أرشيف المنتدى

الجانب الأهم من الحقيقة!

الجانب الأهم من الحقيقة!

في مثل هذا اليوم من سنة 1982م، قامت قوات الكتائب اللبنانية بتنفيذ مذبحة صبرا وشاتيلا في مخيمين للاجئين الفلسطينيين في لبنان بدعم من رفائيل ايتان رئيس أركان الحرب الأسرائيلى وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك.

دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين مسلح إلى المخيم وقامت هذه المجموعات المارونية اللبنانية التابعة لحزب الكتائب بالإطباق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفالٌ في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حوامل بقرت بُطونهن ونساء تم إغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره، 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل الإسرائيلية المضيئة. باالإضافة لإحكام الآليات الإسرائيلة إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة .

عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات حوالى 4000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح.

من يُعيد قراءة تفاصيل الفكر والأدوات الإجرامية لسفاحي صبرا وشاتيلا، سيرى بوضوح مدى تطابق هذا الفعل الإجرامي بما ترتكبه داعش وجبهة النصرة وبقية أفرع الإرهاب اليوم. إنها سياسة إبادة ونهج إجرامي متواصل ينفذونه عن سابق تصور وتخطيط. لم تنشأ القاعدة وداعش وجبهة النصرة وبقية المجموعات الإرهابية نتيجة صُدفة فكرية أو حالة طارئة، بل هي ثوابت سياسية عدوانية إجرامية يُلجأ لها كلما دعت الحاجة. هي قناعات خارجية تكتمل فصولها الإجرامية من خلال تلاقيها مع أدواتها المحلية.

من يملك طرف من بصيرة وليس كلها، يعلم أنه مسلسل من الإجرام الفكري والجسدي لا ينتهي، بدأ في صبرا وشاتيلا وقبله مذبحة دير ياسين، وقوفاً عند الدخيل على الإسلام (أسامة بن لادن)، مروراً بكذبة القرن (أسلحة الدمار الشامل)، وصولاً إلى ربيعهم العربي الدموي، وإنتهاءً بمسرحية الحرية والديمقراطية لسورية. إنها حركات متلاحقة لأذرع أخطبوطية تسعى بكل ما أتيت من قوة للوصول لأهدافها وشعارها، خلق الأسباب والأدوات قد تتغير بناءً على متطلبات الزمان والمكان والظروف، فهل نستفيق من غفلتنا..

أقلّه كي لا نبقى أدوات لهذا الفكر الإجرامي المعادي للإنسانية!

أبورياض