المقالات

الرئيس المؤسس لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد الشقيري

يؤخذ على الفلسطينيين بعدم حفظهم لتاريخهم وتمجيدهم لأبطالهم بالطريقة التي تمجد فيها الأمم والشعوب أبطالها وتنشيء أجيالها على تربيةو معرفة تاريخها وتشترك في ذلك وزارات التربية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة والإعلام ودوائر أخرى رسمية وأهلية في الوقت الذي يقوم به أعدائهم الإسرائيليون بإختراع تاريخ لهم في بلادهم والسطو على التاريخ الفلسطيني والآثار والأماكن المقدسة والحضارية ونسبها اليهم حيث يجري الآن عمل هؤلاء الإسرائيليين على ترميم وتحسين 296 موقعا تاريخيا منتشرة بكافة مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية يقدسها ويجلها الفلسطينيين كالأضرحة والمقامات والمزارات .

ويقتحم المستوطنون بعضها تحت حراسة الجيش الإسرائيلي كمقام الصديق يوسف وسط نابلس وفي سلفيت وبرقين وغيرها عدا عن العدوان على المسجد الأقصى ومحيطه وبلدة سلوان والحرم الإبراهيمي بالخليل وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية وسرقة أوقافها وأملاكها هذا إضافة إلى تقصيرهم ببعضهم البعض من خلال إقصاء الألوف من الذين شاركوا في صناعة التاريخ الحديث للفلسطينيين وأن شوارع لبنان وسوريا والأردن تزدحم بهؤلاء المشاركين الذين لولاهم لما كانت الثورة الفلسطينية في غالبيتهم يعيشون العوز والفاقة وعائلاتهم وهضم حقوقهم وهناك الكثيرين من الابطال الذين كان نضالهم علامة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني .

تمر ذكراهم وأعمالهم وبطولاتهم دون أن يذكرها أحد وإن ذكروا يأتي ذلك من خلال أصدقاء أو أحباء أو ذوي قربى أو تلامذة أوفياء إذ لا توجد هناك عملية ممنهجة لتمجيد هؤلاء الأبطال وحفظ تراثهم وتوثيق ما قدموه للشعب الفلسطيني رسمية وأهلية كي تكون نبراسا وشحن للذاكرة للأجيال الشابة التي تتحمل مسؤولية إستمرارية النضال لتحرير الأرض وبناء الدولة والتصدي للإحتلال ودحره والحفاظ على المقدسات والذخر التاريخي والإرث الفلسطيني .

في العهد الأردني كان مقررا علينا في المرحلة الإبتدائية كتاب يحمل عنوان بطولات عربية من فلسطين يتناول روايات حياة وجهاد الأبطال الذين قاوموا الإنتداب البريطاني والعصابات الصهيونية مثل ملحمة الثلائاء الحمراء لإبراهيم طوقان التي روى فيها إعدام الشهداء محمد جمجوم وعطا الزير ومحمد حجازي في سجن عكا والأبطال حسن سلامة وشاعر الشجرة عبد الرحيم والشاعر نوح إبراهيم والشيخ القسام وعبد القادر الحسيني وفوزي القطب والمئات غيرهم .

ولا أعتقد أن المنهاج الفلسطيني يحوي اليوم كتابا مثله يدرس للناشئة يذكر هؤلاء ألابطال وقادة الثورة الحديثة والمجابهات العسكرية التي وقعت مع جيش الإحتلال في الجنوب اللبناني ومعركة الكرامة والأغوار وإحتلال الساحل الفلسطيني على يد مجموعة دلال المغربي والذي أكتشف أخيرا أن أحد أبطالها يعمل سائق تاكسي في عمان وعملية وادي الحرامية غيرها من مئات الروايات التي سطرت في القدس والضفة وغزة .

علما أن المنهاج الإسرائيلي ولكافة الفصول الدراسية وخاصة طلاب المرحلة الثانوية الذين يعدون للخدمة بالجيش مغطى تماما للحديث عن قادة الصهيونية ومؤسسي إسرائيل والروايات الكاذبة والمزيفة والعنصرية ويحاولون فرضه اليوم على طلاب القدس الذي يمجد هيرتسل وبن غوريون وبيغن والمحرقة وفرض النشيد الإسرائيلي عليهم كما هو مفروض على مدارس الفلسطينيين بالداخل ويحاولون فرضه على مدارس القدس الخاصة والرسمية كما أن الفلسطينيين متهمون أيضا بعدم الإهتمام بتاريخهم القديم على أرضهم تاركين الإسرائيليين سرقته وتشويهه وتزويره دون رد على ذلك إذ اننا كفلسطينيين نتحدث فقط عن تاريخنا منذ الفتوحات الإسلامية كما يقول مؤرخ التاريخ القديم كيث وايت لام من إسكتلندا وأخرين تاركين للإسرائيليين أن ينسبوه لهم وهناك المئات من أساتذة التاريخ القديم والأثار في الجامعات الفلسطينية والأردنية والسورية والعراقية يمكنهم الرد على الإدعاءات الإسرائيلية وتزيفهم للأثار .

