أرشيف المنتدى

خواطر فلسطينية من وحي خطاب الدكتور رمضان شلح

خواطر فلسطينية من وحي خطاب الدكتور رمضان شلح.

إستمعت كغيري من الفلسطينيين، إلى خطاب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح، في الذكرى ال 29 لإنطلاقة الحركة. ونظرا لطبيعة المخزون التفاعلي الفكري الفلسطيني تجاه كل حدث يعصف بالمنطقة العربية وقضيتها المركزية فلسطين، أو كما أسمها الدكتور شلح “قلب الأمة العربية والإسلامية”. أود أن أصارح الدكتور شلح ببعض (وليس كل) ما يعتري الشارع الفلسطيني من خيبات نضالية طفت على سطح قضيته بسبب الكثير من العوامل.. وما يعنينا في هذا السياق هو تشرذم الموقف الرسمي للقيادة الفلسطينية والذي زاد في الأمر سوءاً. متمنين عليه سعة الصدر الذي نعلمه ولا نجامله فيه.

أولى هذه المصارحات، أن الأغلبية الساحقة من شارعنا الفلسطيني باتت لا تؤمن بجدّية خطابات قياداته، وهذه القناعة ليست وليدة الصدفة، بل مُستمدة من تدهور الحركة الفكرية النضالية لدى قياداته!.

ثانياً، إن تنامي الخلل في العلاقة ما بين الشارع الفلسطيني وبين قيادته والتي لا تخفى على أحد، مردّه إلى تلك الهوة المُتسعة بين ما (تقوله) هذه القيادات وبين ما (تفعله)!.

ثالثاً، إن (الخِطاب الرئاسي) الذي تتقمصه قياداته، وكأن فلسطين قد عادت إلى أهلها.. ولم يبقى إلا أن نختلف ديمقراطياً على إنتخابات هنا أو تعيينات هناك، قد أربكت حركة الشارع الفلسطيني وساهمت بشكل كبير في ضياع بوصلته النضالية!.

رابعاً، إن الممارسات الخاطئة التي تنتهجها هذه القيادات من خلال تحالفاتها داخل الصراعات العربية العربية أو الإقليمية، قد أربكت بشكل مباشر مسار القضية الفلسطينية وساهمت بإزاحتها من أولويات ثقافة الشارع العربي!

رابعاً، إذا كانت فلسطين كما تفضلتم (قلب الأمة العربية والإسلامية)، فعلى قيادات هذا القلب إن أرادت له أن يبقى سليماً مُعافاً أن تلتحم مع كل أعضاء الجسد، لا أن تقف مع طرف من أطرافه لتدمير جزء من هذا الجسد!.

إن الشعب الفلسطيني يُدرك أكثر من أيِّ وقت مضى، أين تكمن عناوين مأساته. ويعلم أيضاً أن قياداته المعاصرة هي وللأسف، ضمن هذه العناوين. لذلك جاءت قناعات خطابكم الصادق لتلامس هذا الإدراك عند الشارع الفلسطيني متضمناُ عشرة نقاط من شأنها إذا ما تحققت، أن تعمل على إعادة التلاحم الفلسطيني وتصويب بوصلته النضالية.

لكن من حق الشارع الفلسطيني يا دكتور رمضان، أن يتساءل عن:

1- ما مدى إمكانية تطبيق هذه البنود في ظل هذا التشرذم الفكري والسياسي للقيادات الفلسطينية؟

2- من هي القوى الفلسطينية الفاعلة والقادرة على متابعة ما تحتاجه من مقاربات فكرية من أجل إيجاد صيغة تطبيقية لهذه البنود؟

إن هذه التساؤلات ليس الهدف منها أن يتسرب الإحباط إلى النفوس، بل هو الخوف من أن تُصبح هذه البنود العشر (حالة خطابية صادقة) كُدست كسابقاتها داخل دروج التعنت والأنانية وغياب المسؤولية الوطنية عند من يملكون القرار!

إن ما يعلمه الشارع الفلسطيني عن صدق المنطلقات النضالية والفكرية لدى الدكتور رمضان شلح، يدفعه بثقة إلى القول:

أن المسؤولية الوطنية تتطلب من الدكتور شلح قبل غيره (وهو أهل لها) متابعة فعلية لما قام بطرحه من بنود عشر قادرة على لحمة الموقف الفلسطيني وتصويب بوصلته النضالية من أجل إستعادة حقوقه، وإن شعبنا الفلسطيني إن شاء الله لن يخذل الصادقين في مسعاهم.

ولنا لقاء

أبورياض