ثقافة وفن

{شاعر الزيتون/ أناقة الغياب} الشاعر محمود صالح

الشاعر محمود صالح
الشاعر محمود صالح

“الصبيَّةُ التي لوَّعتْ بالصَّبابةِ والعَبَق
أجملَ الفراشاتِ في المُخيَّم
وحدَها بالدَّمع لوَّحَتْ لنا في آخرِ الطَّريق
الصَّبيّةُ التي توَّجَها الجمالُ وتورّدتْ بالفرح
تزوَّجَتْها الوَحْدَةُ وزفَّها الأنين
تحجَّبَتْ أحلامُها
وما عادت تُغري القمرَ وتُراقصُ النُّجوم
لا تقلْ للذِّكرى انحني قليلًا قليلًا لنعبر
فلا شيءَ لا شيءَ ينحني للغرباء
الدَّارُ التي زُرتَ بياضَها ذاتَ مساء
انسحبتْ من ياسمينِها في حياء
لم تعُدْ ترى الشَّمسَ
وما عادَ في سمائها نُجوم
السَّاحاتُ التي ظلَّلتْها الحدائق
وعرائشُ العشيَّاتِ
وتزيَّنتْ بأعشاشِ العصافير
على أكتافِ الكينا
ظلَّلتها الغيوم
أدعيةُ العجائزِ التي طالما باركتْها السَّماء
رحلتْ بلا صلاةٍ وبلا وداع
الأصدقاءُ الطيِّبون
قذَفتْهمْ كرةُ الحياة بعيدًا بعيدا
ملاعبُ الصِّبا تقطَّعتْ أوصالُها
واغتالتْها مقاصلُ الأبنية
جبالُ الزَّيتون وأشجارُ اللَّوز والزَّعترُ البريّ
جفاها الزَّمانُ وجرَّفتها اللَّيالي
الأزقّة التي ضجّت بالحبِّ وأجملِ الحكايات
شُرفاتُ الشَّوق ونوافذُ الانتظار
محمودسرَقتْها سُنونوةُ النِّسيان
قلتُ لكَ ..
تلكَ الصبيَّةُ التي لوَّعتْ أجملَ الفراشات
لوَّعَها العشق وأضناها الحنين
ومازلتَ ترجو الذاكرة بالانحناء
ولا شيءَ لا شيء هُنا سوى الغياب”

{شاعر الزَّيتون/ أناقة الغياب}

مقالات ذات صلة