المقالات

الكيان في مركز العاصفة

من المفاهيم البدهية ذات الدلالات التوجيهية أن ما يبعث الفرح في دولة الكيان الإسرائيلي ، لا يمكن أن يحدث مشاعر الفرحة نفسها في النفس العربية والإسلامية . ومن هذه التصريحات المثيرة :

1- قول إيلاند : ( الأحداث في كل من مصر وسورية تبشر بالخير لإسرائيل .)

2- وقول مركز بيغن للسلام : ( الإخوان المسلمون يشكلون التهديد الأكبر لإسرائيل .)

إنك إذا نظرت في تصريح مركز بيغن للسلام تجد أنه يقرر حقيقة علمية وواقعا يتشكل بشكل معادٍ للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ، ولكن في صياغة التصريح (تلبيس) متعمد حين يحصر التهديد في الإخوان ، والأصل أنه الإسلام نفسه ، وإن شئت قلت العودة للإسلام في مراكز القيادة سواء أكانت من الإخوان أو من غيرهم من التيارات الإسلامية ,ما يهدد الكيان الصهيوني ، وهذا الخوف أو التهديد الذي يشير إليه تصريح مركز بيغن هو تهديد موروث من القراءة اليهودية لتاريخ علاقة الإسلام باليهود في جزيرة العرب في العصر الأول . إن حصره في الإخوان فقط يستهدف استجلاب عداء دولي للإخوان كتنظيم سياسي كبير وصل إلى سدة الحكم في مصر ، وكل المؤشرات تقول إن دولة الكيان تعمل الآن ضد حزب العدالة والتنمية التركي وستفرح كثيراً فيما لو تم إسقاط أردوغان وحزبه من مقعد القيادة في تركيا .

إن تصريح مركز بيغن للسلام يفسر مفهوم ( الخير لإسرائيل ) الوارد في تصريح إيلاند ، لأن ما حدث في مصر من إقصاء عنيف لحركة الإخوان المسلمين ، ومن ثمة لمجمل التيار الإسلامي من الحكم ، يريح الطرف الإسرائيلي ، ويبعث الفرح في النفس الإسرائيلية ، بينما يثير الحزن والغم في النفس الإسلامية والعربية الشريفة لا في مصر فحسب، بل وفي العالم كله .

(إسرائيل) تشعر بأن خيراً جاءها ، وأن يد خير امتدت إليها بهذا الإقصاء العنيف والسريع ، وإذا اختلف المجتمع المصري داخلياً وزاد الارتباك والاحتقان واقتتل الجيش مع الشعب فإن الخيرية هنا تتشكل (لإسرائيل) من تكرار النموذج السوري الذي يعني تفكك الجيش ، وتفكك الدولة ، وتفكك المجتمع ، وتفكيك الاقتصاد، وتدمير عناصر القوة فيه لعقود طويلة ومديدة.

دولة الاحتلال سعيدة الآن بما يجري في سوريا وبما يجري في مصر ، وهي القوة العسكرية ، والاقتصادية الأكبر المؤثرة في المنطقة والمؤثرة في المواقف الدولية وبالذات الموقف الأميركي .

ومن هنا جاء تصريح يهود باراك القائل ( على العالم الحر دعم السيسي ) ، وقول نيويورك تايمز إن ( حملة إسرائيلية إعلامية ودبلوماسية تجري لدعم الحكومة المصرية المؤقتة المدعومة من الجيش ). ومقترح معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي ( بوضع خطة لإنقاذ الاقتصاد المصري ) .

هذه التصريحات المضللة تُعبّر عن المصالح الإسرائيلية ، ولا تحقق أي خدمات للشعب المصري ، بغض النظر عمن يحكم في مصر ، وللإيضاح نقول لقد دخلت أميركا العراق لخدمة الشعب والديمقراطية ، فكانت النتيجة تدمير العراق وتمزيقه ، وإفلاسه ، وتقسيمه.

فلسطين أون لاين، 20/8/2013

مقالات ذات صلة