تساؤلات فلسطينية بلغة عربية !
تساؤلات فلسطينية بلغة عربية !

يبدو أن السيد خالد مشعل عدّل مراهناته .. بعد أن ربط تحالفاته ورهاناته منذ أن تأسست حركة حماس بالموقف ألأيراني السوري في معركتة الوطنية .. السياسية والعسكرية ضد إسرائيل . نراه اليوم يغازل الحركات ألأسلامية السنية العربية التي طفت على سطح الربيع العربي ! لا نعترض على ذلك لأننا ندرك أن نهج حماس الديني لا يتعارض وتلك المغازلة ، لكن يحكمنا هنا سؤال بخصوص هذه المغازلة الجديدة . كيف سيوفق السيد خالد مشعل بين تحالفه المالي والسياسي والعسكري مع إيران وسورية ، وبين جديد مغازلاته مع ألأخوان المسلمين في العالم العربي !؟ خاصة وأن التيار ألأسلامي ( ألأخوان المسلمين ) الذي يطفوا على سطح الربيع العربي هذه ألأيام ، مدعوما بشكل علني من قبل قطر والسعودية وفرتسا وبريطانيا وأميركا وحتى إسرائيل !!؟ هل دخلت حماس لعبة الوعود والأغراءات ومن ثم التدجين ، لذلك تريد إستبدال تحالفاتها؟!.
لسنا هنا نتكلم من موقع النقد فقط ، بل الحرص على الفهم .. بعد أن أصبح الفهم لدينا قلقا َ!
هل تمت المصالحة بين فتح وحماس من أجل كامب ديفيد ثالث ؟!
للتذكير فقط :
كامب ديفيد ألأول ، ذهب ضحيته الرئيس المصري أنور السادات .
كامب ديفيد الثاني ، راح ضحيته الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
كامب ديفيد الثالث ، سيكون ضحيته ………………. إملأ الفراغ .
السيد / رجب الطيب أردوغان رئيس الوزراء التركي ..
لقد أرهقْتنا ونحن نُتابع جولاتك وتصريحاتك المتناثرة هنا وهناك ..! ، إن تصريحاتك ملأت أقصاع المعمورة ، وجولاتك المكوكية غازلت قدرة القائد ياسر عرفات المُتفرّدة في ترحاله وأسفاره ..! فهلا أرحتنا وأوضحت المبتغى من كل ذلك !!؟.
أنا أجزم أن مُستقبل تركيا ومصالحها هو شغلك الشاغل، لكن هناك يا سيد أردوغان في عالمنا العربي المُثقل بالأحداث.. من يعتقد بأنك عربيٌ أكثر من عباءتنا العربية ، وهناك داخل مجتمعنا الفلسطيني من يرى فلسطين في بريق عيونك الغاضبة وتصريحاتك الثائرة!وهناك كذلك من يُصرّ على وصفك باللاعبٌ الماهرالذي يجيد القفز فوق حلبة السيرك السياسي العالمي .. !! بالمقابل،هناك من يرى فيك المستعمر العثماني القديم ،والحليف ألأسترتيجي العسكري للغرب وإسرائيل ،وأنك لن تخرج عن طوع أمرهم مهما إرتفعت وتيرة صوتك ، ودعني أضيف لك ، بأن هناك من يقول أنك عجزت في الحصول على إعتذار من إسرائيل بسبب قتلها ل 9 مواطنين أتراك قبال سواحل غزة ، فكيف ستكون والحال هكذا سنداً وعونا ً للقضية الفلسطينية!
أما أنا يا سيدي فإسمح لي بأن أصفك كالتالي : جزء عربي وجزء إسرائيلي وجزء فلسطيني وجزء غربي وجزء شرقي وجزء عثماني وجزء إسلامي وجزء مسيحي وجزء يهودي .. !! الوضوح لا يحكم تحركاتك السياسية ، وتحالفاتك المتناقضة تفضح الكثير من مواقفك!! فهلا أوضحت لنا هذا الخليط المتناقض في غَرْبيتك وشرقيتك .. وعُثمانيتك وعُروبيتك .. وفلسطينيتك ويهوديتك!!؟. أرجوا أن لا يَغرّنك هذا الوصف فتعتبره مديحا ً! لأننا نملك مثلا ً فلسطينيا ً يا سيدي يقول : (( صاحب بالين ( رأيين ) كذاب )) فما بالك بعشرة آراء متناقضة !!. ثم نعتقد فيما نعتقده ، أن لُعبة السياسية لعبة ٌ ماكرة وقد يكون الوطن ضحيتها! فهل تدفعنا من خلال التعددية الفكرية التي تُوْصَف بها تحركاتك إلى تغيير مفاهيمنا الثقافية التي نحملها ، أم هل حان وقت إختيارك الوضوح من المواقف، والأعلان عنها لكي تُريح وتستريح!!؟ . خاصة وإنك قد بدأت تُعلن مواقفك من الأزمة السورية التي تم التحضير لها بعلمك ومعرفتك ومساعدتك !
