أخبار الجاليات العربية

د.أحمد محيسن من برلين للموقف || الانتفاضة والعصيان الشامل هي الحل…

الموقف تحاور الشتات الفلسطيني الأوروبي : هموم ونضالات ….

السبت 14 كانون الأول (ديسمبر) 2019

حاورت« الموقف» د.أحمد محيسن أحد أبرز وجوه الشتات الفلسطيني الأوروبي وأكثرها دنمية . من برلين هذا الاسبوع يحمل حوار الموقف صورة عن وضع الشتات الأوروبي الفلسطيني وهمومه ونضالاته وآلامه وآماله، والموقف تشكر الأخ المناضل د.أحمد على هذه الفرصة وهذا الوقت

د.أحمد محيسن في حواره مع« الموقف» :

–  أمراض الفصائلية تعيق الشتات…

– غياب منظمة التحرير الفلسطينية وشطب مؤسساتها وضعنا أمام مسؤولية تاريخية

– علينا أن نعد أنفسنا لإيجاد نواة اللوبي العربي

– المانيا تدرس قانون يساوي بين انتقاد سياسة دولة الإحتلال بمعاداة السامية

– السلطة خرّبت مشروع القدومي لاتحاد الجاليات

– يعملون على صنع هياكل وهمية موازية تحمل نفس اسمائها للتقليل من شأنها

– في بودابست أسقط نبيل شعث آخر أوراق التوت عن أفعالهم

– إرفعوا أياديكم .. وكفاكم عبثاً بمؤسّسات شعبنا ..

– مشروعنا الوطني هو عودتنا ولا شيء آخر

– نشاط BDS يثير حفيظة الإحتلال واللوبي

-> الانتفاضة والعصيان الشامل هي الحل

«الموقف»: الأخ أحمد محيسن، باعتباركم أحد أبرز وجوه الشخصيات الفلسطينية في ألمانيا، هل يمكن أن تعطينا فكرة عن وضع الشتات الفلسطيني الألماني وما هي طبيعة العلاقة مع الشعب الالماني والهيئات الحزبية والحكومية هنا؟

أحمد محيسن

«د.محيسن»: إن جالياتنا الفلسطينية في دول المنافي والشتات لديها ثروة بشرية بطاقات وإمكانيات هائلة في كل المجالات.. ويمكنها فعل الكثير من أجل التغلب على التحديات.. لتكون رافعة مساندة لمسيرة نضال شعبنا في الوطن وفي مخيمات اللجوء.. وتعمل على تقديم العون والدعم للقضية بكل الأشكال والسبل..

وهناك قدرات لم تستثمر استثماراً حقيقياً لغاية هذه اللحظة لأسباب عديدة.. فهي تعد مرآة ينعكس فيها الواقع الفلسطيني بكل جوانبه.. من أبرزها التعصب للإنتماءات التنظيمية والإصطفافات والتكتلات.. وتقديم ذلك عند البعض على مصلحة الوطن العليا.. مما يشكل إعاقة للعمل ويشتت الجهود داخل المؤسسة الفلسطينية.. ويظهر المؤسسة أمام الأجنبي بمنظر غير وحدوي.. ورغم تلك الأسباب التي تعيق تقدم المؤسسات الفلسطينية كما يجب.. والتي تستطيع من خلال قدراتها صنع الكثير من الأعمال الداعمة لقضايانا.. وأخذ الدور الإسنادي المنوط بها تجاه شعبنا في فلسطين وفي مخيمات اللجوء والشتات.. إلا أن السواد الأعظم من الجاليات والمؤسسات والإتحادات في الشتات.. ورغم كل المعوقات.. بقيت قادرة على التأقلم مع كل المستجدات والتحديات.. وتعمل على إقناع المجتمعات الأجنبية بعدالة قضيتنا.. وفضح نوايا الإحتلال الحقيقية.. وكسب الرأي العام الصالح قضايانا ..

نستطيع الإدعاء بأنه لا توجد لغاية هذه اللحظه دراسة علمية شاملة وافية متطورة .. تستند إلى حقائق ومصادر مؤهلة .. تعتمد أسلوب البحث العلمي .. وبعيدة عن الأرتجالية في الطرح حول أوضاع الجالية الفلسطينية في ألمانيا وخاصة في مدينة برلين ..

فعلى الرغم من معاناة أبناء الجالية الفلسطينية في ألمانيا .. الذين هجروا من ديارهم.. وإبعادهم عن الأرض والأهل .. إلا أنهم عملوا على أن يبقوا دوما جزء من المجتمع الفلسطيني .. فأسسوا وشكلوا عددا من المؤسسات والنوادي والجمعيات والروابط التي سميت بأسماء وطنية .. تدل على فلسطينيتها وعروبتها وانتمائها ..

فقد حمل الفلسطينيون إلى ألمانيا بلد الأغتراب هويتهم القومية الحضارية الإنسانية المتجددة.. وحملوا أيضا عدالة قضيتهم المهمة .. وأصروا على تمسكهم بها وعلى صدقهم في شرحها للعالم لكسب احترامه وتأييده ونصرته ..

إن الجالية الفلسطينية في ألمانيا هي جزء من أبناء الأمة الواحدة وامتداداً لها.. ولها دور أساسي وطليعي في صناعة العمل الوطني.. وتشكل الجالية كنزا من البشر.. يجب أن يكون فاعلا ومؤثرا.. ويكرس جهده في خدمة قضايا أبناء شعبه العادلة في كي الميادين والمجالات ..

بدأ الفلسطينيون العرب في الوصول إلى ألمانيا بشكل متواضع جدا منذ مطلع القرن الماضي .. إما لأسباب اقتصادية ولكسب لقمة العيش.. أو من أجل الدراسة.. وتزايد العدد بشكل ملحوظ في أواخر منتصف القرن الماضي أي بعد أن هجر الفلسطينيون من أرضهم عام 1948 وتبعتها موجة أخرى بعد أن تم احتلال ما تبقى من فلسطين في عام 1967.. وكنتيجة طبيعية لاغتصاب فلسطين فقد ازداد بشكل ملحوظ حجم الفلسطينيين الذين شردوا من ديارهم ولجأوا إلى ألمانيا .. وكذلك أثناء وبعد ما جرى من صدامات في لبنان في بداية السبعينات والتي انتهت بإخراج القوات الفلسطينية من لبنان .. وما تلاها من اعتداءات سافرة على المخيمات الفلسطينية في لبنان.. والتي شردت الجزء الأكبر في شتى أصقاع المعمورة.. وقد حظيت ألمانيا بنصيب الأسد من الفلسطينيين الذين لجأوا إليها.. وكانت مدينة برلين وما زالت تضم بين ثناياها أكبر عدد من الفلسطينيين خاصة من أهلنا في مخيمات الشتات في لبنان.. ولا يستطيع أيا كان أن يحدد عدد الفلسطينيين في ألمانيا.. وخاصة مدينة برلين لأن القانون الألماني لايتيح المجال لأي باحث بأن يحصل عن أية معلومات عن القاطنين في ألمانيا باعتبارها أمور شخصية.. ولا ننكر أن هناك مراكز حكومية في دائرة الإحصاء العامة تصدر دراسات سنوية عن عدد الجانب وأماكن تواجدهم في ألمانيا … ولكن بما يتعلق بالفلسطينيين فهم موجودون من ضمن أعداد مواطنين الدول التي يحملون جنسيتها.. مثل الأردن وغيرها .. ومن يحمل وثيقة سفر من الفلسطينيين.. فهو من الذين أدرجوا تحت بند بدون جنسية أو بلا .. وهم في ألمانيا كثيرون.. فمن هنا لا يمكن تحديد الرقم الحقيقي للفلسطينيين الموجودين في ألمانيا.. وما نقرأ من أرقام هنا وهناك.. وتصريحات من هذا أو ذاك .. إنما هي كلها اجتهادات وأرقام غير دقيقة يمكن أن تكون تقريبية فحسب.. إلا أننا نستطيع القول بأن الوجود الفلسطيني في ألمانيا هو الأكبر حجما في أوروبا.. وأن في برلين وحدها أكبر تجمع فلسطيني في العالم خارج حدود منطقة الشرق الأوسط .. بل تعد أكبر مخيم فلسطيني خارج دول الطوق ..

المطران عطاالله حنا

لقد أثبتت المؤسسات الفلسطينية في ألمانيا قدرتها على حمل الرسالة.. وشرح عدالة القضية في الساحة الألمانية في أحلك الظروف.. حيث قاد العمل المؤسساتي والنقابي في ألمانيا مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على مدى العقود السابقة .. المتمثلة في اتحاد طلبة فلسطين واتحاد عمال فلسطين واتحاد الأطباء والصيادلة الفلسطينيين واتحاد المهندسين الفلسطينيين .. وبقية هذه الاتحادات فاعلة نشيطة.. وكانت تشكل منارة ورافدا مهما للعمل الفلسطيني .. وخرجت من بين صفوفها العديد من القيادات الفلسطينية التي يشهد لها.. وساهمت في بناء العديد من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.. وبقية هذه الاتحادات فاعلة نشطة وفي مقدمتها رأس الحربة اتحاد طلاب فلسطين بتاريخه المشرق المشرف .. والذي خرج من بين صفوفه كوادر متميزة في الأداء والعطاء والحرص والنقد البناء.. إلى أن وصلنا إلى حرب الخليج واتفاقية أوسلو.. حيث غيبت هذه الاتحادات دون الأهتمام بها ومتابعتها ودعمها ورعايتها .. وانقسمت الصفوف ما بين مؤيد ومعارض لما أفرزته أوسلو.. وأصيبت الأمة بالإحباط .. وأصبح العمل الفلسطيني المؤسساتي النقابي في ألمانيا في تراجع .. وولدت السلطة الفلسطينية.. وكان هناك توجه في ألمانيا من الأخوة الحريصين والذين واكبوا العمل النقابي والمؤسساتي الفلسطيني.. لسد الفراغ الذي تركته مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية التي غيبت.. والخروج من حالة الوهن والإحباط والفراغ التي كان يعيشها أبناء الجالية الفلسطينية في ألمانيا بعد اتفاقية أوسلو..

