إحياء الذكرى السادسة والثلاثين لملحمة تل الزعتر البطولية
إحياء الذكرى السادسة والثلاثين لملحمة تل الزعتر البطولية في برلين
السبت 1 أيلول 2012 / برلين – عبد خطار
في جو مفعم بالمحبة والإخوة والحنين إلى الأصالة والقيم والمعاني التي مثلها مخيم تل الزعتر وعلى أرضية التمسك بالأهداف والثوابت الوطنية والقومية وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم ومدنهم وقراهم .
أقامت اللجنة التنسيقية لإحياء ذكرى ملحمة تل الزعتر مهرجانا جماهيريا حاشدا في مدينة برلين بتاريخ 1/9/2012.
في صيف عام 76 قامت العصابات الفاشية المسيحية لحزبي الكتائب والأحرار وحلفائهم الانعزاليين في القوات اللبنانية بارتكاب مجازر عديدة بهدف التطهير العرقي والطائفي في كل من تل الزعتر والنبعة وضبية وجسر الباشا والمسلخ والكرنتينا وصولا إلى تقسيم لبنان وعزله عن محيطه العربي ووقف تطوره الديمقراطي وتصفية الظاهرة العلنية للثورة الفلسطينية خدمة للمشروع الصهيوني الأميركي الهادف لتصفية القضية الفلسطينية .
في هذه المناسبة كرم الحاضرون شهداء المجزرة وكافة شهداء الشعبين الفلسطيني واللبناني وعلى رأسها شهداء صبرا وشاتيلا ، كما كرم الحضور شهداء مجازر قبيه ودير ياسين وبحر البقر وجنين وغزة .
في برلين عبر المشاركون بالمهرجان من خلال الكلمات والفعاليات والفقرات الفنية واللقاءات الجانبية عن حنين عميق لأزقة وبيوت المخيم وهمومهم وشجونهم الوطنية ، لم يكن تل الزعتر متميزا بصموده فقط بل كان فريدا بتنوعه بين كافة المخيمات الأخرى ، أكثر من نصف سكانه الذي وصل 35 ألف نسمة هم لاجئون فلسطينيون من يافا وحيفا وعكا وقرى الجليل وشمال فلسطين .
في تل الزعتر كانت معظم مدن وقرى فلسطين موجودة عن طريق أهلها الذين هجروا منها عام 1948 ، في تل الزعتر غاب الانتماء الطائفي والمذهبي والعشائري والعائلي وحل محله الانتماء السياسي الوطني ، في تل الزعتر كانت فلسطين العودة إليها هي الهدف ولأجلها يتنافس المناضلون ، أما الأدوات فأهميتها تكون في بمقدار تقريب هذا الهدف في تل الزعتر ، كان الهدف واضحا والعدو واضحا الحليف والصديق واضحا كذلك .
لقد شكل تل الزعتر كذلك مأوى الكثير من الكادحين والفقراء اللبنانيين وبالأخص النازحين من قرى الجنوب اللبناني التي دمرتها الاعتداءات الصهيونية المتتالية آنذاك، إضافة إلى فقراء وكادحين من بعض المناطق اللبنانية المهشمة بحثا عن لقمة العيش الكريم في المناطق الصناعية اللبنانية المحيطة بالمخيم ، كما سكن المخيم واندمج فيه ودافع عنه الكثير من الإخوة العرب وبالأخص الإخوة السوريون إضافة إلى الكثير من الإخوة الأكراد رغم هذا التنوع الهائل اندمج الجميع داخل المخيم وتشاركوا في الأهداف والآمال وحلموا بلبنان العربي الموحد الديمقراطي وبالعدالة الاجتماعية وبعودة اللاجئين الفلسطينيين ، وحدتهم أهداف نبيلة دافعوا واستشهدوا في سبيلها داخل مخيم تل الزعتر . هذا التنوع الذي ميز المخيم وساهم في صنع هذه الملحمة وتوضيح معانيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، كان حاضرا وبقوة في المهرجان الناجين من المجزرة وعائلاتهم كانوا بعد 36 عاما عائلة واحدة اسمها تل الزعتر الذي لا يعرف الطائفية والمذهبية والانعزالية ، تل الزعتر المتمسك بفلسطين والداعم للحرية والعدالة الاجتماعية لفقراء لبنان .
بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم وتقديم النشيد الوطني الفلسطيني قدم الإخوة غازي العلي والأخ علي معروف ( أبو حسن ) عن المناسبة والتعريف بها .
تحدث الأخ بلال عراقي باسم اللجنة التنسيقية لإحياء ذكرى ملحمة تل الزعتر عن المناسبة ومعانيها الإنسانية الذي جمع أهالي مخيم تل الزعتر قبل المجزرة وبعدها ، وأكد كذلك على أهمية الالتزام بالثوابت الوطنية كافة وفي مقدمتها حق العودة.
كما تحدثت الأخت حياة الحاج عن أهمية الحدث بعده الوطني والسياسي والإنساني وعن دور المرأة الريادي في ملحمة الصمود هذه .
وقد قام كل من الدكتور يوسف عراقي والدكتور عبد العزيز اللبدي بشرح المعاناة الإنسانية والطبية التي عاشوها كأطباء أثناء فترة الحصار بالمخيم ، لقد شاهد الحضور من خلال فيلم عرض داخل المهرجان عنفوان الثوار الشباب لكل من الدكتور يوسف عراقي والدكتور عبد العزيز اللبدي ، واستمع الحضور الى مداخلاتهم الحكيمة في الذكرى 36 للمجزرة وعن الوضع الصحي الغير عادية التي بذلت من قبل الطاقم الطبي رغم قلة الإمكانيات لإنقاذ مئات الجرحى والمصابين، وبنفس الوقت أكدوا على أهمية التمسك بالثوابت الوطنية والقيم الإنسانية التي ناضلوا من اجلها داخل المخيم .
أما الأخت ايفا حمد المناضلة السويدية زوجة الشهيد يوسف حمد فقد اعتذرت عن حضور المهرجان للحديث عن تجربتها أثناء الحصار داخل المخيم بسبب ظروف صحية طارئة .
وقد تخلل المهرجان فقرات وأغاني من التراث الفلكلور الفلسطيني أحياها وأفتتحها المطرب الفلسطيني الأخ محمود أبو خليل ، كما ساهم المطرب وليد الوني بغناء بعض الأغاني الوطنية الملتزمة، وقدمت فرقة الفنون للدبكة الشعبية بقيادة الأخ أبو بلال الفيومي وفرقة الحولة للدبكة الشعبية الفلسطينية وصلات فنية لاقت إعجاب الحضور .
وفي الختام تم تجديد العهد من قبل الحضور لكافة شهداء لبنان وفلسطين وفي مقدمتهم شهداء ملحمة تل الزعتر . الشهيد أبو أمل – الشهيد مصطفى عراقي ( ابو جهاد ) – الشهيد الاستاذ عمر اورفلي ( ابو السعيد ) – الشهيد ابو محمد عيد – الشهيد الياس رزق – الشهيد اسماعيل كروم – ولكافة شهداء المجزرة ،وأكد المهرجان على التمسك بالاهداف الوطنية التي استشهدوا من أجلها وعلى راسها حق العودة المقدس .
فيديو كلمات المهرجان
فيديو الحفل الفني
