أرشيف المنتدى

طاحونة الشر العربية!

طاحونة الشر العربية!

طاحونة الشر العربية تماماً كما الأخطبوط. أذرعه مليئة بكل موبقات الفساد والتسلّط. في مقدمته يكمن الجشع والتسلط.. في أعماقه يتربع الجهل والجوع.. وفي مؤخرته يسكن الغدر والخيانة!

هذه طاحونة الشر الأخطبوطية.. هي التي أنتجت ولا زالت تُنتج القاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها من المواد الفكرية الشريرة!

لماذا يُراد تحميل موبقاتها لذراع دون غيره؟! إنها جريمة يتحمل وزرها المجتمع العربي بكل أطيافه من رأس الهرم السياسي حتى أسفل القاعدة الفكرية داخل شارعنا العربي.

الجميع بلا حياء، ساهم بنشر ثقافة الكذب والإحتيال والزور وقلة الضمير وإعوجاج الأخلاق وقتل القانون حتى أصبحت مأكلنا ومشربنا في كل المدن العربية بلا إستثناء. الرقيب عندنا دائمأ بلا رقابة، والمسؤول فينا يغتصب المسؤولية بدون رادع. والمواطن بجهالة منقطعة النظير لموقعه الفكري إرتضى أن يكون أداة للفساد ومادة لشيطنة دروب الوطن حتى بات الوطن أشبه ببقرة تتقاذفها سكاكين الأوغاد!

الكل دخل غرف الفساد ومارس الدعارة بحق الوطن. حتى دعاة العقل والتعقّل مارسوا بسكوتهم إغتصاب الأوطان.. حتى بتنا نصدّق بأن تركيا فتحت حدودها الجنوبية والغربية لدخول زنادقة الإجرام إلى سورية (كان ولا يزال) خدمة للعروبة والإسلام! وأن ما تفعله السعودية على الأرض (الشقيقة) سورية هو ثقافة لإستنهاض الأوطان! وأن ما يحصل في (الشقيقة) اليمن هو أقصر الطرق وأحدثها لصناعة الديمقراطية! وأن السخاء المالي على (الشقيقة) مصر وحرمانه عن (الشقيقة) لبنان هو ما أمرت به كتب الأديان!.

نحن نكره إيران؟! نعم نكرهها لأنها ببساطة سبقتنا في إحترامها لذاتها. لقد تقدمت وصارت وتصورت لأنها نجحت في أن تمارس أدبيات الوطن على أرضها. قديمأ قيل، لن ينجح الرأس في السير بلا أقدام,, والعكس كذلك صحيح!.

متى نقهر عيوبنا قبل أن نلعن نجاحات الآخرين! متى نُدرك أن العالم يتقدم وأننا لا زلنا حقل تجاربه الفاسدة!!.

لقد وقف رئيس الوزراء البريطاني بكل شجاعة ليعلن إستقالته بعد أن فشل في إقناع مواطنية في البقاء ضمن عضوية الإتحاد الأوروبي ليس لأنه لا يُحب السلطة ومركز رئاسة الوزراء، بل لأنه يعلم مدى نجاح ثقافة الوطن والمواطنة عند المواطن البريطاني. لذلك قال ما قال وإتخذ ما إتخذ من قرارات!

نعم، علينا أن لا نلوم فرعون ( إن كان هناك ) لأنه تفرعن.. بل نلوم الجهالة المتأصلة في العقول التي فرعنته!

وأخيرآ، هناك في البُعد كلمة:

من المهانة الفكرية والعُهر الأخلاقي، أن نرى العالم من شرقه لغربه، وهو يتقدم ويجتهد في تقدمه ورُقيه على حساب أخلاقيات مواطنيه.. مُستفيداً من خيراتنا العربية. ونحن العرب نُصّر على قتل أوطاننا داخل مُربّع الإصطفاف الطائفي والحزبي والقبيلي وبعض من جهالة فكرية.. ما أنزل الله بها من سلطان!

ولنا لقاء..

أبورياض