وأبناء الشعب الفلسطيني كعادتهم يحملون المبادرة لصنع الكيان والهيكلية إذا ما غيبت المؤسسة الرسمية أو أضعفت.. فلم ينتظروا طويلا .. وقاموا بتأسيس التجمعات والجمعيات والروابط التي حملت أسماء تدل على عروبتها وفلسطينيتها..

نجد أن حالة جاليتنا .. تعاني من حالة العجز والضعف الناتجة عن انقساماتنا واتجاهاتنا المتضاربة.. وعن تخبطنا بقضايا جزئية تسييرها الأهواء الشخصية.. والنزعات الفردية.. بدل من أن نجتمع من أجل قضية واحدة.. نوظف لها كل طاقاتنا وإمكانياتنا.. ونسير بها في اتجاه وإرادة واحدة.. تدفعنا للأمام .. إرادة تعبر عن وحدة الجالية الحقيقية.. وعن تطلعات أبناءها وأمالهم المشتركة لا الفوقية والفئوية البغيضة..

إن غياب منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وشطب مؤسساتها .. وضعنا أمام مسؤولية تاريخية تجاه هذا الوضع الذي تعيشه الجالية الفلسطينية في الشتات وفي ألمانيا وخاصة في مدينة برلين.. فقد غابت المنظمة وغاب القيام بواجباتها تجاه مؤسساتها التي شطبت وتبخرت .. حيث أن منظمة التحرير الفلسطينية هي وطننا المعنوي في الشتات.. وهي انجاز دفع شعبنا ثمنه باهظا .. وهي مظلتنا التي سنبقى نستظل بها وبشرعيتها وسنبقى ندافع عن استعادتها وتحريرها من مغتصبيها .. ولن نقبل ولن نسمح باستمرار تهميشها وبشطبها واحتوائها أو أسرها أو اختطافها أو استبدالها أو الهيمنة عليها وابتزازها.. ألم يحن الوقت أن نتعرف بجدية ونعي ما يتهددنا من أخطار ونتحمل مسؤولية ما يقع على عاتقنا كمنظمة تحرير فلسطينية وكفلسطينيين في الشتات ودول المنافي تجاه أهلنا ووطننا و قضايانا العادلة ..؟!

فالمطلوب هو إعادة تفعيل وإحياء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.. والعمل على إعادة تشكيلها وبث الروح فيها من جديد وإخرجها من الثلاجات وتحريرها من مختطفيها والقابضين على أنفاسها ويتحدثون باسمها .. لتضم الكل الفلسطيني .. بما فيهم سبعة ملايين فلسطيني يعيشون في الشتات ..الذين تم تهميشهم وعدم مشاركتهم في صناعة القرارات الفلسطينية التي تخص شعبنا بأكمله ..

ولا بد كذلك من تفعيل الحوار الفلسطيني.. على قاعدة المشروع الفلسطيني.. والحوار يكون على وحدة الموقف والهدف.. وعلينا أن نتفق على برنامج الحد الأدنى.. الذي له صدارة الموقف السياسي والإعلامي.. مع ربط قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم الذين هجروا منها بسطو مسلح.. وهذا يؤدي إلى التفاف دولي حول قضيتنا العادلة .. ويجب علينا توحيد خطابنا السياسي الفلسطيني ..

كما ويجب العمل على فضح طبيعة الاحتلال وتزييفه وتضليله للعالم .. وعنصريته وأهدافه التوسعية .. وإرهابه المنظم ضد أبناء شعبنا .. والاهتمام في مساعدة أبناء شعبنا وفي دعم صموده أمام هجمة قوى الإحتلال.. وأمام ما يتعرض له من ذبح وقتل ومن تدمير في ممتلكاته ومؤسسات حياته الحيوية ..

ويجب العمل ايضا على تحقيق عملية الإنسجام مع المجتمع الألماني الذي نعيش فيه.. والإهتمام بقضاياه من الجانب الإجتماعي والأدبي والنفسي والقانوني.. ولا يعني هذا الإنسلاخ عن الذات والهوية العربية.. والقيم الدينية وقيم حضارتها الإنسانية.. ولغتها التي تقوي الشعور بالإنتماء للأصل.. وتقربنا من قضايا الوطن..

فإذا ما وجد المجتمع الألماني أن الجالية الفلسطينية والعربية تولي القضايا المحلية الألمانية اهتماما.. سيكون هناك نوع من المصداقية عندما تطرح بعض القضايا الأخرى.. ونتصور أن فرصة استثمار الوجود العربي في التأثير ستكون متاحة للعرب بشرط توافر الأسباب والإمكانيات.. فلا توجد خلفية صراع بين ألمانيا والعرب ..

إن هناك تفاؤلاً بشأن تفعيل الدور والوعي السياسي للجالية الفلسطينية بشكل خاص والعربية بشكل عام المقيمة في ألمانيا.. ويمكن لأبناء الجالية العربية جميعاً أن يلعبوا دوراً أساسياً في حملات الإنتخابات الألمانية.. ولكنها تحتاج إلى رؤية وتخطيط وتمويل أكبر.. لكي تستطيع التوجه إليهم بلغة حضارية.. ولغة حوار.. من أجل كسب الرأي العام العالمي.. الذي أصبح عنده جاهزية أكثر من أي وقت مضى لقبول قضايانا وتفهمها.. حيث أن هذا الأمر قد أصبح ضرورة وليس ترفا أو كماليا..

فعلينا أن نعد أنفسنا لإيجاد نواة اللوبي العربي.. الذي يهدف لكسب الرأي العام العالمي.. وكسب أعضاء متنفذين في الأحزاب السياسية والتوجه إليهم.. والتوجه إلى كل المؤسسات الألمانية.. من أجل الوقوف أمام القضايا التي تحدد مستقبل أبنائنا وتهمنا..

فنحن كعرب وكفلسطينيين علينا أن لا نكل ولا نمل من شرح قضيتنا العادلة أمام العالم.. فنحن لم نكن من اعتدى.. ولا نريد الاعتداء على أحد.. ولكننا نريد أن نعبر عن عدالة قضايانا وحقوقنا ونوصل رسالتنا .. وعلينا أن نعي معرفة كيفية مخاطبة الآخر بالمنطق والأسلوب الحضاري الذي يفهمه العالم.. اعتمادا على الحجة القوية.. حيث أننا بالتاكيد أبناء حضارة نعتز ونفتخر بها ..

أحمد محيسن

«الموقف»: هل هناك مؤسسات فلسطينية – ألمانية مشتركة ؟ أم أن النشاط المجتمعي دائما محكوم للهيئات الالمانية؟

«د.محيسن»: هناك اتصالات مع بعض الجهات والشخصيات والمؤسسات والأحزاب الألمانية المتعاطفة مع قضيتنا مثل البعض من حزب اليسار الألماني .. كما ويوجد بعض المؤسسات التي تحمل أسماء ألمانية فلسطينية يقودها الجيل الشاب .. مثل شباب ألماني من أجل فلسطين .. وفي الآونة الأخيرة أصبح ضغط اللوبي الصهيوني يزداد ويشتد في ألمانيا على كل من ينتقد سياسة دولة الإحتلال .. بحجة معاداة السامية .. بحيث أصبح هذا الطرح يستخدم كسلاح في وجه من لا يروق لهم طرحه أو فعله .. وهم بصدد دراسة إصدار قانون يساوي بين انتقاد سياسة دولة الإحتلال بمعاداة السامية .. وهذا إن تم فسيكون له التأثير السلبي الكبير على قضيتنا ..

«الموقف»: كيف أثّر غياب دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية على وضعكم هنا؟

«د.محيسن» : هي ليست وحدها دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية التي غابت .. بل ان كل منظمة التحرير بكل دوائرها قد تم اختطافها وتغيبها وشطبها .. وذلك في عمل ممنهج وصولاً للوضع الذي يعيشه شعبنا من مأساة حقيقية وتوهان سياسي وتخبط في كل المناحي .. فقد أفرغوا منظمة التحرير الفلسطينية من محتواها ومضمونها .. وتبخرت مؤسساتها ودوائرها وقبروها .. واستبدلوها بسلطة التنسيق الأمني .. وبعد أن اعتبروا الشعب الفلسطيني هو فقط من يعيش في الضفة والقطاع .. وذلك التزاماً منهم باتفاقيات أوسلو التي تنص على ذلك .. وشطبوا سبعة ملايين فلسطيني من أبناء شعبنا يعيشون في الشتات ودول المنافي من أجندتهم .. وتم تهميشهم وعدم مشاركتهم في صناعة قرارات قضيتهم والإستماع لصوتهم .. والتشكيك بمؤسساتهم وبفعلهم ونشاطهم لفلسطين .. حيث يعملون على ضربها وتشويه صورتها والتحريض عليها .. ويعملون على صنع هياكل وهمية موازية تحمل نفس اسمائها للتقليل من شأنها في محاولات لإضعافها وشق صفوفها وخلق التكتلات والشللية في صفوفها .. لقد أثر ذلك سلبا على قضية شعبنا في كل أماكن تواجده .. وساهم في تعميق تفتفيت المفتت وتقسيم المقسم ..

