلى قدرة على حل المشكلات سواء في التنفيذ أو بالتصميم، ولا يجوز لأحد أن يقلل من أهمية هذا الدور، وخاصة إنكار دور المهندسين في وضع رؤية فنية فلسطينية تعود إلى الاستراتيجية الأصل وتستند إليها، واستمعت لشرح القيادة السياسية وهي بين أيديها، وهنا تتكامل الأدوار بالمستويات كافة، وبقبضة مضمومة، وليس مفتوحة، وأزمة الأونروا ليست طارئة، إنما هي حلقة في سياق سياسية ممنهجة، لذلك تراجع المساهمات الدولية غير مرتبط بأزمة اقتصادية، بل بشروط سياسية وفق استراتيجية لدول متواطئة لتصفية الأنروا، من خلال خلق أزمة تمويل من ناحية، وتطرح ” المشاركة” بسد نفقات الأنروا عبر تعريب الدعم، أو توريط الدول المضيفة، ومؤسسات مؤقته للقيام بمهام الأونروا، والمواجهة بمدخلين، من خلال إدامة الحركة الاحتجاجية السلمية بنسق منضبط وطويل الأمد، وبهدف المطالبة بالوفاء بالاحتياجات المتزايدة، ورفض تقليص الخدمات أو المستهدفين منها، والتركيز على انتهاك كرامة وحقوق الإنسان الفلسطيني، والتركيز على مسؤولية المجتمع الدولي وإسرائيل في النكبة، وإنكار حقوقهم الوطنية الأصل، وأي حوار يستند إلى أبعاده الفنية والسياسية في رؤية المسألة.

المطالبة بموازنة مستدامة، ويطلب من الدولة المضيفة والقيادة الفلسطينية أن تسعى لحماية الأنروا، وتوسيع صلاحياتها، وتحويلها من وكالة مؤقتة إلى منظمة دولية أفضل من نشاز الأسطوانة المشروخة عن رفض التوطين وان قضية اللاجئين لا تخص مخيمات لبنان وحدهم، وكما قضية نهر البارد لا ينبغي أن تظل فقط مهمة حصرية لأبناء البارد، وما صرح به المدير العام للأنروا اخيرا،ً وما بدا من تشكيك بتمثيل القيادة للواقع الفلسطيني يظهر قوة ” الكل الفلسطيني” بل أكثر من أي وقت تطرح اليوم ضرورة أن نستعيد مقولة :” الكل الفلسطيني”، لطالما حذرنا من تحويل الأهداف وبعثرة الجهود والعشوائية إن كان ” الكل الفلسطيني” متماسكاً وموجوداً نصون حقوقنا المختلفة، ونحقق حقوقنا من الطبابة إلى التعليم والإغاثة، ودفع الإيجارات إلى استكمال البارد وعلى المفتاح، لذلك من يريد هذا الهدف عليه أن لا نسمح لأحد بأضعاف الأداة الجماعية. لقد جسدت القيادة السياسية، ومن خلال خلية الأزمة هذا الكل، وقامت بدورها في تنسيق التحركات الشعبية وقيادتها، ولكننا ما زلنا في منتصف الطريق. وبالتنافس الشخصي والتجاذب الفئوي والأنانية الفردية، والادعاء والتعصب وزرع الشك وترويج الحماقة نضيّع قضية عامة ومصلحة جامعة .

