بوابة مخيم البداوي الأهلية

الاستاذ عبد الرحمن علوش

شخصيات ما زالت في الذاكره || الاستاذ عبد الرحمن علوش


الأستاذ عبد الرحمن صالح سعيد علوش - عبد الخالق
الأستاذ عبد الرحمن صالح سعيد علوش – ابو اسامه

ولد ابو اسامه في صفورية في قضاء الناصرة، في سنة 1928 أو 1930، وينتمي لعائلة نجم الجد الكبير للعائلة من قبيلة بني صخر.

درس في مدرسة أهلية كانت تسمى” الكُتّاب”، تحت إشراف المرحوم الشيخ حسن ليلى. وكان في القرية مدرسة ثانية تحت إشراف المرحوم الشيخ يوسف الخطيب، وانتقل إلى المدرسة الحكومية الرسمية في قلعة صليبية شمال البلدة على تلة تشرف على سهل البطوف، وكانت هذه المدرسة حتى الصف الرابع، ثم أنشأت بلدية القرية مبنيين جنوبا، أحدهما للذكور والثاني للإناث، وكانت المدرستان حتى الخامس الإبتدائي.

أكمل الصف الخامس الإبتدائي سنة 1941، وانتقل إلى الصف السادس الإبتدائي في الثانوية الرسمية في مدينة الناصرة ودرس فيها أربع سنوات، منهيا ما كان يسمى الصف الثاني الثانوي للعام الدراسي 1944-1945، وكان منهاج ذلك الصف يعادل شهادة البريفيه اللبنانية.

حاول إكمال دراسته في إحدى جامعات القدس للحصول على شهادة Matriculation ، المعادلة للبكالوريا اللبنانية، وذلك بعد دراسة سنتين. لكن أقساط الدراسة كانت عالية بالنسبة لوالده الفلاح، الذي يفتقر إلى السيولة النقدية وغير مستعد لبيع قطعة أرض كي يصرف على تعليم ابنه.

نصحه والده بالتقدم إلى وظيفة لمساعدة العائلة التي تتألف من والديه وأختين، فاختار التعليم وعُين في سولم قضاء الناصرة والتي تقع شرق مدينة العفولة. وكانت المدرسة تتألف من ستة صفوف، وثلاثة معلمين بمن فيهم المدير المسؤول. وكان راتبه الشهري لمن لا يحمل شهادة” المترِكوليشن” يتراوح ما بين 12- 15 جنيها فلسطينيا. انتهى عمله بانتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين والإعلان المشؤوم لإنشاء دولة شذاذ الآفاق اليهود على أرض فلسطين، وذلك في 15 أيار 1948.

حاز بشكل حر عام 1947 على شهادة المعلمين الأدني التي قررتها حكومة الانتداب البريطاني لتحسين وضع معلم القرية الوظيفي وتثبيته كمعلم.

يقول” حصلت معارك بين شعبنا المناضل وبين اليهود الغزاة على إثر صدور قرار التقسيم أواخر عام 1947، مع أن شعبنا المقاوم البطل كان يقوم بثورات متقطعة ضد الانتداب البريطاني منذ عام 1918، وكان في بلدتنا مجموعة من المناضلين المنتمين لحركة الجهاد المقدس التابعة للهيئة العربية العليا برئاسة المرحوم الحاج أمين الحسيني. كان من المشرفين العسكريين على أولئك الشبان الأبطال الضابط العسكري المرحوم نمر أبو النعاج، وأبو محمود الغُز وأحمد التوبة ومفلح السيريني. كانت تلك المجموعة المقاتلة تقاوم اليهود في حيفا، ثم انتقلت إلى عكا ثم إلى صفورية، وكانت تهرع لمساعدة ونجدة أهل القرى المجاورة في نضالهم وقتالهم ضد اليهود. هاجم اليهود قريتنا بعد أن حشدوا لها ما يقارب 5 آلاف من جيش الهاغاناه وذلك ليل 17 تموز عام 1948، وما سهّل دخول اليهود من الجهة الغربية للبلدة، بعد سقوط شفاعمرو، أن مسؤول جيش الإنقاذ في الناصرة- مدلول بك اليهودي العراقي- طلب من القيادة العسكرية في البلدة نزع الألغام من تحت الجسر الغربي للبلدة بحجة تسهيل تحرك قواته بين الناصرة وصفورية وضواحيها. لكن ذلك الأمر كان خدعة وخيانة. دخل اليهود البلدة من جهة الغرب بسهولة بعد نزع الألغام. وحصلت معركة حامية غير متكافئة سقط فيها بعض من أبنائنا الأبطال شهداء ، واستمرت المقاومة حتى نفذت ذخيرة المقاومين وانسحبوا. دامت المعركة حتى الساعة العاشرة من صباح يوم 18 تموز بحسب ما أتذكر. هُجرّنا شمالا إلى لبنان سيرا على الأقدام حتى وصلنا إلى مدينة بنت جبيل اللبنانية”.