«الموقف»: أثيرت قبل فترة عدة انشقاقات وتفرّعات لمؤسسات وتجمّعات ادّعت تمثيل الشتات الفلسطيني في أوروبا، ما هو مصيرها اليوم وما علاقتها بالسلطة والمنظمة؟

«د.محيسن» : إن اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في اوروبا هو مشروع قدمه الأخ فاروق القدومي أبو اللطف لأبناء شعبنا .. من أجل الوصول ولو للحد الأدنى من العمل المشترك والتنسيق فيما بين مكونات ومؤسسات شعبنا في المنافي .. وانطلقنا بلجنة تحضيرية لإتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا المنبثقة عن المؤتمر التحضيري المنعقد بتارخ 3 ـ 4 / 12 / 2005 في جنيف سويسرا .. وبحضور الإخ أبو اللطف .. وتابعنا العمل في التحضير والتأسيس والتواصل إلى أن أنجزنا المؤتمر التأسيسي بتاريخ 25 ـ 27 / 5 / 2007 في مدينة برشلونة بحضور الأخ أبو اللطف وممثلين عن كل أطياف اللون الفلسطيني بلا استثناء وحضور شخصيات وطينية ومستقلة وشخصيات أجنبية .. وتم التوافق على قيادة للإتحاد بقيت تحضر وتعمل إلى أن وصلنا إلى إلى انعقاد المؤتمر الأول في مدينة فينا المؤتمر الأول لاتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا والذي عُقد في فيينا يتاريخ 30ـ31/ 5 / 2009 وبحضور الأخ ابو اللطف وممثلين عن كافة فصائل العمل الوطني وشخصيات مستقلة وشخصيات من الداخل الفلسطيني .. وللأسف الشديد فقد حصل خلاف في فينا بين مكونات الإتحاد أدىت إلى عدم القدرة في إنهاء أعمال المؤتمر .. وأصبحت بذلك هيئة رئاسة المؤتمر هي قيادة المؤتمر والناطق الرسمي باسمه لحين إتمام أعماله وانتخاب هيئة قيادية جديدة .. وتم التواصل بين هيئة الرئاسة واللجنة التحضيرية التي حضرت للمؤتمر الأول بعد التحضيري والتأسيسي لاستكمال أعمال المؤتمر الأول الذي انقطع في فينا .. وكان الإجتماع التشاوري الذي عُقد في مدينة أوترخت الهولندية بتاريخ 14.11.2009 بهذا الخصوص .. قد تم اتخاذ قرار فيه من الحضور.. بحيث يتم إستكمال أعمال المؤتمر الأول في مدينة يوتيبوري السويدية بتاريخ 16 / 01 / 2010 وقد تم تأجليه نزولاً عند رغبة الإخوة في السويد حتى يتسنى للجميع حضوره .. وبالفعل فقد تم التأجيل إلى يوم 24/ 4/ 2010 .. ورغم التأجل الذي حصل .. فقد قرر جزء من مكونات الإتحاد الذهاب بعقد مؤتمر آخر في برشلونة مرة أخرى ..

ثم كان للإتحاد محطة انعقاد المؤتمر الثاني في بودابست بتاريخ 16ـ17/ 11/2013

ومن ثم المحطة التالية في انعقاد المؤتمر الثالث في مدينة كولونيا 27ـ28/02/ 2016

وأما في برلين فقد أعلن الإخوة والرفاق بأنهم قد عقدوا المؤتمر الرابع للإتحاد يوم السبت بتاريخ 17/11/2018 لم نشارك به بداعي السفر ..

توجد الآن محاولات لتقارب وجهات النظر والتنسيق بين شطري الإتحاد بعد ما ذهب كل فريق في حال سبيله بعد مؤتمر فينا ..

نأتي لدور السلطة في التخريب ..

أحمد محيسن

وعندما انطلقنا مع الأخ ابو اللطف ومع المخلصين من شعبنا في جنيف من أجل عمل تنسيقي للمؤسسات الفلسطينية في أوروبا وتوحيد الجهود .. ورفع منسوب وسقف العمل المشترك فيما بينها .. والتشبيك بين أبنائها .. حاولوا بكل الوسائل إيقاف هذا العمل وقبره في مهده .. وقد فشلوا في ذلك .. وعندما استمر العمل بوتيرة متواصلة .. وذهبنا بعد ذلك إلى المؤتمر التأسيسي في برشلونة تحديداً .. طلبوا من الناس المقاطعة وعدم الحضور .. وقد فشلوا في ذلك .. واستمر الإتحاد في مواصلة العمل .. مما أثار حفيظتهم .. وجيشوا السحيجة المرتبطين بالسلطة في القارة .. وهم بالمناسبة في تناقص مضطرد .. وأقدموا على صناعة هيكل هش أطلقوا عليه نفس الإسم للإتحاد .. حيث عقدوا في بودابست في المجر بتاريخ 09ـ 03ـ 2012 ما يسمى بمؤتمر الجاليات .. وقاطعته الجاليات الفلسطينية في أوروبا بكل تلاوينها السياسية .. لأنه مؤتمر يمثل المرتبطين بالسلطة .. وحضره مندوبين ممن تبقى من مناطق يتواجد فيها من يتبع السلطة وينتفع منها .. ونصبوا السيد مازن الرمحي مالك فندق زارا بالعاصمة الهنغارية بودابست رئيساً على ذلك الهيكل المزعوم ..

وقد كان المصنوع في مدينة بودابست اسماً وختماً بلا فعل وبلا وجود على الأرض .. وبعد ذلك عندما استلم السيد نبيل شعث المهمة في دائرة شؤون المغتربين .. وتم التخلص من السيد تيسير خالد في الدائرة بطريقة غير لائقة .. أرادت السلطة ضرب الإتحاد الموجود أصلا وانطلق في جينيف عام 2005 .. وهو الذي انقسم بعد ذلك إلى قسمين في فينا عام 2008 .. وعندما لم يثمر ما صنعوه في بودابست .. ذهبوا إلى روما في نسخة ثانية لاتحادهم .. وكان ذلك بتاريخ 2018/12/01 في مواصلة لتخريب الوعي الفلسطيني وخلق بدائل لما هو موجود من مؤسسات .. وزيادة التشرذم الحاصل أصلاً في عملية إلهائية رخيصة يقدمونها لشعبنا ..وذلك بحضور وبإشراف السيد نبيل شعث في روما .. وبمشاركة مجموعة من المستجلبين من هنا وهناك .. استجلبوهم لاعتبارات عديدة أهمها الضرب على الوتر التنظيمي .. إضافة للتسحيج للباطل .. وإضفاء شرعية على شرعية مختلقة وغير موجودة ممن يدعون الشرعية .. وهم يدعون في روما إلى إنعقاد المؤتمر الثاني للإتحاد العام للجاليات الفلسطينية في أوروبا .. إنه الوهم والجهل المركب .. وهم ليسوا بجاليات ولا بمؤسسات ولا باتحادات .. بل هم سقطوا على أوروبا ببراشوتات من صناعة ما تمخض عن أوسلو ودايتون والتنسيق الأمني .. إنهم مجموعة لا علاقة لهم لا بالجاليات ولا بالإتحادات ولا بالمؤسسات الفلسطينية في اوروبا .. وتم التخلص من مازن الرمحي في اجتماع روما .. وقاموا بتسمية لجنة جديدة .. وكتب العديد من الفلسطينيين حتى الموالين لهم ومن الذين حضروا روما .. حول ما شاهدوه من مهاترات في روما .. وقالوا في ذلك ما لم يقله مالك في الخمر .. والشبكة العنكبوتية مليئة بتلك الكتابات .. وهم بتلك الزفّة في روما يثبتون بأنهم يعملون على تخريب الوعي الفلسطيني وضرب مؤسساته .. إنهم أرادوا بذلك الفعل فقط التشويش على العمل الفلسطيني الناجح في اوروبا وبعثرة الجهود التي ينجزها شعبنا في القارة ..