والسؤال الوحيد الذي يشغلنا دائماً كيف نزيح هذا الحمل الثقيل، والمركب عن حياة الناس؟ نحن آثرنا على أنفسنا منذ سنوات أننا في سباق مرير، والمتسابق الذي ينصت لصراخ المتفرجين خارج الميدان حتماً سيخسر السباق. السباق الحقيقي الذي يبدأ من استعادة البيت، إعمارا وترميما وتعويضا، والتعليم والبطالة وقلة حيلة الفقير أمام متطلبات أسرته واحتياجاته، وكي نعمل يداً بيد لإزالة الظروف القاسية التي تفاقم ازدياد ضبابية المستقبل وبما يحمل من مجهول، ومهما حشدنا من قدرات يظل ملفاً ثقيلاً، ويزيد ذلك نتيجة متغيرات عديدة نتمنى أن تستعاد إلى دائرة الاهتمام. لم أطلق وعوداً، ولكن وعد الأمل موجود، ولدينا إشارات إيجابية وجيدة، و سنبدأ بلمسها عمليا وقريباً، ونظرياً لدينا في الأفق زيارة بان كي مون، وفي ما يقال عن الحوار المرتقب مع الانروا بنظرنا هو إدارة صراع، وليست جلسات سمر مع إدارة الانروا، ونثق بالعقل الجمعي، وكما في لجنة المتابعة العليا نحمل أمانة الملف، وعبر صيغة العمل السياسي والأهلي والشعبي والفني، ولدينا كامل الاستعداد للحوار الجدي المتخصص، ويتحمل المسؤولية والموقف والمعرفة، ولكن ليس كرنفالا لمعالجة عقد النقص. لا نقبل أن يمتحننا أحد بقدرتنا، أو بضميرنا أو بواجبنا ، لم نقبل ذلك بالأمس ولن نقبله غداً..

أما في ما يحدث في عين الحلوة المخيم الشقيق الأكبر، يؤلمنا ما يجري، ويدمي قلب نهر البارد من الجرح الدائم هناك، فهذا الفلتان والتوتير من أجل السيطرة على زاروب، والوطن مسروق، وأرضنا مسلوبة، ومقدسات منتهكة، ودماء فتية فلسطين تسيل رخيصة، فمن العار أن نتحدث عن هدنة بين حارتين، أو تثبيت وقف إطلاق النار في قلب مخيم، فما يجري في عين الحلوة الذي يقول الجميع أنه فردي يهدد الجميع من دون استثناء وإن كان المسبب يخدم أعداء شعبنا، وينفذ ما خطط له العدو، ومن عشرات السنوات لتفجير النسيج الاجتماعي وتشتيت للمخيمات من داخلها، رمز قضية اللاجئين، مخيم عين الحلوة بين سندان سياسة تقليصات الأنروا ومطرقة العبث في عين الحلوة.

فليرحم المسلحون شعبهم في الحارات التي تحمل أسماء قرى الجليل، ونداء من نهر البارد ارحمو شعبكم..

و ألقى المهندس عثمان عثمان منسق لجنة المتابعه الهندسيه في لبنان، ونائب رئيس الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين في لبنان، كلمة راعي الاحتفال، حيث أكد أنه منذ بداية أزمة مخيم نهر البارد كان للمهندسين الدور البارز في السعي والعمل على تحقيق مشروع إعادة الإعمار، وإنجاز الكثير من المهمات التي ساهمت في توثيق حقوق أبناء المخيم، والمساهمة في وضع اللبنات الأساسيه لمشروع إعادة إعمار نهر البارد، وندد عثمان بالتصريحات الأخيرة لماتياس الشمالي المدير العام للأنروا حول الإعمارالتي تؤكد أن الأنروا قد باشرت للتسويق لمشروعها الذي قدمته عبر ما يسمى” بالإستراتيجية المنقحة”، وأكد عثمان بأن لجنة المتابعة الهندسية، وبالتعاون مع لجنة الملف العليا، وبالتواصل الوثيق مع المجتمع المحلي قد أنجزت الرد الفلسطيني على هذه الاستراتيجية. و ختم بأن العمل على بلسمة جرح البارد لهو من مسؤولية الجميع، ولن يكون إلا بالإعمار الكامل، والتعويض للمخيم الجديد.

عبد العال في افتتاح بيت المهندس الفلسطيني في مخيم نهر البارد

عبد العال في افتتاح بيت المهندس الفلسطيني في مخيم نهر البارد

عبد العال في افتتاح بيت المهندس الفلسطيني في مخيم نهر البارد

عبد العال في افتتاح بيت المهندس الفلسطيني في مخيم نهر البارد

عبد العال في افتتاح بيت المهندس الفلسطيني في مخيم نهر البارد

مروان عبد العال

عبد العال في افتتاح بيت المهندس الفلسطيني في مخيم نهر البارد

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبيه لتحرير فلسطين ابو صالح الموعد / زياد شتيوي
04-04-2016

مقالات ذات صلة