ويتابع” سكنت مع والدي وأختي في بنت جبيل أياما قلائل وكنا نشتري الماء من سكان القرية. وكان المسؤولون عنا يطمئنوننا بأننا سنعود إلى بلادنا بعد بضعة أيام إن شاء الله. شكلت لجنة مني ومن المرحومين محمد حسين راشد وفرج ذيب موعد، وأخذنا نبرق لجامعة الدول العربية في القاهرة ونتصل بمكتب الهيئة العربية العليا في بيروت مطالبين بنقلنا من مخيم بيت ياحون” القريبة من بنت جبيل” إلى منطقة تكثر فيها المياه. بعد جهد نقلنا إلى معسكر القرعون في البقاع قرب الليطاني وكان ذلك في أوائل عام 1949″.

” في القرعون فكّرنا: أنا والمرحومون أحمد حسن ليلى، فرج ذيب موعد، عبد الرحمن محمد السعدي، محمود محمد سليمان، محمد مصطفى إسماعيل ونجم محي الدين وهبة في تأسيس مدرسة لتعليم أبنائنا بالرغم من الإمكانيات الضعيفة التي نملكها. وفقنا الله تعالى لذلك وأشرف على المدرسة مكتب فلسطين الدائم في بيروت برئاسة المرحوم د. سهيل إدريس، وكان المرحوم د. القادري حلقة الاتصال بيننا وبين بيروت. بقينا في القرعون سنة أو أكثر قليلا، كان الصليب الأحمر الدولي يقدّم لنا بعض المساعدات بالإضافة إلى مكتب فلسطين في بيروت. كانت ظروف المعيشة قاسية في القرعون وكثيرا ما كان التموين ينقطع عنا بسبب الثلوج. حصل اشتباك بيننا وبين أفراد الدرك اللبناني المسؤول عن إدارة الوضع العسكري وقتل لنا شهيد خلاله. طالبنا بنقلنا إلى منطقة ساحلية دافئة فكان ذلك ونقلنا إلى مخيم نهر البارد”.

” في أوائل عام 1950، سكنا في مخيم نهر البارد، ثم استأجرنا بيتا في العبدة من آل هزيم. فيما تابعت الخدمة في حقل التعليم في الخيام التي كانت كثيرا ما تقتلعها الرياح الهوجاء فنقوم بنصبها من جديد. كان الصليب الأحمر الدولي يشرف على التعليم ثم استلمت هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” الأونروا” الإشراف على شؤون اللاجئين الفلسطينيين في 5 أيار 1955، وكان راتب المعلم الشهري بداية 75 ل.ل. علّمت اللغة الإنكليزية والرياضيات لصفوف الشهادة الابتدائية- صف السادس الإبتدائي- وكانت نتائج مدرستنا في امتحانات “السرتفيكا” اللبنانية الرسمية تصل إلى 100%. وكان طلابنا الذين يتابعون تعليمهم في مدارس طرابلس يشكلون الأوائل في قائمة طويلة من الطلبة اللبنانين”.

ويكمل” عُينت مديرا لمدرسة نهر البارد لفترة قصيرة في عام 1955، ثم نقلت إلى بعلبك مديرا للمدرسة الثانوية هناك، وبقيت في بعلبك حتى عام 1958. بعدها نقلت إلى مخيم البداوي مديرا للمدرسة التي كانت تضم من الإبتدائي حتى صف البريفيه. وبقيت مديرا لمدرسة البداوي حتى عام 1960″.

“درست ما بين عامي 1953- 1954 بالمراسلة في مدارس المراسلات الدولية International Correspondence Schools(I.C.S)، وكان مركزها القاهرة. وكانت تحضّر الطالب للتقدم للحصول على شهادة إنهاء الدراسة الثانوية من جامعة لندن، وكان اسم تلك الشهادة General Certificate of Education-(G.C.E)، بمعدل Ordinary level(O.L)، ساعدني ذلك على الإرتقاء في سلم الراتب الشهري، بالإضافة إلى النجاح في دورات تربوية لتدريس المواد، وكان يشرف عليها معهد تربية تابع للأونروا لتدريب المعلمين أثناء الخدمة”.

” في نيسان 1960 دبّر مدير منطقة طرابلس في الأونروا المرحوم خليل الطبري مؤامرة ضدي وحرض بعض المعلمين التابعين للهئية العربية العليا، بحيث أني كنت عنصرا فاعلا في حركة القوميين العرب، فتشاجر بعض المعلمين مع بعضهم البعض، وحصل إشكال مدبرا في المخيم تم تحميلي بعض المسؤولية، وبالاتفاق مع المخابرات اللبنانية ومع المسؤولين في الأونروا، تم نفيي إلى منطقة صور لمدة خمس سنوات وتنزيل مرتبتي من مدير إلى معلم . وطلبوا مني أثناء ذلك مقابلة المفتي الحاج أمين الحسيني لكي تلغى القرارات المتخذة بحقي، ولما رفضت تم تنفيذ تلك القرارات غير القانونية بحسب أنظمة الأونروا المتبعة حينذاك.”