لم تنجح روما فذهبوا بعد ذلك إلى مدينة بوخارست عاصمة رومانيا .. في الفترة ما بين 15-17 /2019 .. بعد أن كان من المقرر إنعقاده في مدينة اسطنبول .. حيث كانوا يريدون عقده هناك .. تحت مسمى مؤتمر توحيد المؤسسات الفلسطينية في العالم .. وتم دعوة أشخاص يدعون تمثيلهم لفصائل لم يعد الشعب الفلسطيني يتذكر اسمها .. ولم تعد موجودة على الأرض إطلاقاً .. مع احترامنا الشديد لتاريخ تلك الفصائل عندما كانت موجودة تدافع عن شرف الأمة .. وقبل أن تلقي أدوات الدفاع عن شعبنا وتتبخر .. ويتم استحضار أسماء تلك الفصائل فقط .. للتغطية على مثل هذه الأفعال اللقيطة والمشوهة .. ومن أجل إضفاء شرعية عليها باسم فصائل منظمة التحرير التي تم اغتصابها وإنهائها فعلياً .. كما وتم دعوة أشخاص تدعي أنها من مؤسسات فلسطينية موجودة .. والدنيا كلها تعلم انهم بذلك يدعون باطلاً ويناكفون .. وهم بذلك يريدون احتواء البشر وضرب العمل في أورربا .. بحجة انهم الشرعية وأنهم المخولين في تحديد من يحضر المجلس الوطني عن أوروبا .. وشعارهم المعلن هو .. توحيد الجاليات والمؤسسات في العالم .. متناسين بأن لا أحد في الدنيا يستطيع توحيد الجاليات في أوروبا ولا في العالم .. أولاً لأمور قانونية وتقنية ولوجستية وجغرافية وفنية ومؤسسية وكذلك سياسية .. حيث يوجد في المدينة الواحدة أكثر من مؤسسة وهيئة فلسطينية .. فهم من دمر الإتحادات والمؤسسات وساهموا في شق الصفوف .. تماما كما فعلوا في حركة فتح وأفرغوها من محتواها وأوجدوا فيها العصب والتكتلال والشللية والمحاور والتبعية .. وقضوا على آخر نفس ثوري فيها بأساليب وأشكال متعددة ..

هم يريدون ان يسوقوا مقولة وادعائاً .. بأن الجاليات والمؤسسات والإتحادات في العالم متحدة .. لتكون تحت مظلتهم وسيادتهم وتأتمر بأمرهم .. وهم من يحركها ويمنحها الشرعية .. بحجة أنهم هم من يمنحون الشرعيات .. وهم يريدون الوصول لتجميع بعض الأسماء .. التي لا تكل ولا تمل من التسحيج لسياسات السلطة .. ويطلقون عليها بعد ذلك أسماء فلكية وهمية .. مثل اسم اتحاد الجاليات الفلسطينية في أمريكا أو أوروبا أو أستراليا .. أو أي إسم كبير يوحي بأن هناك قاعدة جماهيرية تلتف حولهم .. ومن يعارضهم ويفضح سياساتهم .. فتتم شيطنته وهو خارج شرعيتهم .. كما يدعون ..

إن الهدف المعلن وغير المعلن من هذه السلطة .. هو الإيحاء للعالم .. بأن الشتات الفلسطيني في أوروبا والأمريكيتين وأستراليا .. هو تحت إبطهم وفِي أحضانهم ويؤيدون سياساتهم .. وهذا منافي للواقع والحقيقة .. وعليهم ان يقتنعوا بأن يتركوا الجاليات والتجمعات الفلسطينية في المنافي والشتات في شأنها .. وأن يكفوا عن التشويش والتخريب في صفوفها وشراء الذمم .. ليزداد عدد السحيجة المسترزقين .. الذين سيغيرون موقفهم ورأيهم فيهم عند توقف حنفية الدفع بمدهم بالمخصصات والرواتب ..

وبالمناسبة هذا تصرف يدل على غباء سياسي في التعاطي مع الأمور .. فالجاليات والإتحادات والروابط والمؤسسات في العالم .. تخضع أصلاً لقوانين تلك البلاد .. ومن المفترض أن تجري فيها انتخابات دورية ضمن الدساتير والقوانين المرعية في تلك الدول .. وهم يتجاهلون كل ذلك .. ويجمعون أشخاص من هنا وهناك .. ويسمونهم اتحاد جاليات أو تجمع جاليات أو تجمع شتات .. وهم يدركون انه من الصعب توحيد الجاليات في إطار جامع حتى على مستوى القطر الواحد .. فترى على سبيل المثال في المدينة الواحدة أحياناً أكثر من جالية أو اتحاد أو رابطة …

وقد كنا قبل أسابيع في أمريكا اللآتينية للمشاركة في مؤتمر تقاليد الذي شارك فيه أبناء شعبنا من معظم الدول في أمريكا اللآتينية .. الذي انعقد في عاصمة البرو ليما .. وسمعنا من الإخوة والأخوات الذين التقيناهم كيف محاولات السلطة وأذرعها بائت بالفشل في تخريب المؤسسات هناك واحتوائها ..

تقديرنا بأنهم لن يمروا لا في بوخارست ولا في غيرها .. رغم إمكانياتهم ورغم الدعم الذي يتلقونه .. ورغم سيطرتهم المطلقة على سفاراتنا التي بناها شعبنا بدمه .. إن مصيرهم الفشل في ضرب مؤسسات شعبنا الفاعلة في أوروبا .. في بوخارست .. تماماً كما فشلوا في روما وقبلها في بودابست .. ولن ينجحوا في احتواء البشر وفي شراء الذمم .. فالمؤسسات الفاعلة في كل دولة في أوروبا معروفة وفعلها على الأرض يدلل على وجودها .. وشعبنا يعي كل الوعي بأن على جوقة أوسلو المغادرة غير مؤسوف عليها ..

«الموقف»: عقد نبيل شعث مؤخرا لقاء في بوخارست قيل فيه أن هدفه توحيد الشتات الفلسطيني في أوروبا، ما رأيكم وتقييمكم لهذا ؟

«د.محيسن»: لقد سقطت كما أسلفنا في بوخارست وقبلها في روما وقبلها في بودابست آخر أوراق التوت عن أفعالهم .. وكما هو الحال في أمريكا اللآتينية حيث يتخبطون ولم ينجحوا في أفعالهم المستنسخة مما يقومون به في أوروبا .. وهاهم يتباكون اليوم على منظمة التحرير .. ويذرفون دموع التماسيح عليها .. ويتهمون أبناء شعبهم باتهامات باطلة مضللة .. ويعلقون تآمرهم بقتلهم للمنظمة والهيمنة عليها على شماعة الآخرين .. وكأنهم هم الأوصياء على قضية شعبنا .. وكأنهم هم الشعب الفلسطيني فقط .. وكل من يعمل لفلسطين خارج عبائتهم ووصايتهم وهيمنتهم وأجندتهم هو ليس بفلسطيني .. وكاتالوج الإتهامات لأبناء شعبنا عندهم جاهز .. كيف لا وهم من يقدسون التنسيق الأمني .. وعندما بدأوا الآن يستشعرون بأن الدور الوظيفي لهم ولسلطة دايتون قد اقتربت نهايته .. وأن شعبنا سيحاسبهم آجلاً أم عاجلاً .. أخذوا يهرولون بالبحث عن طوق نجاة في العواصم .. ويحالون العودة للجماهير بعد أن وصل حالهم إلى القاع .. من بودابست وفندق زارا .. إلى روما وختامتها بوخارست .. ذهبوا إلى تلك العواصم .. وهم يعلمون أن التواجد والثقل الجماهيري الحقيقي لشعبنا في المنافي والشتات هو ليس في بودابست ولا في روما ولا في بوخارست .. بل هو موجود في ألمانيا واسكندنافيا .. وما الذهاب إلى بودابست وروما وبوخارست .. مع احترامنا لأبناء شعبنا هناك .. ما كان الذهاب منهم إلى هناك .. إلا لذر الرماد في العيون .. واستعراض عضلات أصابها الترهل والتلف..

وكنا قد وجهنا تمنياً للأخ نبيل شعث والطّاقم العامل معه تحت مسمّى دائرة المغتربين الفلسطينيّين .. في المُعلن عن مساعيهم بما يتعلّق بالعمل الفلسطيني في الشّتات وتحديداً في أوروبا .. وتمنّينا عليهم بأن يكفّوا أياديهم عن مؤسّسات شعبنا الفلسطيني في الشّتات ودول المنافي وأينما كانت .. فلا نحن بمغتربين .. بل نحن لاجئين مشرّدين مهجّرين .. ولا هم بالوصاية على شعبنا مخوّلين ومفوّضين .. فزمن الهيمنة على شعبنا من أمثال هؤلاء أصبح آرشيفاً .. ولم تعد تنطلي على شعبنا ما كان يساق عليه من فزاعات وحجج وأقوال وشعارات فارغة .. تهدف إلى تكميم الأفواه ولجم الأصوات التي تفضح ممارساتهم .. وبما يسمى بالإلتزام التنظيمي والهيكلية التنظيمية .. وأن النقد والإعتراض يجب أن يمارس فقط داخل الأطر .. فلا أظر ولا حياة تنظيمية أصلاً موجودة .. بهدف بسط نفوذهم على البشر واحتوائهم والتحدث باسمهم .. والموجود هو ليس أكثر من بعض التكتلات والشلل والمحاور التي تتناحر فيما بينها ..

