أرشيف المنتدى

حركة الشارع الفلسطيني إلى أين!

حركة الشارع الفلسطيني إلى أين!

إن أهمية دور الشارع الفلسطيني في تحديد النجاح أو الفشل في حركة التوجه السياسي الفلسطيني العام أمر يجب أن لا يكون موضع خلاف بين جميع شرائح الشعب الفلسطيني. وعليه فإن لم تؤدي هذه الحركة دورها القيادي في الإلهام والتوجيه لمؤشر النضال الفلسطيني، مكتفية بلعب دور التابع والمصفق والمنفذ لأطماع قياداتها، فهي حتماً ستدفع بالطامعين والمتربصين من أجل تنشيط طموحاتهم الشخصية على حساب الثوابت الوطنية.

إن مناصرة شريحة من الشارع الفلسطيني لبعض الشخصيات السياسية، يجب أن لا يتعارض والثوابت الوطنية ولا يؤدي إلى المساس بوحدة الشارع الفلسطيني، وإلا فنحن جميعاً نسير في الإتجاه الخطأ.

ما دفعني لقول ذلك، هو ما نراه من إصطفافات في حركة الشارع الفلسطيني تأييداً وتحزباً وتزلّماً لبعض قياداته، إنها إصطفافات غير مبررة وطنياً ولا حتى ثقافياً. لو جاء الإصطفاف الذي نشهده خدمة لفلسطين أو دعما لصمود القضية لهان الأمر! بل جاء ليلبي المطامع الشخصية لهذه القيادات الشخصية وتلبية لتحالفاتهم الخارجية! وإليكم بعض من صور الضياع الذي يمارسه الشارع الفلسطيني بحق نفسه وقضيته!.

عندما يضع أحدهم شعاراُ على شبكات التواصل الإجتماعي يقول فيه بالحرف الواحد (( الحملة الشعبية لدعم محمود عباس أبومازن الثابت على الثوابت، إحنا معك)).

لم يقل أصاحب إعلان (الحملة الشعبية) بأنهم ضد من يدعمون الرئيس محمود عباس؟!. وما هي التوابت التي يرون بأن السيد أبو مازن لا يزال ثابت عليها.. ومقربط فيها؟!!.

هناك صورة أخرى لتوهان حركة الشارع الفلسطيني.تمثلت في حصول مظاهرة في القطاع إشترك فيها العشرات وربما المئات تأييداً لأبو فادي محمد دحلان. وهنا نتساءل، لماذا تأييداً لدحلان؟! وضد من ؟!! وما الذي تغيّر عند دحلان فجأة ولا نعلم عنه حتى إستحق ما شهدناه ؟!.

لست ضد أحد ولا تعنيني الأسماء، لكننا بهذا نرسّخ سياسة التطبيل والتزمير!. كنا نتمنى بدل تلك ( النضالات) أن نشهد عملاً تضامنياً مشتركاً تجاه فلسطين المغتصبة.. والضفة الغربية المقطعة.. وغزة المحاصرة؟!!

إن التبعية لأشخاص مهما علا شأنهم بدون أن تكون فلسطين هي البوصلة في ذلك.. هو حماقة فكرية وإنتكاسة ثقافية وإستخفافاً بقدسية القضية!.

إن كل من يمارس فعل التطبيل والتزمير.. إنما يشير إلى فقدان الحس الوطني لديه، ودعوة صريحة منه إلى كل من يهمه الأمر، من أجل المزيد من العبث بمقدرات الوطن!

إن حركة الشارع الفلسطيني هي الحقيقة التي يجب أن تُضبط على وقعها مؤشر الثقافة والوعي بكل ما يحيط بعموم قضيتنا الفلسطينية.. فهل نستطيع!

ولنا لقاء

أبورياض