وإن وجد يأتي ذلك من خلال عمل فردي ومجموعات متطوعة دون تبني رسمي للرواية الفلسطينية الحقيقية مع الإشارة أن عددا من السوريين والعراقيين والمصريين تناولوا التاريخ القديم بحدود الجغرافيا السياسية الحديثة لبلادهم ومن الأأبطال الذين تلفهم عدم المبالاة والتقصير التي نكاد أن ننساهم ولا تعلم عنهم الناشئة الأستاذ أحمد الشقيري مؤسس منظمة التحرير الفلسطيني الذي هضمت حقوقه الأدبية والسياسية لدرجة كبيرة كما نالت شخصيته السياسية تشويها من البعض الفلسطيني والعربي علما أنه كان زاهدا في هذا المنصب ولم يكن له مكتبا يليق بمكتب رئيس المنظمة .

كما أنه لم يكن يتقاضى راتبا وقد تم الكشف عن ذلك من خلال حادثة عرضية إذ أن عضو اللجنة التفيذية لمنظمة التحرير خالد الفاهوم كان تقدم بطلب قرض من من مدير الصندوق القومي درويش الأبيض لعلاج إبنه المريض إلا أن طلبه رفض كون أن القانون يمنع لا يجيز ذلك وعندما رجع الفاهوم إلى الشقيري إستدعى الابيض وسأله هل يمكن منح الفاهوم المبلغ المطلوب إذا غطي من راتبي الشهري الذي أتبرع به لصالح الصندوق فرد الأبيض أن هذا ممكنا .

لقد تبين لنا في هذه الايام أن الفلسطينيين العاديين والشعبيين البسطاء أوفياء لدرجة ملفتة لذكرى الشقيري عندما عمل قسم الإعلام بمفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح بإزاحة تراب النسيان عن هذا الرجل والحديث عنه في في ذكرى وفاته ال33 إذ أن كل المواقع والمدونات الفلسطينية ووسائل الإعلام الاخرى قد تناولت هذه الذكرى المنقولة عن صفحة التعبئة مفعمة بالإعتزاز والتقدير لهذا البطل الذي أوجد لنا الكيان المعنوي للشعب الفلسطيني ألا وهو منظمة التحرير .

أذكر أنه في نهاية الفصل الأول الدراسي لعام 1964 دعي طلاب المدارس الإعدادية والصفين الأخيرين من المرحلة الإبتدائية في مدارس القدس للتواجد في ساحة المدرسة الرشيدية الثانوية في باب الساهرة كما شاركهم مئات المواطنين لسماع كلمة للأستاذ أحمد الشقيري الذي كان قد دعاه مؤتمر القمة العربية المنعقد في شهر كانون الثاني من نفس العام للقيام بجولات في العالم العربي وأماكن تجمع الفلسطينيين لإجراء مشاورات ولقاءات مع الشخصيات الفلسطينية والحزبية والنقابية والمواطنين من أجل تشكيل هيكلية سياسية تجمع الفلسطينيين وتعمل لتحريرأ راضيهم من الإحتلال الإسرائيلي والعودة إلى مدن يافا وعكا وحيفا وصفد والقدس الغربية وكل أحيائها التي يحدثنا عنها الأباء والأجداد والجدات وكل قرية فلسطينية محتلة .

وكان الشقيري في كل مدينة يحل بها بالضفة الغربية والمخيمات في الضفة الشرقية ولدى الفلسطينيين العاملين بالخليج وفي المهاجر الأخرى يشغل المواطنين بتحركاته وخطاباته التي كانت تبعث الأمل بتحقيق العودة وتدغدغ العواطف وسط أجواء قومية مفعمة تزكيها سياسة عبدالناصر القومية في ذلك الوقت إذ أنه من المعروف أن الشقيري خطيب مفوه وفصيح اللسان وحافظ للتاريخ الفلسطيني والعربي السياسي .

وهو معروف أيضا لدى الفلسطينيين والعرب من خلال كلماته التي كان يلقيها في الأمم المتحدة كمندوب للمملكة العربية السعودية بالمنظمة الدولية وقبلها مندوب لسوريا والتي بمعظمها تتناول النكبة الفلسطينية والعودة حيث كان الموضوع الفلسطيني في تلك الايام الحدث العربي الذي لا ينافسه أي إهتمام قومي بمقامه وقد أجج في كلمته التي ألقاها بالمدرسة الرشيدية بنفوسنا الشعور الوطني والقومي وخاصة في حديثه عن تشكيل جسم سياسي ينطق باسم الفلسطينيين يعمل من أجل العودة وتطهير الأرض وكشباب صغار كان هذا الكلام يعبر عن رغباتنا وأمانينا القومية والوطنية كما كان يعبر عن أمال الشيوخ بالعودة .