” عملت في مدراس منطقة صور من سنة 1960-1965، وفي سنة 1962 نظمت برقية موقعة من بعض الفلسطينيين في صور تأييدا لإعلان عموم حكومة فلسطين في غزة على أيام المرحوم أحمد الشقيري، وكان معي في هذه الحركة المرحوم سميح الخطيب ، فأوقفت أنا وسميح الخطيب في ثكنة الحلو في بيروت مدة 23 يوما. ساعد على إرجاعي للعمل مع الأونروا المرحوم صاحب سلام رئيس الوزارة اللبنانية آنذاك”.

” نقلت من منطقة صور عام 1965 إلى مدرسة جبل طابور- نهر البارد معلما فيها. ثم إلى مدرسة نهر الأردن في مخيم البداوي من 1967- 1975. وفي سنة 1975 عينت مديرا لمدرسة طوباس للبنات في نهر البارد للبنات حتى عام 1980. وبعدها إلى مدرسة نهر الأردن مديرا حتى نهاية عام 1988 بحيث بلغت سن التقاعد.

وفي سنة 1966 حصلت على شهادة إنهاء الدراسة الثانوية High School، وقدمت طلبا لتقديم التوجيهية المصرية الرسمية التي تؤهل للدخول إلى الجامعة. وكان رقم جلوسي في عمان وذهبت إلى الأردن لتقديم الامتحان في عمان لكن لم يسمح لي بذلك وأرجعت إلى لبنان.

في الثلث الثاني من حزيران عام 1967 حاولت للمرة الثانية تقديم امتحان التوجيهية المصرية في القاهرة مع أن رقم الجلوس كان في عمان. ساعدني في ذلك المرحوم الرئيس جمال عبد الناصر فتقدمت للامتحان ونجحت بدرجة جيد ودخلت بناء على ذلك في جامعة بيروت العربية- فرع الاسكندرية- قسم اللغة العربية. حصلت على شهادة الليسانس صيف 1971 بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف من الدرجة الثانية.

” حاولت التسجيل في الجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1965، وقبلت في صف الـ Fresh man، وكنت موعودا بالحصول على منحة دراسية من الأونروا وكان مقدارها حينها 250 ل. ل شهريا. لكني عدلت عن الموضوع بسبب ظروف عائلية ومادية لأنني كنت متزوجا وعندي ولدان.

انتسبت للدراسات العليا في اللغة العربية ونجحت في الدورة الأولى صيف 1973 بتقدير جيد جدا، ولكن الحرب الأهلية اللبنانية عام 1974/ 1975 – 1990، حالت دون إتمامي رسالة الماجستر، بالإضافة إلى ظروف عائلية أخرى.

” عملت في مجال الترجمة والتعريب والتأليف والتدقيق اللغوي في دار الشمال للطباعة والنشر والتوزيع منذ سنة 1970 حتى الان. وعندما بلغت سنة التقاعد مع الأونروا سنة 1988، عملت في مدرسة جمعية الايمان الاسلامية في” أبو سمراء” ودرست اللغة العربية والإنكليزية ومادة TOEFL للصفوف الثانوية حتى عام 2000.

متزوج من السيدة غزالة سعيد سليمان وله 11 ولدا:7 بنات و4 شباب، و31 حفيدا.


الأستاذ عبد الرحمن صالح سعيد علوش - عبد الخالق
الأستاذ عبد الرحمن صالح سعيد علوش – عبد الخالق

من مؤلفاته:
A new method to speak, Read and write Arabic- 2001
English for travelers- 2002
Your steps to success in TOFEL- 2003
تعليم قواعد اللغة الإنكليزية بطريقة مبسطة- 2003
القاموس المفيد أو (Eng- Arabic) A school dictionary 2004
Your steps to success in TOFEL and IELTS- 2005
The easy way to write English business letters- 2007
دائرة معارف الحيوانات عشرة أجزاء( تعريب)- 2008
الموسوعة العلمية سبعة عناوين( تعريب) 2009
العلم حولنا سبعة عناوين( تعريب) 2009
سلسلة فن الأورغامي أربعة عناوين( تعريب) 2009
101 معلومة يجب أن تعرفها( عشرة أجراء) تعريب 2010
بعض كتب الطبخ وقصص الأطفال( تعريب) لم يسجل اسمه عليها سهوا
مراجعة وتدقيق كتب منها English for Beginners،
كتب جغرافيا باللغة الإنكليزية- مقرر جامعة في السعودية 8 أجزاء ومنشوارت مختلفة.