ويؤسفنا أن توكل مثل هذه المهمّة العبثية للأخ نبيل شعث .. الذي شغل مناصب رفيعة في مسيرته النّضاليّة .. والآن توكل إليه مثل هذه المهمّة التي به لا تليق .. بما يسمّى توحيد المؤسّسات الفلسطينيّة في العالم .. بعد أن تمّ إبعاده من دوائر صنع القرار الفلسطيني .. وتم تعيينه كمستشار لمحمود عبّاس .. وثم تعيينه قائم بأعمال مدير دائرة المغتربين .. الذي يرأسها محمود عبّاس شخصياً .. بعد الإستغناء عن السّيّد تيسير خالد كمدير لها .. وعندما رفض السّيّد تيسير خالد إخلاء الدّائرة .. تم إجباره على ذلك بقوّة الأجهزة الأمنيّة .. وشعبنا يشهد على ذلك .. هكذا يعامل محمود عباس أعضاء اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير .. والسيد تيسير خالد يمثل فصيلاً رئيسياً فيها ..فمن يدافع اليوم عن منظمة التحرير .. ويحررها من مغتصبيها …؟!

نقول لكلّ العابثين بقضيّتنا .. كفاكم عبثاً وتفتيتاً لما هو موجود من مؤسّسات شعبنا .. ولَم تقصّروا على مدار السّنوات المنصرمة .. في زيادة تفتيتها وخلق بدائل لها بأسماء وهميّة .. لكي تلبس عباءة أوسلو وتسير في صف التنسيق الأمني .. وتطلقوا على ما تخترعون من صناعة .. تطلقون عليها أسماء كبيرة .. وهي في الحقيقة وهميّة وفارغة المضمون .. وغالباً ما تحمل نفس اسم المؤسّسات الموجودة .. خاصة في دول المنافي والشّتات .. فمؤسّسات شعبنا في الشتات هي مؤسسات مدنيّة وتعرف دربها .. وهي مستقلّة عن قراراتكم ورغباتكم وسياساتكم وتمنياتكم .. ولا يمكن أن يتم قولبتها في قالب واحد كما ترغبون ..

فقد ترى في المدينة الواحدة .. عدّة مؤسّسات وجمعيّات وروابط وهيئات وفعاليّات وشخصيّات فلسطينيّة .. تعمل بخصوصيّة لفلسطين ولأبنائها ضمن إمكانياتها المتحاحة.. وتراها في معظم الأحيان يداً واحدة .. تهبّ هبّة رجل واحد .. دفاعاً عن فلسطين ونصرة لشعب فلسطين .. كلّما دعت الحاجة وتطلّب الأمر..

أحمد محيسن

ما الذي تريدونه في هذه الجولة المكّوكيّة الّتي انطلقتم بها من روما قبل عام .. ومن استحضرتم معكم إلى هناك للحضور في روما .. لم يسمع شعبنا بواحدة من تلك المؤسّسات التي ادّعيتم حضورها معكم .. والآن نفس المسرحيّة تستمرّ في بوخارست .. وقد عملتم طوال العقود الماضية .. على إهمال وقتل الإتّحادات والنّقابات والمؤسّسات الفلسطينيّة الفاعلة .. وصولاً إلى أوسلو .. ووصولاً لدايتون وللفلسطيني الجديد ولتنسيق الأمني .. ولتشكيل السّلطة القائمة التي تشكّل غطاءً لاستمرار الإستيطان والإحتلال .. ولتكون بديلاً عن منظّمة التّحرير كما يعيش شعبنا ويحس ويشاهد ..

من الذي قتل اتّحاد طلّاب فلسطين بوحداته وفروعه وهيئته التنفيذية في العالم .. وشعبنا يعرف آخر هيئة تنفيذيّة له .. وأعمار من تبقى منهم على قيد الحياة .. قد زاد عن الستين عاماً في أحسن الأحوال .. وكذلك ينسحب القول على اتّحاد عمّال فلسطين .. واتّحاد المهندسين الفلسطينيّين.. واتّحاد الأطبّاء والصّيادلة الفلسطينيّين .. واتّحاد المرأة الفلسطينيّة .. واتّحاد الفنّانين الفلسطينيّين .. واتّحاد الكتّاب والصحفيّين الفلسطينيّين .. وغير ذلك من الإتّحادات الفاعلة .. الّتي كانت تشكّل قاعدة مهمّة من قواعد ثورتنا الفلسطينيّة .. وهمّشتموها وحاربتموها وغيّبتموها وقتلتموها .. وعند الحاجة لها ولوضع خاتمها على مضابطكم .. يتم استحضارها وذلك بتشكيل ما يسمى بلجنة تحضيريّة لتلك الأسماء للدّعوة لاحقاً لمؤتمر .. وتذهب السنين بعد السنين .. ويبقى الحديث فقط عن لجنة تحضيريّة لهذه المؤسّسة أو تلك .. ويتم دعوتها بعد ذلك لإلقاء الكلمات العصماء باسم اللجنة التحضيرية لتلك المؤسسات .. في بعض المناسبات المدرجة على الأجندة للتّسبيح بحمد الرّئيس ونعمه والدّعاء له بالبقاء وبطول العمر ..

من الذي همّش مؤسّسات شعبنا المفصليّة الأساسيّة .. ليقتل مؤسّسة منظمّة التّحرير الفلسطينيّة وتغيب عن المشهد ..؟!

من الّذي اغتصب كل تلك المؤسسات التي تشكّل عَصَب القضيّة السّياسيّة الفلسطينية .. وفي مقدّمتها المجلس الوطني والتشريعي الفلسطيني .. ؟!

عقود من الزّمن مضت ولم تعقد دورات المجلس الوطني الفلسطيني .. ليتم انتخاب ممثّلين عن الشّعب الفلسطيني .. وكذلك المجلس التّشريعي الذي أقفلتم أبوابه .. في اعتداء سافر وآثم على خيارات شعبنا الدّيمقراطيّة .. ومنع وحرم نوّاب الشّعب الفلسطيني من دخوله ومن تمثيل شعبنا تحت قبّته ..

لقد اغتصبتم كلّ المهام السّياديّة لشعبنا .. وتنطقون اليوم باسمه زوراً وبهتاناً .. بداية من المهمّة الرئاسيّة وما يتبعها ويدور في فلكها .. حتى تصل كلّ ما بعدها ممّا يسمّى دوائر ووزارات وسفارات .. وغيرها من مهام قياديّة لمؤسّسات شعبنا .. وكلّها فاقدة للشرعيّة .. ومدّتها انتهت .. وأصبحت غير سارية المفعول .. ومستمرة عنوة ورغماً عن شعبنا .. حيث يشهد العالم كله بأن سلطتكم تجثم حتى اليوم على صدور شعبنا ..

عليكم بداية أن تصلحوا أنفسكم وآدائكم .. وتنظّموا مؤسساتكم التّنظيمية .. فمن يعرف ويسمع اليوم من أبناء شعبنا وغيره بالّلجنة المركزيّة لفتح محمود عباس ..؟!

ومن يسمع من أبناء شعبنا بالّلجنة التّنفيذية لمنظّمة التّحرير المختطفة .. ومن يعرف أسمائهم ومن يمثّلون فيها ..؟!

ومن يسمع بأعضاء من هم في مجلس الوزراء .. وكم عدد الوزارات ومن هم الوزراء .. وماذا يفعلون …؟!

لقد تم اختصار المشهد الفلسطيني كلّه اليوم .. بشخص رجل واحد يُدعى محمود عبّاس .. الّذي يُقبل على العقد التّاسع من العمر .. ويقدّس التّنسيق الأمني .. ويستجدي لقاء النّتنياهو قاتل أبناء شعبنا ..

إرفعوا أياديكم .. وكفاكم عبثاً بمؤسّسات شعبنا ..

«الموقف»: أصدر اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أروبا بيانا اعترض فيه على دائرة شؤون المغتربين، ما هو رأيكم ؟

«د.محيسن»: نحن لسنا بمغتربين .. بل نحن لاجئين مشرّدين مهجّرين .. ولا هؤلاء بالوصاية على شعبنا مخوّلين ومفوّضين .. فهل أصبحوا اللاجئين المهجرين المعذبين .. فعلا مغتربين ..؟!

ومن الجدير بالذكر بأن استحداث دائرة المغتربين ضمن المحاصصة في المنظمة .. هي موضوع جدلي إشكالي ولا توافق فلسطيني عليه .. ومنذ اليوم الأول التي شكلت فيه دائرة المغتربين .. وهي وما زالت مصدر حالة خلاف وانقسام في صفوف الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في الشتات .. لأن المنظمة فيها أصلاً دائرة للآجئين الفلسطينيين .. وفلسطينيي المنافي والشتات هم ليسوا بمغتربين .. بل هم لآجئين ينتظرون التحرير والعودة ..

إننا لا نـستطيع تفـسير مثل هذه المسميات والمشاريع وأهدافها ومراميها التي تطرح على شعبنا .. حول قضية اللاجئين الفلسطينيين .. ويمكن تأويلها في إطار محاولة لإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وشطب حق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجِّر الفلسطينيون عنها قسرا .. ولعل وثيقة جنيف – البحر الميت .. كانت الأبرز بفجاجتها ومطالبتها علنا دون وجل بشطب حق العودة .. باعتباره يثقل الحل السياسي بين الفلسطينيين والإحتلال ..