إلتقيت بالشقيري مرات متعددة بالقاهرة ببيته بالزمالك وبيوت بكيفون على الجبل بعد أن قدم إستقالته إلى الشعب الفلسطيني بضغط من إخوانه وزملائه من أعضاء اللجنة التنفيذية وبعد أن تخلى عنه الرئيس عبدالناصر الذي عمل لدرجة كبيرة في إيجاد منظمة التحرير الفلسطينية وترؤسه لها ومتابعته لعملها ومن هذه المتابعة كما ذكر الشقيري حيث أبدا عبد الناصر له في إحدى لقاءاته معه إعجابه بإهتمام الجماهير العربية وحرصها على سماع فترة بث صوت فلسطين الذي كان يبث من القاهرة وعلى ما أعتقد أنه كان يبث على موجات صوت العرب لعدة ساعات بقوله أن هذا الصوت مسموع جيدا في البلد العربية .

وأن بائعي الترمس والبطاطا الحلوة الذين ينتشرون على نهر النيل بعرباتهم حريصون لسماعه وأناشيده وأن بعض هؤلاء الأعضاء كانوا قساة عليه علما أن عددا منهم مناضلون كبار في عهد الإنتداب وتصديهم للعصابت الصهيونية ولذلك تركت هذه القساوة ألما في نفسه كنت ألاحظها كلما إلتقيته ولاحظها غيري كما ألصق به شعار رمي إسرائيل بالبحر الذي روجت له إسرائيل كثيرا في واحدة من مبررات عدوانها كما أن الدعاية الإسرائيلية من خلال حربها النفسية كانت تسميه أبو بدلة كاكي حتى قبل الهزيمة كونه كان يزور الوحدات العسكرية لجيش التحرير وهو مرتديا الكاكي .

علما أن هذا الضغط أتى أيضا بظهور سونامي حركة فتح التي قامت بتنفيذ عمليات جريئة ضد الإحتلال وفصائل أخرى مثل الشعبية في ظل غياب وإندحار القوة العربية مما جعل الجماهير العربية تلتف حولها لدرجة كبيرة علما أنه وفق ما قاله الشقيري أنه دعا الجيش تشكيل وحدات للمقاومة ضد الإحتلال ودعم بشكل مباشر مجموعات أبطال العودة ومن أبرز قادتها فايز جابر وصبحي التميمي التي نفذت فعلا عدة عمليات واحدة منها في مبنى المقاطعة بالقدس علما أن جيش التحرير قد شكل فيما بعد قوات التحرير الشعبية التي نفذت عمليات هامة بغزة والأغوار أزعجت الإسرائيليين لدرجة كبيرة .

ومن أبطالها بغزة الرائد الشهيد زياد الحسيني كما وشارك الجيش في معركة الكرامة وكان الملازم أول صائب العاجز أحد ضباطه حيث وقع القتال في المنطقة التي تواجدت بها كتيبته وأن العاجز ذكر لي أنه بعد المعركة زارهم أبو عمار وهنأهم على مشاركتهم الباسلة مع الفدائيين والجنود الأردنيين الذين شاركوا أيضا ببسالة في هذه المعركة وأن المدفعية التي كانت على جبال السلط والجبال المطلة على الكرامة شاركت بشراسة في هذه العملية مع الإشارة هنا أن عددا هاما من قوات التحرير الشعبية والجيش إنتسبوا فيما بعد لفتح بعد إستقالة الشقيري .

تسلم رئاسة المنظمة المحامي يحيى حمودة الذي تسلم منه الرئاسة ياسر عرفات زعيم فتح بسهولة وبعد إجتماعات مطولة مع كافة الفصائل الفلسطينية وأعضاء اللجنة التنفيذية حيث إستطاع إعادة للمنظمة بريقها ووجودها .

خلال هذه اللقاءات إستطعت أن أحصل منه على بعض المعلومات الهامة في قضايا كثيرة منها تشكيل جيش التحرير الفلسطيني علما أننا كشباب صغار في القدس كنا نحاول أن نكون متواجدون بالمقر في الوقت الذي كان فيه يترأس إجتماعات اللجنة التفيذية للمنظمة في المقر العام والذي كان في البداية لمنزل يعود لعائلة بركات في الشيخ جراح مقابل فندق الأمبسادور ثم نقل إلى مبنى أكبر واوسع في بيت حنينا علما أن الشقيري كان و أعضاء اللجنة التنفيذية يشعرون براحة تامة في إجتماعاتهم بالقدس كما القاهرة .

