المقالات

عاصفةُ “اليكسا” وخيارُ عباس “السِلمي”

عاصفةُ “اليكسا” وخيارُ عباس “السِلمي”

أحمد الدَبَشْ

2013-12-15

ضَرَبَت عاصفة شِتويَّة عاتية منطقةَ الشرقِ الأوسطِ ؛ ما تسبَّب في حالةٍ من الشللِ في غالبيَّة مناحي الحياةِ. وصاحبَ العاصفةِ؛ القادمة من روسيا؛ ويطلق عليها “اليكسا”؛ انهمارٍ للثلوجِ، وهطولٍ للأمطارِ وانخفاضٍ غير مسبوق في درجاتِ الحرارةِ.

وإثر العاصفةِ قام وزيرُ الدفاعِ الصهيوني “موشية يعالون”، بزيارةٍ تَفقُدِيَّةٍ لغرفةِ العملياتِ التابعةِ لقيادةِ الجبهةِ الداخليَّةِ الصهيونيَّةِ، ودعا رئيسُ وزراء العدوِ”نتانياهو” إلى اجتماع عاجل لمجلسِ الوزراءِ المُصغَّرِ.

و”رشَّحت” أنباء أوليَّة من داخلِ “مواسيرِ” أروقةِ الكيانِ الصهيوني، عن مصدرِ أمني مسئول رفض الكشفَ عن هويتِهِ، أن جهازَ المخابراتِ الصهيوني رصدَ اتصالات بين “قياداتٍ” من الجناحِ العسكري لحركةِ فتح “العاصفة”، والسيِّدة “اليكسا”، للقيامِ بهجومِ “المنخفض الجوي”، تحت مُسمّى “عاصفة اليكسا”، لضربِ الكيانِ الصهيوني، وإنهاءِ الحلِ السلمي.

على أثرِ هذا الاتهام الصهيوني، عقدَ “محمود عباس” – رئيس ما تُسمى بسلطةِ الحُكمِ الذاتي الإداري المحدود، ومُغتصِب حركة فتح، ورئيس مؤسّسات أخرى لا داعي لذِكرها – اجتماعاً للحركةِ، لدراسةِ الاتهاماتِ الصهيونيَّةِ. وتم عَقد الاجتماع في مقرِ رئاسةِ جمهوريَّةِ المقاطعةِ، واستمر الاجتماع عِدَّة ساعات، تَمخَّض عنه تصريح صحفي إلى وسائلِ الإعلامِ، جاء فيه ما يلي: “تستنكر الرئاسة الفلسطينيَّة، الاتهامات “الإسرائيليَّة” بحقِها، وتنفي نفياً قاطعاً علاقتها بهجومِ “المنخفض الجوي”، وأن “عاصفة اليكسا”، لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالعاصفة، الجناحِ العسكري لحركةِ فتح، وأنه مجرَّد تشابُه أسماء ليس إلا”.

ويؤكِّد “عباس” أنه مع بدايةِ اتِّباعِ الخيارِ السلمي، منذ أوائل سبعينيّاتِ هذا القرن، وهو يرفض الزج باسمِهِ في الكفاحِ المسلَّحِ، وأنه يفتخر بأنه لم يحملَ مسدساً طيلة تاريخه، وأنه فخور بالعيشِ تحت بساطيرِ الحكومةِ “الإسرائيلية”، ولا يُفكِّر بالدعوةِ لانتفاضةٍ ثالثةٍ، وأن خيارَهُ الوحيد والأوحد هو المفاوضات؛ وختمَ البيانَ بالقولِ: “إسألوا صائب عريقات وصديقته ليفني؛ فنحنُ أصحاب شعار الحياة مفاوضات”! وأضافَ “عباس”: “أُقِرُّ أنا عباس، بأنني أنهيتُ عاصفةَ فتح، ولا علاقةَ لي بعاصفةِ اليسكا؛ ربما عريقات هو المَعني بالعلاقة مع الحسناءِ اليسكا!”.

وعند سؤالِ”صائب عريقات”، مسئول ملف المفاوضات، والملقَّب في الشارعِ الفلسطيني بـ”صائد مفاوضات”، عن هذه الاتهامات، نفي تورُّط حركة فتح بهجومِ “المنخفض الجوي”، وقال مستغرباً: كيف تكيل لنا الحكومة “الإسرائيليَّة” بمثل هذه الاتهامات؟! فالآن كنت مع صديقتي “ليفني” للحديثِ عن مستقبل علاقتنا، وقد أنهينا كلّ العواصف (!).

ومن فوق منبرِ المقاطعةِ، أعلنَ “الهباش”، المفتي “الخصوصي” لجمهوريَّةِ المقاطعةِ، أن هذه مؤامرة للنيلِ من شرعيَّةِ الرئيسِ “عباس” أدام الله ظلّه، وأن من ينتقدونَ”عباس”، هم كلاباً مسعورةً! وأنهم إمَّعه ليتطاولوا على الرئيسِ.

وفي أولِ رد فعل من حركةِ فتح في أوروبا، خرج “جمال نزال”، مسئول فتح في أوروبا، والملقَّب في الشارعِ الفلسطيني بـ “أبو كرتونة”، لينفي هذه الاتهاماتِ جملةً وتفصيلاً؛ قائلاً: ما المانع من مقابلةِ “اليكسا”، فقد سبق لي أن قابلت عِدَّة “إسرائيليّاتِ” سراً في منزلي، مما أدى لنشوبِ أزمة مع “عباس”، قدَّمتَ على أثرِها اعتذاراً للرئاسةِ في رسالتي الشهيرة.

بدورِهِ قال الناطق الإعلامي لأجهزةِ الأمنِ الفلسطينيَّةِ، “عدنان الضميري”، والملقَّب بـ”فولتير الضميري”، لأنه يُعد من جهابذة اللُّغة في جمهوريَّةِ المقاطعةِ، ويكفي أن نُدلِّل على ذلكَ بمقولتِهِ الشهيرةِ، التي حيَّرت جهابذةِ اللُّغةِ العربيَّةِ،”لم نَعتقل الشيخ خضر عدنان، ولكنَّنا أطلقنا سراحه!”؛ قال “بن فولتير الضميري”، أنا حزين!

وفي الختامِ، ما كتبتهُ هنا، هو تَوقُّع لردَّةِ فعل أقطابِ جمهوريَّةِ المقاطعةِ، في حالِ اتهامهم بالإخلالِ بالأمنِ الصهيوني، وبإنعاشِ عاصفةِ حركةِ فتح، وجناحِها العسكري، فخيارِ الكفاحِ المسلَّحِ والانتفاضة، سقطَ منذ سنواتٍ داخل أروقةِ جمهوريَّةِ المقاطعةِ، ولم يبقَ لديهم خيار سوا “خيار الحلِ السلمي”. لكِ الله يا فلسطين؛ لكِ الله يا فتح؛ لكَ الله يا شعبي..!

مقالات ذات صلة