اخبار الوطن العربي

فيلم “شباب اليرموك” لأكسيل سينز

فيلم “شباب اليرموك” لأكسيل سينز

راشد عيسى: يندر أن يرى المرء مخيّم اليرموك الفلسطيني بهذا الوضوح، الذي تكشفه كاميرا السينمائي الفرنسي آكسيل سلفاتوري سينز، في «شباب اليرموك». فهي تُغافل المخيم، وتأتي من السطح، الذي يعني عمقه، ومعناه، وحكايته كلّها التي لا يُمكن تمويهها.

مشهد المخيم من فوق، حيث غابة الصحون اللاقطة الصدئة، والبنايات المصطفة بشكل قميء بين أكوام النفايات، هو الثابت الذي تعود إليه الكاميرا، خلال أوقات النهار، وعلى مرّ فصول تعاقبت خلال عامين من التصوير. دائماً هناك عودة إلى هذا المشهد، ومنه إطلالة على الزمن، وعلى دمشق وأضوائها على سفوح قاسيون. من السطح أيضاً، يطلّ كشّاشو الحمام وطيورهم، من دون أي لقطة مقرّبة، كما لو أنهم حكاية أخرى موازية لحكايات الفيلم. يبدو هؤلاء في عالم آخر تماماً، كما لو أنهم ينتمون إلى السماء لا إلى الأرض. فكرة البقاء على السطح ذكية بالتأكيد، إذ كيف يُمكن أن يكون المخيم مخيماً من دون هذه الكتلة الواحدة التي نراها من السطح.

المهمّ في هذا الفيلم التسجيلي صبره ومثابرته في انتظار نضوج حكايات أبطاله، ما يجعله أقرب إلى الدراما من حيث البناء الحكائي، الذي يتقيّد ببداية وذروة ونهاية. تمّ تصويره بين العامين 2009 و2011، أي مع بداية اندلاع الاحتجاجات في مختلف المدن السورية. مع الإشارة إلى أن الحدث السوري بدأ يلامس المخيم الفلسطيني. فالمشهد الأخير يصوَّر من دون وجود المخرج. يتلو أبطال الفيلم رسالتهم إليه أمام الكاميرا، كأنهم باتوا على يقين أن حكاية أخرى للمخيم قد بدأت.

السفير، بيروت، 13/2/2013

مقالات ذات صلة