! أرجوا أن لا تطول حَيْرَتك وتُعْلن ألأمر.. لنكتشف اللعبة السياسية التي تم إكتشاف البعض من خيوطها!
عالمنا العربي ومصيبته اللعينة !
هناك أربع عناصر أساسية في عالمنا العربي .. نتفق فيما بيننا على تسمية ثلاثة منها بوضوح .. وندرك إنعكاساتها على الوطن خيرا َ وشرا ً .. ولكننا نختلف بشدة .. ولا نتفق على تسمية العنصر الرابع .. حتى لو أدى ذلك ، إلى إعلان الحرب على بعضنا البعض .. وألأقتتال في ما بيننا وألأستعانة بشياطين ألأنس والجن ، من أجل ألأنتصار لوجهة نظرنا الرابعة .. !! . ولكي لا أطيل .. دعونا نقرأ بهدوء هذه العناصر الأربعة :
العُنصر ألأول –
حكم الدكتاتوريات .. ، فبغض النظر عن مُسميات حكم الدولة في دولنا العربية .. سواءَ كان هذا الحكم .. ملكي أو أميري .. سلطاني أو جمهوري أو ثورجي .. ، فالأتفاق واضح بيننا جميعا ً.. ، بغض النظر عن إنتمائنا ألديني أوالعلماني .. الشرقي أوالغربي .. الهندوسي أو البوذي أو حتى حمّال الطبل ..! ، فالكل متفق على أن هذه الأنظمة مستبدة ودكتاتورية .. وأساس عدم تطور الوطن العربي .. وساهمت بشكل مقيت في خلق وإظهار .. الطائفية ، القبلية ، المذهبية ، التبعية .. والفساد المتفشي بشقيه الأجتماعي والثقافي ..! وهناك فرصة ذهبية أمام الخاكم والمواطن للتغيير ألأيجابي بأيدي وطنية لمصلحة الوطن والمواطن .
العنصر الثاني –
ألخيرات الذي حباه الله لهذا الوطن العربي .. ، كالثروة البترولية الهائلة .. والثروة البرية التي لا تقل أهمية عن الأولى ، والثروة البحرية والحيوانية التي تحاكي الثروات ألأخرى بأهميتها .. بالأضافة إلى الموقع الجغرافي والسياحي وإلأستراتيجي لهذا الوطن العربي الجميل .. ، طبعا الكل … صغيرا كان أم كبيرا متفقون على تلك ألأهيمة .. والكل متفق كذلك ، على أنه يجب إستغلال هذه الثروات بشكل يرفع من شأن الوطن ورفعة المواطن فيه .. .
العنصر الثالث –
الثروة البشرية الهائلة المُزدحم بها الوطن العربي .. لدرجة أننا لا نفخر بتصدير أيّ شيء إلى الخارج .. مثلما نفخر بتصدير أدمغة هذا الوطن الى جميع أرجاء العالم ..!! . وكلنا متفقين على أن هذه الطاقة البشرية مُعطلة ومُهملة من قبل أصحاب ذو الشأن داخل الوطن العربي .. ويجب إعادة ألأعتبار لها ولكل المفاهيم المتعلقة بإعادة الثقة والعزيمة والأرادة لهذه الطاقة الوطنية المعطاءة لكي تساهم في بناء الوطن ولا تضعف أمام مغريات الهجرة ..!! .
ألعنصر الرابع –
وهو العدو المتربّص لهذا الوطن العربي .. !؟ . هنا تكمن المشكلة المستعصية على الحل! لا زلنا مُبعثرين في المفاهيم .. نختلف على تعريف هذا العدو وتسميته .. !! وأين يقع .. ! وما هي ألوانه وأوصافه .. ! وهل هو شرقي أم غربي ..! داخلي أم خارجي .. ! على يميننا أم على يسارنا .. !! والمصيبة ليست في كل هذا ألأختلافات فقط .. ! ، بل المصيبة في أننا نتقاتل حتى الموت عندما نشرع بتسميته فنقتل بعضنا البعض حتى فناء ألآخر من أجل إثبات من هو عدو الوطن!! ، أما الطامة الكبرى فهى .. أننا نجلب ألأعداء أنفسهم .. بأيدينا إلى ديارنا لمساعدتنا على قتل بعضنا البعض وفي تحديد من هو هذا العدو اللعين!!!!! . أليس هذا قمة الجهل وأكثر من مقيت ومُقزز ومُقرف حثى الثمالة ولا يصلح مقارنته حتى بالعصور الجاهلية ..!! ؟؟
ولنا لقاء أبورياض