أرشيف المنتدى

أهالي مخيم البداوي يقرعون ناقوس أزمة القبور

أهالي مخيم البداوي يقرعون ناقوس أزمة القبور

ويطالبون بإيجاد قطعة أرض بديلة لحل مشكلتهم

1_1460975517.webp

فايز أبو عيد – لاجئ نت

75% من مقبرة مخيم البداوي الذي يقع في شمال مدينة طرابلس اللبنانية قد امتلأت وبقي منها حوالي 25 %، هذا إضافة للاختيار غير الصحيح لمدخل المقبرة الرئيسي حيث يقع في منطقة الوسط الذي تشغله العديد من القبور مما سبب إشكالية كبيرة لدى أهالي المخيم الذين يضطرون عند دفن أحد موتاهم لأن يقفزوا فوق عشرات القبور ليصلوا إلى مكان الدفن، بهذه الكلمات الموجزة والمختصرة سلط أحد سكان مخيم البداوي الضوء على مشكلة قد تُشكل في المدى المنظور هاجساً حقيقياً يؤرق سكان المخيم، الذين بدؤوا يستشعرون مدى الصعوبة البالغة والمشقة في العثور على قبر لمواراة موتاهم إذا ما امتلأت مقبرة المخيم ولم تعد تتسع لمتوفى جديد، لذلك لم يكن أمامهم إلا إثارة الأمر في وسائل الإعلام علهم يجدون من يصغي إليهم فبادروا بتوجيه نداء عبر لاجئ نت ناشدوا فيه المعنيين بإنشاء مقبرة بديلة قبل أن تشارف المقبرة القديمة على الامتلاء، كما طالبوا بإيجاد قطعة أرض مناسبة قريبة من المخيم والعمل على إقامة مقبرة جديدة فيها.

أزمة حقيقية

الشيخ زياد عبد الغني أقر بوجود أزمة حقيقية سيتسبب بها امتلاء مقبرة المخيم، وقد عزى السبب إلى دفن الكثير من موتى أهالي مخيم نهر البارد فيها وذلك أثناء الأحداث التي عصفت بمخيمهم وأدت إلى تهجيرهم وتشريدهم قبل بضع سنوات، كما أعتبر أن توافد أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين القادمين إلى لبنان ساهم بازدياد المشكلة بسبب دفن موتاهم في مقبرة المخيم، وأضاف أن ما زاد في وتيرة الإسراع بامتلاء المقبرة هي أن بعض اللبنانيين القاطنين في جوار المخيم يدفنون موتاهم فيها وذلك بسبب التكلفة العالية للقبور في لبنان وبحسب قول الشيخ زياد” إن هؤلاء يدفنون موتاهم في مقبرة المخيم دون أي تكلفة مادية تذكر”. أما عن كيفية الخروج من الأزمة قبل وقوعها فقد أكد الشيخ زياد عبد الغني بأنه لا بديل عن تأمين أرض جديدة من أجل إقامة مقبرة عليها، لهذا طلبت اللجنة المعنية بالأمر من الأهالي البحث عن قطعة أرض مناسبة وقريبة من المخيم من أجل إنشاء المقبرة الجديدة عليها، وبالفعل وجدت اللجنة أرض مناسبة لذلك، إلا أن الأمر اصطدم بحائط غلاء أسعار الأراضي في لبنان حيث من المتوقع أن تتعدى تكلفة المقبرة الجديدة المليوني دولار، أو أكثر.ويضيف الشيخ وبناء على هذه التكلفة المرتفعة بدأنا كلجنة معنية بالأمر بعملية التواصل مع بعض الجهات التي من الممكن أن تدعم مشروعنا،مثل السفارة الفلسطينية في لبنان وحركة حماس والوزيرة اللبنانية ليلى الصلح وغيرها من الجهات المانحة، وقد وعدونا بأنهم سيسعون بتأمين المبلغ. الحل بيد منظمة التحرير الفلسطينية.

أما الحاج أبو العبد مطر علوان عضو لجنة رعاية المساجد في المخيم فقد اعتبر أن المشكلة الأساسية تتجلى بعدم التخطيط والتنظيم الجيد لأرض المقبرة الحالية منذ البداية، فهناك مساحات مهملة في المقبرة وخاصة تلك المساحة الواقعة على يمين المقبرة والتي إذا اما استثمرت واستغلت بشكل جيد فإنها تتسع لمئة قبر إضافي، ويضيف أن الأهالي والمسؤولين عن المقبرة تداركوا الأمر في الآونة الأخيرة وبدؤوا يدفنون جثامين موتاهم في تلك الرقعة الفارغة، إلا أنه اعتبر أن هذه الإجراءات هي بمثابة ترقيع للمشكلة وليس حلاً نهائياً لها. وتابع الحاج أبو العبد حديثه بأن حل المشكلة موجود ولكنه يحتاج لموافقة من منظمة التحرير فهناك ارض بمساحة جيدة تبعد حوالي خمسين متر وهي تقع شمال غرب المقبرة الحالية للمخيم، وهذه الأرض تعود ملكيتها لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأضاف أن لجنة رعاية المساجد بإمكانها تحمل تكاليف بناء سور المقبرة الجديدة وبوابتها وأي تكاليف إضافية.

وأخيراً يمكن القول بأن جميع المخيمات الفلسطينية في لبنان تعاني من مشكلة امتلاء المقابر التي باتت تشكل حالة من القلق الكبير بين أبناء المخيمات الذين قرعوا ناقوس الخطر منذ مدة طويلة لحل هذه المعضلة التي تضاف إلى سلسلة لا متناهية من الأزمات في المخيمات الفلسطينية؟! هذا في ظل تنصل منظمة التحرير الفلسطينية ووكالة الأونروا من مسؤولياتهم تجاه هذا الملف متذرعة بحجج واهية ضاربة عرض الحائط بالقيم الإنسانية والشعارات الرنانة التي تتشدق بها ليل نهار عن حقوق الإنسان.