إن اللاجئين الفلسطينيين الذين هجِّروا من ديارهم قسرا.. والذين يناضلون من أجل حق العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم .. ليسوا مغتربين بمحض إرادتهم .. ولهم حق في العودة إلى وطنهم متى شاءوا .. بل هم شرِّدوا من وطنهم قسرا بفعل الاعتداء والهجمة الصهيونية عام 1948 .. ولهذا فليس من المعقول أو الجائز أن تنبري دائرة المغتربين في الـسلطة الفلـسطينية ـ ولــسنا من أنصار هذه التــسمية ومع مثل هذه الدائرة ـ لتنصِّب نفسها مسؤولة ومعنية باللاجئين ومستقبلهم الوطني .. سيما وأن حق العودة هو حق جماعي يخص كل أبناء اللاجئين .. ولا يحق لأية جهة مهما ومن كانت .. أن تقرر مصيرهم بمعزل عنهم .. وهو كذلك حق فردي .. يخص كل لاجئ .. ولا يحق لأحد مهما ومن كان أن ينيب نفسه بديلا عن اللاجئ ..

«الموقف»: بصفتكم الناطق باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ما هو رأي المؤتمر فيم يحدث؟

«د.محيسن»: إنه لمن غير المفهوم من البعض .. بل هو ليس مقبولاً إطلاقاً أن يأتي من الذين ينتقدون المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في اسطنبول.. بتوصيفه واتهامه بما لا يليق بتضحيات شعبنا.. كما في قولهم أنه ينعقد ضمن محاور معينة في الإقليم.. وقد شاهدنا بياناً موقعاً من بعض الأخوةً ضد المؤتمر قبل انعقاده .. بل وحاسبوه على النوايا .. بتهمة التبعية والإصطفاف والتمحور ووجود أجندات محتملة لتعزيز الإنقسام الفلسطيني الداخلي .. وإيجاد جسماً بديلاً للمنظمة وغيرها من الإتهامات غير المنطقية .. وهذا ما لم يحصل على الإطلاق .. بل على العكس تماماً ومن خلال البيان الأول للمؤتمر كان معلناً.. وتم التأكد عليه في البيان الختامي .. بأن المؤتمر يهدف إلى عكس ما تم اتهامه به .. فهو لا إحلالاً لأي جهة .. وإنما تكاملياً لمسيرة النضال .. ولأخذ الشتات دوره في صناعة القرار الفلسطيني .. وتفعيل منظمة التحرير على قاعدة الشراكة لكافة أبناء وأطياف الشعب الفلسطيني ..

لقد رسم البعض نتائج للمؤتمر .. والمؤتمر منها برآء .. وقولبونه كما يشاؤون .. حسب مقاساتهم وأهوائهم ومتطلباتهم .. بل وحسب ما يطلب منهم ..

لقد شعرنا من خلال تصرفات البعض بحالة إمعية بامتياز .. وأراد البعض بذلك تكبيل المعارض لرؤيتهم بل ولمصالحهم .. في محاولة بائسة منهم لحرف الأنظار عن أهميتة .. وعن أهداف وضرورة المؤتمر لفلسطينيي الخارج في اسطنبول .. وهم يغطون الشمس بإصبعهم .. يتهمون المؤتمر بالمتمحور .. وهم الغارقون لأذانهم في الإصطفاف وفي المحاور .. وهي محاور يمكن أن يقال فيها أكثر مما قاله مالك في الخمر .. بل ويمكن القول فيها ما لم يقله مالك في الخمر ..

فبدلاً من أن يكون النقاش حوارياً أخوياً هادفاً.. تعمد البعض استخدام أسلوباً إستفزازياً في الخطاب .. حديثاً يفتقر لأبسط قواعد المنطق في الطرح والتفنيد وبعد النظر .. وذلك حفاظاً على احترام الرأي الآخر من مكونات شعبنا .. فالحجة بالحجة والدليل بالدليل .. وليس بالهوبرة والزعيق .. وهات بعصاك والحق بنا.. واستنساخ ما يردده البعض .. دون وعي وفهم أو علم أو بحث أو حتى استخدام للعقل هذا إن كان سوياً ..

لقد سئم شعبنا الخطاب المبستر .. وضاق ذرعاً بالطرح المعلب والمغلف .. من قيادة فقدت توازنها .. وما زال شعبنا يؤكد دوماً على تمسكه بالمؤكد من قضايانا.. وهم في كل مرة .. ما زالوا يكررون نفس القراءة والتشخيص لعربدة الإحتلال .. دون تحريك ساكن في الذود عن الوطن .. غير الشجب والندب واللطم ..

لقد تجاوز شعبنا خطاب من يبرر حالة الْخِزْي والتراجع والجمود .. بنظريات وشعارات فارغة .. أكل الدهر عليها وشرب .. وتخلى عنها أهلها وطلقوها .. كما وقرف شعبنا التعامل مع مدرسة المناكفات المتقيحة .. ممن لا يصحون إلا عندما تنفذ جرعات مغيباتهم عن الوعي .. وهم يتقيئون سموماً.. من حبيسي الأدلجة المهترئه .. عبيد الطغاة .. الذين استمرأوا الانبطاح والإستسلام .. ويغرقون في بحر من الأوهام .. ويفتقرون لروح المبادراة البناءة .. فهل سيصدق عاقل ما يطرحونه هؤلاء حول المؤتمر في اسطنبول بأن المؤتمر يهدف لإيجاد بدائل للمنظمة …؟!

لقد انتهينا من سماع تلك الأسطوانات المشروخة في كل مرة وفي كل مناسبة يتحرك فيها شعبنا فاعلاً.. وتعودنا على مشاهدة هذا السوط باسم المنظمة وهو يرفع في وجه أبناء شعبنا .. ممن دمروا المنظمة .. يستخدمون هذا الكرباج عندما يعقد شعبنا العزم على التحرك باتجاه فلسطين .. وعندما يشعر هؤلاء يتضرر مصالحهم التنفيذية .. السلطوية .. الجهوية .. الشخصية .. والمادية ..

وأما منظمة التحرير .. فلا حريص عليها أكثر من الذين توجهوا إلى إسطنبول .. لكي يحرروها من مغتصبيها .. ويعيدون لمؤسساتها الهيبة والإحترام ويحيونها ويفعلون مؤسساتها.. ويعيدون بناءها وتشكيلها .. لتضم كافة ألوان الطيف الفلسطيني ..

وأما أن يتم الإنقلاب من هذه القيادة المتنفذة على شعبنا .. بالتستر خلف شعارات باهتة باسم المنظمة .. هروباً إلى الأمام .. بعد أن رفعوا الرايات البيضاء وأعلنوا إفلاسهم .. فهذا أمر لن يمر على شعبنا ..

أحمد محيسن || المطران عطاالله حنا

باختصار شديد .. وإنطلاقاً من التزامنا بالتفوق الأخلاقي .. وإيماننا بأن فلسطين هي العنوان وهي أكبر من الجميع .. للأخوة الذين يتباكون على الأطلال .. ويرتدون قناع المنظمة .. ويتخذون من ذلك سلاحاً يشهر في وجه شعبنا .. ودون الخوض في حالة البؤس التي أوصلت هذه القيادة شعبنا إليها .. من إنسداد في الأفق … وتأزم القضية .. وتهميش فلسطينيي الخارج .. وتجاهلهم وكأنهم أشباحاً .. وشطب منطمة التحرير وقتل مؤسساتها وتشيعها إلى مثواها الأخير.. لكي يمروا من خلال ذلك بالحفاظ على مصالحم الخاصة .. ولكل من يتهم مؤتمر فلسطينيي الخارج في اسطنبول بتهم تشويهية باطلة .. ويدعون حرصهم على منظمة التحرير أكثر من غيرهم نقول:

بما يتعلق بالمجلس الوطني الفلسطيني: نتحداكم أن تخبرونا عن عدد أعضاء المجلس الوطني اليوم وبالأمس ..؟!

ونتحداكم أن تعددوا لنا أسماءهم .. وأين يقطنون .. ومتى كانت آخر اتصالات لهم بالمجلس الوطني وهيئاته وأعضائه وقيادته.. ومتى تلقوا آخر رسالة أو خبر من قيادة المجلس عن أحوال المجلس .. وعن أحوال شعبنا .. وعن القضية الفلسطينية .. وعن آفاق تطورها أو انسدادها …؟!

نتحداكم أن نناقش موضوع الميثاق للمجلس .. وعلى ماذا ينص .. وكيف تنعقد دورات المجلس .. ومتى تم انعقاد آخر دورة لهذا المجلس .. وكيف .. وما هي تركيبته وهيئاته .. ومن يقوده اليوم .. ومنذ متى ..وإلى متى .. وبأي آلية يقاد المجلس .. وكيف يتم فيه تداول السلطات .. وما هو العقد الذي تعاقد عليه شعبنا ليحتكم إليه في فض التباينات في المؤسسة الفلسطينية .. ؟!

بما يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية: لا نريد الخوض في موضوع تأسيس منظمة التحرير.. وعلى أية أرضية تم تأسيسها .. ومن قرر تأسيسها .. وكيف تأسست منذ اليوم الأول .. وحتى تولي الشهيد القائد أبو عمار رئاستها …؟!

يتساءل شعبنا اليوم عن هيكلية منظمة التحرير.. كيف هي الآن .. وكم هيئة فيها .. وكم دائرة تحتوي منظمة التحرير .. تفضلوا وعددوها لنا..؟!

1) الدائرة السياسية .. أين هي اليوم ومن يقودها ومن هم كوادرها وأعضاء طاقمها ..؟!

