أرشيف المنتدى

مرة أخرى، المصالحة الفلسطينية إلى أين!

مرة أخرى، المصالحة الفلسطينية إلى أين!

مرة أخرى تقف الشروط الإسرائيلية في وجه المصالحة الفلسطينية، ومرة أخرى يناور الرئيس الفلسطيني محمود عباس أثناء مفاوضات المصالحة متذرعاً بالشروط الإسرائيلية!.

الصحفي الفلسطيني المعروف ناصر اللحام يلخص الموقف بأن من يقف في وجه ما يُخطط للمنطقة ستدوسه مجنزرات تلك المخططات!.

هل حقاً بات الأمر بالمختصر “القبول بالأمر الواقع” وعلى حماس تسليم أوراقها للرئيس عباس كما يعتقد به ناصر اللحام، أي أن تذهب حماس إلى تفكيك جناحها العسكري وتجلس في مكاتبها بعد أن تعترف بإسرائيل تنتظر ما تقدمه لها حكومة رام الله من مخصصات مالية في نهاية كل شهر!. للوهلة الإولى يبدو أن الأمور تضغط بهذا الإتجاه. لكن هل ستقبل حماس بالشروط الإسرائيلية الأميركية العباسية، أم لها رأي آخر؟.

عندما أعلنت حماس عن حل اللجنة الإدارية في القطاع والإنفتاح على الشقيقة الأكبر مصر، كانت تدرك حجم الصراع القائم داخل حركة فتح بين زعامة محمود عباس وطموح محمد دحلان. وتدرك أن التصالح مع الشقيق الأكبر مصر وإقحامه في رسم صورة المصالحة هو محاولة ذكية منها للخروج من عنق الزجاجة التي وجدت نفسها فيها بعد سبع سنوات من التحالفات الفاشلة أثمر عن حصار إقتصادي وسياسي أضعفها على كافة الصعد. لذلك كان إلقاء الكره في ملعب عباس دحلان أمام الحكم المصري هي خطوة حمساوية صحيحة تصيب بها أكثر من هدف:

1- إثبات حسن النوايا تجاه مصر التي تتهم حماس دوماً بأنها لها يد بما يحدث من خلل أمني داخل مصر.

2- رسالة واضحة للشارع الفلسطيني وخاصة الغزاوي بأنها ليست المسؤولة عن إستمرار الإنقسام الفلسطيني الفلسطيني.

3- دفع سلطة رام الله إلى إختبار حقيقي أمام شعبها تجاه المصالحة ومدى قدرتها على الصمود في وجه الشروط الإسرائيلية المفروضة على تلك المصالحة!.

تبقى النار تحت الرماد أو كما يُقال، في التفاصيل تكمن الشياطين!

أحد الشياطين يتساءل: من يحكم القطاع عسكرياً بعد تسليم المعابر لسلطة رام الله، وهل ستسلِّم حماس سلاحها وتقطع علاقتها بإيران وتعترف بإسرائيل، ثم لمن القول الفصل في الأمور المالية التابعة للقطاع؟!.

ليست إسرائيل وحدها تريد إفشال تلك المصالحة، فهناك محمد دحلان المتربص ليلعب دور المنقذ في حال وصلت المصالحة إلى طريق مسدود!.

يبقى أن نقول، لقد تنازلت حماس عن المعابر وعباس لم يتنازل بعد عن شيء. وكلما إقتربت حماس من الموقف المصري أكثر كلما نجحت في مسك العصا من الوسط وجنحت بإتجاه الحياد والنأي بالنفس عن الصراع الحاصل ما بين مصر وأخصامها الأتراك والقطريين.. وهو ما لا تريده إسرائيل ومعها يقف ويترقب الكثيرون ممن لا يريدون لهذه المصالحة أن تنجح!

فهل تخلص النوايا.. أم تنجح الشياطين كما هي العادة؟!.

ولنا لقاء..

أبورياض