إلا أنه لا لم يكونوا يشعروا بهذه الراحة أثناء عقد الإجتماعات في دمشق وخاصة من قبل البعثيين الفلسطينيين هناك الذين كانوا يوجهون الإنتقادات له ولعمل المنظمة وما سمعته منه رحمه الله أنه في عقد مؤتمر القمة العربية الثانية الذي عقد بالإسكندرية5-9-1964 قدم تقريرا للقمة حول عقد المجلس الوطني بالقدس الذي حضره الراحل الملك حسين و تشكيل المنظمة وهيئاتها مثل الصندوق القومي والمجلس الوطني الفلسطيني والدوائر الاخرى وفي مداخلته طلب أن تتشكل كتائب فلسطينية بأسلحة فردية تعد للتحرير .

وهنا حصل رفض من بعض الدول في مقدمتها الأردن وأثناء حالة النقاشات الحادة التي جرت حول هذا الموضوع تسائل الرئيس السوري في ذلك الوقت قائلا الذي كان في ذلك الوقت أمين الحافظ لماذا لا يكون هناك جيش تحرير لفلسطين ويضيف الشقيري وهنا إلتقت هذه العبارة والفكرة وتمسكت بها وهنا أيضا جرى نقاش ساخن وفي النهاية تم الإتفاق وأتخذ قرار بأن تتواجد قوات حيش التحرير في البلدان التي توافق على وجود كتائبه على أراضيها فوافق العراق وسوريا ومصر .

فكانت هناك قوات القادسية بالعراق وقادها ضباط فلسطينيون من الجيش العراقي عدد منهم من مخيمات لبنان وأخرين من لاجيئي العراق كانوا ضمن وحدات عراقية إنتسبوا إليها قبل إنشاء المنظمة لإيجاد نواة لجيش فلسطيني بتشجيع من عبدالكريم قاسم يكون جاهزا للمشاركة بتحرير فلسطين بالوقت المناسب وكذلك في مصر وهم من قطاع غزة وفي سوريا إذ انه كان هناك ضباط فلسطينيون في الجيش السوري في غالبتهم بعثهم الحاج أمين الحسيني وعبد ا لقادر الحسيني لتدريبهم كضباط في الكلية العسكرية بدمشق وبعد عدوان 48 وقيام الكيان الإسرائيلي عملوا كضباط بالجيش السوري و منحوا الجنسية السورية .

وقد أوكلت قيادة جيش التحرير إلى وجيه المدني الضابط بالجيش الكويتي الذي عمل بكل قوة وكفائة لبناء هذا الجيش مع عدد من الضباط كما أن المدني بعد عدوان 1967قد تعرض لمخاطر أثناء تفقد وحداته في الاردن حيث تواجدت كتائب من هذا الجيش هناك بعد العدوان .

لابد هنا من الإشارة أن الجيش الإسرائيلي عندما إجتاح لبنان شوهدت دورية إسرائيلية تتدخل فيلا الشقيري كيفون وقد سرقت مكتبته والوثائف التي كان يحتفظ بها كما ذكر الكاتب والأديب محمد الاسعد وإن هذا الحدث موثق مع الإشارة هنا أن الإسرائيليين دائمي السطو على الإرث الأدبي والفكري للشعب الفلسطيني .

وأنه بعد إقتحام بيت الشرق بالقدس من قبل قوات الإحتلال عملوا على نقل ومصادرة كل موجودات مكتبة جمعية الدراسات العربية التي توجد بالمبنى ومن ضمنها وثائق هامة للراحل فيصل الحسيني وعائلته وكلنا شاهدأ وقرأ عن الفلم الذي عرض قبل أيام في إسرائيل ورام الله يتحدث عن مصادرة إسرائيل بعد 1948 ما يزيد عن سيعين ألف كتاب ومخطوط من البيوت والمنازل منها 30 من القدس وحدها مودعة بالمكتبة الإسرائيلية العامة وترفض إعادتها إلى أصحابها أو ورثتهم إذ تعتير هذه الكتب غنائم حرب علما أن مخرج الفلم يهودي هولندي وتعرض للشتم والإتهام من قبل الإسرائيليين .

ذكر لي اللواء فيصل الفاهوم قائد جيش التحرير الفلسطيني بالأردن أن الشقيري كان سعيدا عندما عاده وعدد من الضباط وهو يرقد بالمستشفى قبل أن ينتقل إلى رحمته تعالى في 26- 12 -1980ودفن وفق وصيته بجامع أبو عبيدة بغور الأردن وفي أقرب نقطة إلى فلسطين .

صفحات من دراسة موسعة لمنظمة التحرير
سمير سعد الدين

مقالات ذات صلة