هل يعلم الحريصون على المنظمة بأن الدائرة السياسية سحقت ودمرت .. وتم شطبها وإلغائها .. وهي غير موجودة .. واستبدلت بوزارة الخارجية للسلطة..

ما هو موقفكم يا من تدعون حرصكم على المنظمة من شطب دائرة تعد من أهم دوائر منظمة التحرير.. التي كان يقودها الأخ القائد فاروق القدومي أبو اللطف ..

2) الدائرة العسكرية والأمنية .. لا وجود لها .. واستبدلت بالأجهزة الأمنية في رام الله..

3) دائرة شؤون اللاجئين .. اسألوا شعبنا في مخيمات اللجوء عنها .. خاصة في الشقيقة لبنان .. فهي دائرة موجودة على الورق .. ولا طاقم يعمل فيها .. ويصرف لمسؤولها مخصصاته فقط ..

4) دائرة شؤون المفاوضات .. هذه دائرة قادها السيد صائب عريقات وفاوض باسم السلطة .. وقاد قضيتنا إلى الحياة مفاوضات منذ 25 عاماً .. تم خلالها تشكيل غطاء للإحتلال لتنفيذ مخططاته .. وابتلعت الأرض وتضاعف الإستيطان منذ أوسلو ليومنا هذا خمس مرات .. كذلك تم بناء سور الفصل العنصري .. والقدس تهود .. وهدم البيوت على قدم وساق .. ومصادرة الأراضي في تغول .. والأسرى ما زالوا خلف القضبان .. والإعدامات الميدانية ضد أبناء شعبنا تتم أمام أعين كبير المفاوضين ومن معه .. هذه هي دائرة المفاوضات التي أصبحت تتمثل بشخص السيد صائب عريقات ..

والحال ينسحب على بقية دوائر المنظمة ..

5) دائرة الشباب والرياضة .. 6) دائرة العمل والتنظيم الشعبي 7) دائرة أمانة السر للجنة التنفيذية 8) دائرة العلاقات العربية 9) دائرة التربية والتعليم 10) دائرة شؤون القدس 11) دائرة الصندوق القومي الذي فرغه عباس دون رقيب ولا حسيب .. 12) دائرة شؤون المغتربين .. التي تم تاسيسها حديثاً في عام 2007 وتم الإستغناء عن الرفيق تيسير خالد وتسلم محمود عباس رئاستها وأوكل للسيد نبيل شعث القيام بأعمالها ..

أما دائرة شؤون الوطن المحتل فهي قد شطبت من الوجود رسمياً .. وكذلك دائرة الشؤون الإجتماعية .. ودائرة التنظيم الشعبي .. تم سحقها أيضاً .. وكذلك الأمر ينسحب على دائرة الإعلام والثقافة .. فقد أصبحت شيئاً ما بمثابة مملكة للمدعو أحمد عساف ..

نترك لأبناء شعبنا الحكم والإجابة على الأسئلة المطروحة .. حول ما آلت إليها الأمور في دوائر منظمة التحرير ..

ولكن نريد أيضاً سماع من يدعون حرصهم على منظمة التحرير .. وموقفهم من هذا الدمار الذي أصابها .. بل ونطالبهم بإفادتنا .. متى تهتز الشوارب على رأي الشهيد صدام حسين .. وتتحركون لإنقاذ منظمة التحرير…؟!

أما عن الفصائل الفلسطينية التي تنضوي تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية .. وتدعي بأنها تقود الشعب الفلسطيني فهي كما يلي:

حركة فتح.. الجبهة الشعبية ..الجبهة الديمقراطية ..حزب الشعب.. جبهة التحرير الفلسطينية ..جبهة التحرير العربية .. منظمة الصاعقة.. جبهة النضال الشعبي.. حزب فدا..

مع كل الإحترام للتاريخ النضالي لكل قوى شعبنا وفصائله .. وهي التي قدمت الشهداء على درب التحرير .. ولا ينكر ذلك أحداً إطلاقاً ..

لكن من حق شعبنا أن يسأل عن بعض هذه القوى والفصائل أين هي اليوم .. بقواها ومقاتليها وأعضائها ودوائرها .. وقادتها .. وبندقيتها ..؟!

لقد حصلت تطورات أدت إلى غياب بعض تلك الفصائل والقوى نهائياً عن المشهد .. دون ذكر للأسماء .. ولم يبق في المنطمة غير بعض الأسماء التي تمثل تلك الفصائل التي لم تعد موجودة أصلاً بحكم تلك التطورات ..

فهل يعقل أن يبقى الحال على ما هو عليه .. بأن يقاد شعبنا من مندوبين وممثلين لفصائل غير موجودة على الأرض..؟!

ودون التقليل من شأن أحد .. دعونا نخضع التنظيمات والقوى الفلسطينية التي يتم تداول اسمها من البعض واستخدامه تضليلاً لشعبنا على أنه تقوده ضمن وجودها في منظمة التحرير إن صح القول .. لتخضع للترشح أمام شعبنا في عملية استفتاء أو انتخابات حرة نزيهة .. في الوطن وحيثما أمكن للفسطينين ذلك .. ولنرى حكم الشعب في ذلك .. وما الذي سيقوله شعبنا .. وما هي النتيجة التي ستفضي إليها تلك العملية الإستفتائية أو الإنتخابية .. بمراقبة جهات محايدة .. محلية وعربية ودولية.. وهذا ممكن ومتاح وسهل في ظل وجود الثورة المعلوماتية والتقنية وسبل التواصل الإجتماعي .. ونعتقد بأن البعض سيرتجف رعباً من ذلك .. لأنهم يعرفون حجمهم ومدى تأثيرهم في الشارع الفلسطيني ..؟!

وأما عن أعضاء القيادة في منظمة التحرير الفلسطينية .. إن ذلك كان في المجلس المركزي .. أو في اللجنة التنفيذية .. فنريد معرفة أسماء هذه القيادات ..

من هم .. ومن يمثلون .. بل وماذا يمثلون .. ؟!

وأين يقطنون..؟!

وماذا يصنعون..؟!

وكيف هو حال مكونات المنظمة وقوامها اليوم.. بعد هذا السرد حول ما آلت إليه من طحن لها ..؟!

وممن تتكون المنطمة اليوم .. ومن يقرر فيها ويقودها اليوم..؟!

هل لكم ان تسردوا لنا تاريخ هؤلاء القادة الذين قادوا الهيئات الفلسطينية في المنظمة.. وما زالوا ليومنا هذا يمسكون بالمقود بغير شرعية شعبية ..؟!

منذ متى يتربعون على كراسيهم وإلى متى سيبقون حسب رأيكم .. وما هي آلية تداول السلطة في شريعتهم ..؟!

أحمد محيسن

هذا هو حال المنظمة التي تتهمون المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج بإيجاد بديل لها .. والمؤتمر قالها بصوت عالٍ .. بأن هذا الإدعاء باطل .. ويريد المؤتمر استعادة هذه المنظمة .. وإحياءها .. ولكن في المقابل بعد أن ثبت بطلان هذه الإتهامات المجحفة بحق المؤتمر .. من المتفذلكين والمتذاكين ويتقعرون في الطرح .. نريد هنا أيضاً أن نطلب بإلحاح .. رأي من يتباكون على منظمة التحرير .. ونسألهم .. ماذا فعلتم لإنقاذها .. غير اللطم والندب على قبر المنظمة ..؟!

أم أن البعض ومن أجل الإبقاء على مكتسباتهم المادية والجهوية والتمثيلية .. تراهم يضحون بالمنظمة التي اقترن اسمها بالتحرير .. والتحرير يعني التمسك بالبندقية .. هل من أجل كل ذلك يقبلون بمنظمة التحرير بوضعها الهلامي اليوم ..؟!

نختم بالقول .. بأن فلسطينيي الخارج قد قرروا في مؤتمرهم الذي انعقد في اسطنبول .. وبحضور ما يفوق عدد 6 الآف فلسطيني في المنافي .. قرروا المضي بالمؤتمر ومخرجاته .. غير آبهين بنهج الشتم والسب والقدح والذم وكيل الإتهامات الباطلة وتشويه الصورة.. متجاوزين بؤس رغبات من سحجوا في أرب أيدل .. وغابوا عن معاناة الوطن في مخيمات اللجوء.. وتجاوزوا ألآلام توجع شعبنا كل لحظة .. هناك في عين الحلوة .. وفي نهر البارد المدمر .. وفي شاتيلا والرشيدية .. وفي غيرها من مخيمات اللجوء .. ولم نسمع من هؤلاء أبطال كيل التهم الباطلة .. سحيجة الباطل .. عبدة الأصنام والخشب المسندة.. ممن هاجموا المؤتمر .. لم تسمع منهم كلمة حق تقال في ذاك المشهد المعيب ..

نتحداكم أن تعقدوا مجلس وطني حقيقي سليم النصاب .. لمراجعة ما اقترفتموه من مصائب بحق الشعب الفلسطيني ..

فإذا لم يكن الشتات الفلسطيني جزءاً أساسياً من الشعب الفلسطيني .. والذين تحت الإحتلال الصهيوني منذ العام 48 ليسوا جزءاً من الشعب الفلسطيني .. الذين يحق لهم أن يسألوا .. أين هي منظمة التحرير .. واين هو مجلسها الوطني .. وأين مؤسساتها .. فمن من حقه أن يسأل .. ومن من حقه أن يحاسب …؟!

