اخبار دولية وعالمية

صدمة بتل أبيب || مهرجان كان السينمائي تحول لتظاهرة تنديد بجرائمها في غزّة

في ظلّ حالة الذُلّ والهوان اللتين يعيشهما الوطن العربيّ والإسلاميّ في كلّ ما يتعلّق بمُواجهة كيان الاحتلال الإسرائيليّ على الجبهات غيرُ العسكريّة، تنشط حركة المقاطعة (BDS) في جميع أصقاع العالم، وتعمل بدون كللٍ أوْ مللٍ على غزل إسرائيل في الجامعات، وفي المجالات الثقافيّة والقطاعات الأخرى، الأمر الذي بدأ ينعكس سلبًا على الدولة العبريّة، حيث تُبدي إسرائيل في الفترة الأخيرة المزيد من القلق عقب تنامي ظاهرة مقاطعتها في العديد من المجالات والقطاعات المختلفة، وذلك بالتزامن مع ارتفاع حدّة مظاهرات “مسيرة العودة” على السياج الحدوديّ في قطاع غزّة، وسقوط أكثر من 127 شهيدًا منذ الثلاثين من شهر آذار (مارس) الماضي، إضافةً لآلاف الجرحى.

ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أنّ صنّاع القرار في تل أبيب، وعلى ضوء تصاعد المقاطعة الدوليّة والعالميّة لإسرائيل، خصصوا الأموال الطائلة من أجل الحدّ من هذه الظاهرة، التي بحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت)، باتت تُشكّل خطرًا إستراتيجيًا على دولة الاحتلال، إذْ اعترفت مصادر سياسيّة رفيعة في تل أبيب، بحسب الصحيفة نفسها، بأنّ مساعي دولة الاحتلال الحدّ من ظاهرة المُقاطعة باءت حتى اللحظة بالفشل.

وعلى سبيل الذكر لا الحصر، كشفت شركة الأخبار الإسرائيليّة (القناتان 12 و13 بالتلفزيون العبريّ) كشف النقاب عن أنّ الممثل المسرحيّ العالميّ البرتغالي تايغو رودريغيز أعلن إلغاء مشاركته في حفلٍ فنيٍّ ستشهده إسرائيل الشهر القادم لأسبابٍ سياسيّةٍ، وهو ما يعتبر، بحسب التلفزيون العبريّ، انتصارًا لحركة المقاطعة العالميّة، الأمر الذي دفع آيال شير مدير المهرجان للتعبير عن خيبة أمله من هذا القرار.

على صلةٍ بما سلف، أشار أمير بوغان موفد صحيفة (يديعوت أحرونوت) إلى مهرجان كان السينمائي في فرنسا، أشار إلى أنّ مهرجان كان السينمائيّ في فرنسا شهد وقوف العشرات من الممثلين العالميين دقيقة صمت إحياءً لذكرى الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة الذين قتلوا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيليّ في الرابع عشر من شهر أيّار (مايو) الجاري، وهو نفس اليوم الذي تمّ فيه نقل سفارة الولايات المُتحدّة الأمريكيّة من تل أبيب إلى القدس.

وتابعت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّ إقامة الجناح الفلسطينيّ للمرّة الأولى في المهرجان الأكبر على مستوى العالم، كان يفترض أنْ يكون حدثًا فنيًا بحتًا، لكنّه تحولّ إلى فعاليةٍ سياسيةٍ للتضامن مع الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة، مُشدّدّة في الوقت عينه على أنّ أعضاء لجنة التحكيم للأفلام السينمائية المشاركة في المهرجان وقفوا دقيقة صمت عليهم، وعلى رأسهم الممثل بنسيو ديل تورو، بحسب الصحيفة العبريّة.

بالإضافة إلى ذلك، لفت مُوفد الصحيفة إلى المهرجان إلى أنّ هذه الخطوة جاءت بمبادرة من المخرجة الفلسطينيّة-الأمريكية آن ماري جاسر، التي طلبت من ديل تورو أنْ يأخذ دورًا لإحياء هذه الفعالية، وشاركه أعضاء لجنة التحكيم بمن فيهم الممثلة الفرنسية فرجينيا لدوين، ومدير مهرجان تولريد الأمريكيّ جولي هولتسينغر، والمخرج الروسي كانتمير بالغوف، مُوضحًا أنّه بالإضافة إلى هذه الأسماء اللامعة، فقد وقفوا دقيقة الحداد تحت علم فلسطين، على حدّ قوله.

وأكثر ما يقُضّ مضاجع تل أبيب هو “أسبوع الأبرتهايد الإسرائيليّ”، فقد بدأت أكثر من 200 مؤسسة من مختلف دول العالم، بتنظيم فعاليات تهدف إلى تسليط الضوء على ممارسات إسرائيل العنصرية بحق الشعب الفلسطيني، والدعوة إلى مقاطعة إسرائيل في كافة المجالات. وأطلقت هذه المؤسسات، ومنها جامعات وبنوك مهمة ومشهورة في أمريكا وبريطانيا ودول غربية وجنوب أفريقيا والعديد من دول العالم، على الفعاليات اسم “أسبوع الأبارتهايد الإسرائيلي”.

وتظهر ردود الفعل الإسرائيليّة أنّ الدولة العبريّة لديها حساسية كبيرة من موضوع المقاطعة، وتتعامل بكلّ جديّةٍ مع هذا الطرح، وتشعر بخطورته عليها داخليًا وخارجيًا، وتُحاول من خلال وسائل إعلاميّة ودعائيّة تقليص حجم الخسائر، والعمل على إظهار وجه غير حقيقي لها، ألا وهو الوجه الإنسانيّ.

وبحسب وسائل الإعلام العبريّة، والتصريحات التي يطلقها المسؤولون في تل أبيب، فإنّ “أسبوع الأبارتهايد الإسرائيليّ” يزداد تأثيره يومًا بعد يوم، حيث انضمّت الكثير من المؤسسات والهيئات والجامعات المهمة والمشهورة لمنظمي هذا الأسبوع، من خلال تنظيم فعالياتٍ واتخاذ قراراتٍ بمقاطعة إسرائيل لممارساتها العنصرية وغير الإنسانية ضد الفلسطينيين التي تزداد شراسة في كل يوم، بهدف تصفية القضية الفلسطينيّة.

المصدر: “رأي اليوم” / زهير أندراوس

مقالات ذات صلة