اخبار الوطن العربي

عون ثاني رئيس "صنع في لبنان"

ليبانون ديبايت – لارا الهاشم

في جلسة ال 31 من تشرين الاول سيكون للبنان رئيس. هذا ما اعلنه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من بيت الوسط بعيد لقاء جمعه بسيد البيت. زيارة بدت مفعمة بالود حتى قبل بدئها، عكست اجواءها حفاوة الاستقبال البروتوكولي بامتياز حيث استقبل الشيخ سعد، الحكيم، عند مدخل القصر وطبعت الاستقبال مصافحة وقبل. حتى اعلن د. جعجع بعد اللقاء ان العلاقة بين القوات والمستقبل عادت الى سابق عهدها.

تأتي هذه الزيارة في اطار استكمال المسار الرئاسي ووضعه على السكة الصحيحة لاسيما غداة اعلان الرئيس سعد الحريري تأييده ترشيح العماد ميشال عون ما منح عون الاكثرية النيابية.

وفيما تتواصل المساعي من اجل رفع عدد الاصوات المؤيدة للجنرال تؤكد الارقام حتى الساعة أن جلسة ال 31 ستكون كفيلة بايصال العماد عون الى سدة الرئاسة. فافتتاح الجلسة يتطلب تأمين النصاب بحضور ثلثي اعضاء المجلس اي 86 نائبا وطالما ان التوافق تم بين عدد من الكتل على انتخاب العماد ميشال عون فان ذلك سيضمن تأمين النصاب لاسيما في ضوء تأكيد رئيس المجلس النيابي نبيه بري انه سيكون اول من يحضر وآخر من يغادر.

يقول الخبير في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين ان عدد الاصوات المطلوب في الدورة الاولى هو ثلثي الاعضاء و 65 صوتا في الدورة الثانية وحتى الساعة يضمن العماد عون 23 صوتا من تكتل التغيير والاصلاح، ثمانية اصوات من القوات اللبنانية، حزب الله 13 صوتا زائد 24 صوتا على الاقل من تيار المستقبل اذا اعتبرنا ان اصواتا اعتراضية اضافية طرأت بعد اعلان النواب فؤاد السنيورة وامين وهبة واحمد فتفت وعمار حوري وسمير الجسر ومعين المرعبي وفريد مكاري رفضهم انتخاب عون، وبالتالي يكون العماد عون قد حصل على 72 صوتا اذا احتسبنا ضمنهم النواب المستقلين خالد الضاهر وميشال فرعون ونقولا فتوش ومحمد الصفدي. يضيف شمس الدين ان رصيد العماد عون سيرتفع في حال اقترع لصالحه ثمانية نواب على الاقل من اللقاء الديمقراطي كما هو متوقع، في حين ينتظر ان تتبلور الامور في اجتماع اللقاء يوم السبت لاتخاذ الموقف الرسمي في الموضوع الرئاسي. و فيما لا يزال اتجاه اصوات النواب روبير غانم وميشال المر ونايلة تويني غير واضح يتوقع شمس الدين ان يصبوا في النهاية لصالح العماد عون.

على مدى سنوات لم يكن فوز الرئيس من الدورة الاولى هو القاعدة. فحتى لو حصل الرئيس ميشال سليمان على 118 صوتا من اصل 127 حاضرين في الدورة الاولى والرئيس اميل لحود على 118 من اصل 118، فان الرئيس الياس الهراوي نال في الدورة الاولى 46 صوتا من اصل 53 في وقت كان عدد اعضاء المجلس 99، فيما حصل في الدورة الثانية على 47 صوتا. قبله حصل الرئيس رينيه معوض في الدورة الاولى على 35 صوتا وعلى 52 صوتا في الدورة الثانية من اصل 58 حاضرين. اما الرئيس امين الجميل فقد فاز من الدورة الاولى بانتخابه من قبل 77 نائبا من اصل 80 حضروا، فيما الرئيس بشبر الجميل حصد في الدورة الاولى 58 صوتا من اصل 62 حضروا الى ان فاز في الدورة الثانية بأصوات 57 نائبا.

وفيما الرؤساء الياس سركيس و سليمان فرنجيه انتخبوا في ثلاث دورات، فاز الرئيس شارل حلو في اول دورة مثله مثل الرئيسين كميل شمعون وبشارة الخوري.

لكن المفارقة اليوم في حال وصل الجنرال الى سدة الرئاسة يقول النائب غسان مخيبر فانها ستكون المرة الثانية منذ عام 1972 اي عهد الرئيس سليمان فرنجية التي يتم فيها انتخاب الرئيس باكثرية من دون ايحاء او قرار خارجي.

فعلى مر السنين كان الانتخاب يحصل في الخارج لكن على ما يبدو اليوم فان الاطراف اللبنانين قد تفلتوا من الارتباطات الخارجية وتوجهوا لاختيار رئيس “صنع في لبنان”، اما الاسباب فيشرحها مخيبر كما يلي: اولا انشغال الدول الموثرة بمشاكلها وثانيا انشغال الولايات المتحدة برئاستها والاهم داخليا انفتاح العماد عون واعادة بناء جسور الثقة مع الاخرين اضافة الى الدعم القواتي والذي شكلت التفاهمات السياسية التي تجاوزت الثنائيات والثلاثيات والرباعيات، ممرا اليه.

في مطلق الاحوال والى حين انعقاد جلسة ال 31، من الطبيعي ان تستكمل الاتصالات حتى موعد الجلسة وما قبلها و خلالها فكل فريق سيسعى الى انجاح خياره وما بين الاثنين تتواصل الاتصالات مع بري لمحاولة ضمه الى هذا الاجماع ليكون جزءا منه لا جزءا من المعارضة، فيما تتجه الانظار نحو موقف المختارة الرسمي التي وجه اليها جعجع اشارة واضحة من الرابية علما ان مصلحة جنبلاط الشعبية والسياسية تقتضي انضمامه الى الفريق الحاكم لا الى المعارضة.

لارا الهاشم | ليبانون ديبايت

2016 – تشرين الأول – 22

مقالات ذات صلة