الجالية الفلسطينية في برلين تجدد عهد العودة بذكرى النكبة

الجالية الفلسطينية في برلين تجدد عهد العودة بذكرى النكبة وتحتفل بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 النكبة ذاكرة متجددة حتى العودة

برلين : 08-05-2009
بحضور طيف من ممثلي الجمعيات والمؤسسات العربية والألمانية والدولية وممثلين من السلك الدبلوماسي العربي والسفارة الفلسطينية في برلين أحييت الجالية الفلسطينية في برلين بإطلالتها الجديدة التي انتخبت في مؤتمرها الأخير الذي انعقد بتاريخ 16-11-2008 وانتخبت من بعدها هيئتها الإدارية الجديدة برئاسة الأخ السيد حسام أيوب (أبو شادي)، استجابة لمتطلبات التاريخ ورعاية للذاكرة الوطنية، مرور 61 عاماً على النكبة الوطنية الفلسطينية التي شرّد خلالها مئات الآلاف من المواطنين عن ديارهم وأوطانهم ونهبت ممتلكاتهم واقترفت بحق ذويهم أبشع المجازر والحق بهم اشد الأذى والذي ما زال في الكثير من صورة قائماً حتى يومنا هذا.

كما أحييت أيضا مناسبة إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 لكي تبقى في الشعور والكلمة، في الموقف والفعل إحدى الثوابت الوطنية التي لا يجوز التراجع عنها أو القفز من فوقها كعاصمة للدولة الفلسطينية الديمقراطية التعددية المستقلة. ثابتا كما هو حق العودة لؤلئك اللذين شردوا عن ديارهم وممتلكاتهم قبل 61 عاما وبعدها أيضا وحتى قبل أيام قليلة من الهدم والتهجير من القدس المقدسة.

صوت الأصالة الوطنية،كلمة الزجل الشعبي، ابن التراث والتاريخ الفنان شاعر الثورة الفلسطينية “أبو عرب” أحيى واثري هذا الاحتفال عن عمر يناهز الخامسة والسبعين وبصوت يعيد الى الشيب الشباب، بكلمات جذور تجسد الانتماء والولاء وتعزز التجمع والوحدة وتذكر بالضرورة الشاملة لذلك كله.

وكان قبلها قد افتتح الاخ ابو بلال الطيراوي، مسؤول العلاقات الخارجية في الجالية الفلسطينية الحفل بكلمات معبّرة شملت الوطني وترحمت على الشهداء الابرار، المغتالين والمغدورين، منوهاَ في مركز تقديمه على المبداء المتجدد والذي يفيد بأن “ما اخذ بالقوة لا يسترد الاّ بالقوة” معبرا بذلك عن ضرورة تجميع عناصر القوة لكي تشكل سندا قويا وصلبا للحاضر والمستقبل.

أما السيد رئيس الجالية الفلسطينية في برلين حسام ايوب “ابو شادي” فقد كانت كلمته شاملة تطرقت الى عناصر الثورة الفلسطينية ومقوماتها مركزا ومشددا بذلك على ضرورة وحدة الصف والكلمة الفلسطينية والممثل الفلسطيني. وكذلك ايضا على ضرورة الالتزام بكل الثوابت الفلسطينية. كما ركز على الاتفاق والتوافق الوطني الفلسطيني كمخرج للازمة الراهنة وصمام امان لحماية القضية الوطنية.

كلمت المؤسسات والجمعيات العربية في برلين القاها الاخ الحاج شحرور راسما في طياتها صورة الواقع العربي المؤسف والمؤلم في بعض جوانبة واعلن من سطورها ايضا ان المقاومة واجب وحق وان الصمود والتضحية من سمات الرجال والنساء الاوفياء اللذين يؤمنون باحقاق الحق وضرورة عودته الى اهله وان الدفاع عنه واجب علينا جميعا مهما كانت وغلت التضحيات ورغم انوف وحناجر المتربصين من الاخوة الضالين والاعداء الغاشمين وان الانتصار شريك لنا وان الطريق اليه معبدة بالصبر والصمود والتصدي والنضال والمقاومة بجميع الاشكال والانواع والوسائل. ونوه الى ان النصر ضاهرة الساعة ورفيق الدرب وان المقاومة الوطنية والاسلامية دحرت الاعداء المحتلين والغاصبين في عام 2000 كما ايضا في عام 2006 وان هوية الصمود والتصدي الفلسطيني قهرت غدر الصهاينة في غزة هذا العام 2009، كما نادى الاخ الحاج شحرور في نهاية كلمتة الى الاستعداد ان شاء الله الى النصر المقبل منهيا كلمته بالترحم على الشهداء الابرار.

باسم حركة التضامن العالمية ism.com قالت السيدة صوفيا ديغ ان صوت وصورة وكلمة محمود درويش هي شكل من اشكال هوية الفلسطيني النضالية وسمات كفاحه من اجل الحرية والاستقلال متمنية للمهرجان وللحضور بالتوفيق وشاكرة الجالية الفلسطينية على الدعوة التي وجهت لهم.

وكانت فرقة مركز الأسرة والشباب للدبكة والفنون الشعبية ” أشبال فلسطين في الشتات الألماني- برلين” قد افتتحت فعاليات المهرجان الثقافية بعروض متتالية جميلة جسدت إيحاء لمعاناة الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني معبرة بذلك عن الصمود والتضحية التي يقدمها الأسرى الصامدون. كما قدمت الاشبال بعدها عرضا شيقا ومتناسقا لدبكة “يا ظريف الطّول” ادت الى قيام صالة المهرجان على الاقدام ودعت الكثير من الأطفال إلى اختطاف الهواتف النقالة لأهاليهم من اجل التقاط الصور للاطفال اللذين قدموا العرووض وغمرت الفرحة اوجه باقي الحضور كما ضهر على وجوههم.

كما تخللت استراحة صوت الاصالة الفلسطينية “ابو عرب”،أغاني الفنان الفلسطيني البرليني وليد الونّه على ايقاعات الدبكة الشعبية الفلسطينية لمدة ليست قصيرة، شجّعت الجميع على المشاركة في هذا النوع من الثقافة الوطنية.

الطفلة الفلسطينية تالا رمضان قدمت صدورا وعجوزا شعرية معبرة عن الصمود والتمسك بالحق الوطني نالت دهشة واعجاب الجميع.

كما تخلل المهرجان لفتة ايجابية قدم فيها ثوب تراثي فلسطيني كعنوان لاحدى سمات الحفاظ على التراث والتقليد والموروث وقدم مبلغ 500 يورو مقابل الثوب على ان يحصل احد الاخوة علية من اجل حفضه ورعايته وتقديره.

وفي نهاية المهرجان أعلن الاخ عريف الحفل ابو بلال الطيراوي، مسؤول العلاقات الخارجية في الجالية الفلسطينية برلين، بان هذا المهرجان يشكل بداية انطلاقة للعديد من النشاطات والفعاليات من اجل القدس عاصمة للثقافة العربية والفلسطينية ومن اجل تذكّر والتذكير بمرور 61 عام على النكبة والتشريد.

وقبل أن يغادر الصوت الفلسطيني الاصيل “ابو عرب” لاحياء مهرجان اخر في نفس الذكرى الى مدينة هامبورغ الالمانية أقيمت على شرفة من قبل جمعية الكرمل مادبة غداء حافلة حضرها نفر من ابناء الكرمل الاصيل في مطعم “بيبلوس” دار ضيافة ابو هيثم منّاع، حيث توجه بعدها برفقة السيد نائب رئيس الجالية الفلسطينية صلاح سليم الى مدينة هامبورغ.