اخبار مخيم البداوي

شخصية الأسبوع المعلمة/ المربية || هويدا راجح العلي

ولدت هويدا في 29 شباط عام 1964 في مخيم البداوي، استشهد والدها” راجح العلي” وهي في الحادية عشرة من العمر، فتحملت والدتها عبء تربيتها وإخوته الأربعة” هدى، جهاد، صالح ومحمود”.

نشأت على حب فلسطين وأحلام العودة إلى ربوع الوطن، وتأثرت بوالدها الشهيد كثيرا، بحيث كان مع القوميين العرب، ومن ثم مع الجبهة الشعبية الوحدات الخاصة، وكان بيتهم يعج بالمقاومين، وكانت هويدا من ضمن أشبال الجبهة.

درست المرحلة الابتدائية في مدرسة كوكب، ومن ثم انتقلت للمرحلة الإعدادية في مدرسة الرملة. عندما أنهت البريفيه وبسبب الظروف المعيشية الصعبة، اضطررت لترك الدراسة والعمل كمربية أطفال في روضة “سهام أبو الهناء” مدة أربع سنوات، خاضت خلالها عدة دورات في التربية الحضانية، بالإضافة لتدريبها مجموعة أشبال الجبهة.

إبان الاجتياح الصهيوني للبنان 1982 تطوعت في الهلال الأحمر الفلسطيني بعد خضوعها لدورات في الإسعافات الأولية والدفاع المدني لمواجهه الحرب الصهيونية.

بعد الحرب وبسبب إغلاق الروضة عملت في سنترال الجبهة الشعبية لعدة أشهر، لكنها لم تستطع الاستمرار بسبب حبها ورغبتها العمل في مجال رياض الأطفال وتجد نفسها مع الأطفال، لذلك تقدمت بطلب للعمل في روضة الجمعية الوطنية “روضة الشهيد الحاج حسن “كمربية أطفال ومنسقة أنشطة، وخلال عملها في الروضة ساهمت مع بعض الزملاء في تأسيس”فرقة زهرة المدائن”، ولأنها تحب الدبكة وكل ما يمت للتراث الفلسطيني بصلة كانت عضوة في فرقة الدبكة، وكانت مع فتيات الفرقة يطرزن الثياب وذلك دعما لاستمرارية عمل الفرقة.

جالت فرقة” زهرة المدائن” وهي فرقة فنية متنوعة تضم الغناء والدبكة والتمثيل، المناطق اللبنانية. وشاركت فنان الشعب” أبو عرب” أكثر من حفلة، وكذلك شاركت في أسبوع التراث الفاسطيني بسوريا. واتخذت الفرقة لها طابع تراث صحراء النقب، بقيت هويدا بالفرقة مدة أربع سنوات، وبسبب ظروف العمل اضطرت هويدا لترك الفرقة على مضض.

في العام 1991 التحقت بالعمل في روضة بيت أطفال الصمود كمربية أطفال ومشرفة، ومما كان يميزعملهم التزامهم بالتربية والعمل الوطني والاجتماعي.

كان للمؤسسة الدور الكبيربمساعدتها في تطويرعملها وإتاحة الفرصة أمامها لتقديم شهادة البكالوريا والخضوع لدورات تأهيلية مكثفة، حيث درست:

ـ تربية حضانية بالجامعة الامريكية مدة سنتين.

ـ فنون جميلة في مركز التدريب والمعلومات مدة سنتين.

ـ تربية حول التعلم النشط في مركز التدريب والمعلومات مدة سنتين.

– بالإضافة لدورات تنشيط وتنسيق وتدريب معلمين.

تقول هويدا” الآن عندما أرى من قمت بتعليمهم بالروضة، وقد أصبحوا شبانا، ولهم شأن، فمنهم من أصبح لديه عائلة ،استذكر الجملة التي قالتها لي المربية الفاضلة المرحومة “فريال يونس” عندما بدأت العمل بالروضة: ” تلميذاتي أصبحن مربيات”، والآن التاريخ يعيد نفسه: أنا أقول تلاميذي أصبحوا مربيين وآباء وأمهات ومنهم من أقوم بتعليم أطفاله بالروضة”.

تصف هويدا المخيم في ذكرياتها” كانت البيوت حول المخيم مفتوحة على بعضها البعض، وكانت مبنية من الأترنيت، وأمام كل بيت يوجد حديقة صغيرة، كان والدي يزرعها بالأزهار وحوض خاص للبقدونس والنعناع، وكان الجيران دائما معا، وبخاصة في شهر رمضان المبارك، كانوا يتسحرون سوية ويتبادلون صحون الطعام. كان بناء المخيم مرتب والحارة واسعة كنت أنظر من البيت، أرى البحر، أو إذا صعدنا سطح الأترنيت كنا نرى الجبل، يكفي بأن الشمس لم تكن تغادرنا”.

وتتذكر عندما قصف العدو الصهيوني أطراف المخيم عام 1975، واستشهدت ابنة خالتها وكانت زميلتها في الدراسة” تجمعنا أولاد الحارة صبيانا وبنات، ودرنا في الشوارع وهتفنا معا: واجب علينا واجب حفر الملاجئ واجب، كان عندنا ملجأ عبارة عن مترين بمتر تقريبا، وعندما قصف العدو الصهيوني، اختبأ الجيران فيه”.

المصدر صفحة مخيم البداوي على الفيسبوك

مقالات ذات صلة