أنتم في خانة الاتهام المباشر .. وعليكم تقديم الأجوبة .. فاللطم والندب والعنجهيات الفارغة ليست جوابا ..

إلا أن تكون جواب .. كاد المريب بأن يقول خذوني ..

ورغم كل ذلك .. فشعبنا سينتظر من يتأخر في الإقتناع .. بأن المشهد يحتاج لتحرك شعبي .. وأن جدران الخزانات قرعت بما فيه الكفاية .. وقد آن الأوان لرفع الصوت شعبياً .. في وجه من يصادر القرار الفلسطيني وينفرد به .. ولا يقيم وزناً لإرادة شعبه ..

وسيبقى مشروعنا الوطني طريق عودتنا ..

«الموقف»: كيف ترون الطريق للاستفادة من الشتات في اوروبا لخدمة القضايا الملحة وخاصة القدس والأسرى؟

إن فلسطينيي الشتات لديهم الإمكانيات لتقديم الدعم لأبناء شعبنا في شتى المجالات .. وهم ذلك يفعلون .. ولكن المطلوب هو أكثر من ذلك ويحتاج لإمكانيات قد تعجز دول عن تغطياتها .. فلا بد من العمل على تكثيف الجهود التي تهدف إلى فضح الممارسات العنصرية والفاشية الإسرائيلية تجاه شعبنا.. ودعم حملة التضامن مع أسرانا ومعتقلينا البواسل القابعين في سجون دولة الإحتلال .. مطالبة الرأي العام حكومات وهيئات وأحزاب.. بممارسة الضغط على حكومة دولة الإحتلال للإفراج عن الأسرى .. ولفك الحصار عن أبناء شعبنا في قطاع غزة الباسل..

كما ولا بد من استخدام كل السبل لفضح السياسة الإسرائيلية الإستيطانية القائمة على الأستيلاء على الأرض وإقامة المستوطنات.. خاصة في مدينة القدس ..القيام بحملات ضد جدار الفصل والضم العنصري.. وهذا الموضوع يقابل بتفهم من قطاعات كبيرة في المجتمعات الدولية ..

ولا بد من تطوير العمل على فضح طبيعة الإحتلال وتزييفه وتضليله للعالم وعنصريته وأهدافه التوسعية وإرهابه المنظم ضد أبناء شعبنا.. والإهتمام في مساعدة أبناء شعبنا وفي دعم صموده أمام هجمة قوى الإحتلال.. وأمام ما يتعرض له من ذبح وقتل ومن تدمير في ممتلكاته ومؤسسات حياته الحيوية ..من خلال العمل الممهنج والمنظم في دعم صمود شعبنا وانتفاضته في مواجهة الإحتلال.. لتتحول إلى انتفاضة شاملة.. تعم كافة فئات الشعب الفلسطيني.. ولتحمل من كافة أبناء الشعب الفلسطيني المناضل.. لتتطور ولتصل إلى مرحلة العصيان المدني.. حتى كنس الإحتلال..

أحمد محيسن

لابد من العمل على قامة العلاقات السياسية مع الأحزاب السياسية من مختلف الأطياف الفكرية والسياسية الألمانية بل والأجنبية .. وحث أفراد الجالية على الإنتساب إليها والعمل من داخلها.. وكذلك نسج علاقات مع المؤسسات الدولية المختلفة لأنها ستتعرف علينا عن قرب وتمدنا بالدعم لقضايانا المحلية.. وكذلك دعم شعبنا وتأييد حقوقه الوطنية .. كما والمساهمة مع والعمل في المنظمات غير الحكومية.. ولجان التضامن وجمعيات الصداقة.. والعمل على تجديد الأليات والأدوات لإقامة علاقة واضحة مع المؤسسات الأجنبية.. لما تمثله تلك المؤسسات من دور سياسي مهم في الصراع مع دولة الإحتلال ..

«الموقف»: هل لديكم علاقة مع حركة BDS؟ كيف ترون تأثيرها في اوروبا ؟

«د.محيسن»: علاقة الفلسطينيين مع حركة المقاطعة ال بي دي إس BDS تختلف من جهة لأخرى .. فهناك من هم أعضاء فاعلين مع الحركة ويقودون معهم المسيرة .. وهناك من يشارك معهم في الفعاليات التي تقام .. وهذا هو الجزء الأكبر من أبناء شعبنا وأمتنا وأنصار قضيتنا .. حيث التقاطع معهم فيما يطرحونه ويفعلونه من أعمال وفعاليات تخص المقاطعة بأشكالها وأنواعها وأمكن تواجدها .. حيث تكون المشاركة مع الحركة في تحركاتهم ووقفاتهم .. مثل الفعاليات التي أمام المتاجر التي تعرض البضاعة المقاطعة .. وكذلك هم يشاركون الفلسطينيين في بعض الأنشطة التي تقام .. وهي تجد تضيقاً عليها من اللوبي الصهيوني في ألمانيا .. وفي الفترة الأخيرة تمت مناقشة تجريم أفعال الحركة بحجة معاداتهم للسامية من خلال الأفعال التي يقومون بها .. ويشبهونها بمقاطعة الألمان لليهود في عصر حكم النازيين لألمانيا .. ووصل الحد باللوبي في هذه الأيام بأن يضغط على أصحاب المقار والقاعات التي تستقبل وتستضيف الحركة وفعاليتها لكي لا يتم التعاقد معهم ومنحهم منصة للحيث والفعل .. وهذا ما يفعلونه مع الفلسطينيين أيضاً بعد استفاذهم السبل القانونية والأمنية في منع الفلسطينيين .. وتبوء أعمالهم بالفشل يلجأون للضغط على الؤجرين للقاعات والصالات .. ويجبرونهم على فسخ عقود الإيجار حتى يمنعوا وصل الصوت الفلسطيني ..

ومن هنا يجب العمل على الإنخراط في المؤسسات القائمة التي تطالب بمقاطعة دولة الإحتلال ودعمها.. مثل لجنة ال (BDS) لتي تدعو إلى مقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات على الإحتلال.. كذلك الإستفادة من قرار الإتحاد الأوروبي الخاص بعدم تقديم الدعم المالي للمؤسسات والشركات التي تعمل وتنتج داخل المستوطنات الإسرائيلية.. هذا يعطي زخما ً كبيراً لتحرك هذه اللجان الداعمة للمقاطعة ..

أحمد محيسن

إن تأثير حركة المقاطعة في فضح جرائم الإحتلال ومقاطعتهم للبضائع وغيرها من أساليب المقاطعة .. يثير حفيظة الإحتلال واللوبي .. وهذا لأنه يؤثر تأثيراً قوياً عليهم .. والشاهد في القول ما حصل في جنوب افريقيا مثلاً وليس حصراً والنتائج المذهلة التي تحققت جراء المقاطعة .. ونعتقد بأن وتيرة فعل الحركة في المقاطعة سترتفع وستزداد تطوراً في أوروبا مع قادم الأيام .. رغم المضايقة ومحاولة المنع ..

«الموقف»: أخيرا كيف ترون مصير القضية الفلسطينة في ضوء هذه المستجدات وكيف ترون افضل الطرق للمواجهة؟

«د.محيسن»: إن مصير قضيتنا هو التحرير والعودة بإذن الله رغم سوداوية المشهد .. فشعبنا مصر على التمسك بالثوابت العربية الفلسطينية ونحن على أرض فلسطين باقون وشعبنا يقاوم بكل ما أوتي من قوة ولا تكسر إرادته كل أسلحة البطش لدولة الإحتلال .. وقوات عدوان الإحتلال اليوم رغم تفوقها العسكري ضد شعبنا لكنها تقف عاجزة ضد مسيرات العودة الكبرى السلمية .. وبقي قطاع غزة يعيش الحصار المزدوج ثلاثة عشر عاماً وما زال صابراً محتسباً صامداً .. ونعتقد بأن موجات الإنتفاضة الفلسطينية ستتصاعد وصولاً للعصيان المدني الشامل في الضفة المحتلة .. وما الأزمات التي تمر بها مؤسسات دولة الإحتلال لهي خير دليل على تخبط هذا الكيان غير المتجانس الذي بني على الظلم وسرقة أرضنا وتهجيرنا .. وإن غداً لناظره قريب .. وإنا بإذن الله لعائدون ..

هذا الفيديو هو يوم انعقد المؤتمر الأول لاتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في اوروبا الذي انعقد في فينا ولَم يكتمل حيث ‏قررت هيئة رئاسة المؤتمر عقد جلسة تشاورية لاستكمال أعمال المؤتمر في هولندا مدينة اوترخت وقد قررنا في اوترخت واتفقنا على أن نذهب الى السويد مدينة يوتيبوري وهذا ما حصل ‏واستقبلت أعمال المؤتمر هناك

احمد محيسن ـ برلين في 11/12/2019

أحمد محيسن || المطران عطاالله حنا

أحمد محيسن

أحمد محيسن

أحمد محيسن

أحمد محيسن

أحمد محيسن

أحمد محيسن

أحمد محيسن

أحمد محيسن

أحمد محيسن

أحمد محيسن

مقالات ذات صلة