الجالية العربية تودع سعادة السفير الفلسطيني في برلين هايل الفاهوم بحفل مهيب
الجالية العربية تودع سعادة السفير الفلسطيني في برلين هايل الفاهوم بحفل مهيب بدعوة من د . علي معروف رئيس الجمعية الطبية الألمانية العربية حضرها جميع مندوبي الجاليات والروابط والجمعيات العربية والفلسطينية .
سعادة السفير الفلسطيني الأستاذ هايل الفاهوم و د . علي معروف رئيس الجمعية الطبية الألمانية العربية
برلين 23/6/2010
أقيم حفلا مساء يوم الأربعاء الموافق في 23/6/2010 لوداع سعادة السفير الفلسطيني في برلين واستهل د . علي معروف مرحبا بالحضور الكريم ومشيدا بانجازات سعادة السفير في ألمانيا وقال فيه : نودع اليوم أخا عزيزا مناضلا مثابرا منذ حضوره إلى الساحة ألألمانية مخلصا لقضيته وشعبه لم يتوانى لحظة واحدة تاركا لنا مثلا في الالتزام الوطني دءوبا لا يمل ولا يتقاعس . كان مرجعا سياسيا ذو نظرة استراتتيجية شهد له العرب والأصدقاء الألمان . جعل السفارة بيت للجميع ولم تؤصد بابا أمام الأخوة العرب والفلسطينيين الذين أحبوك لأنك أخلصت لقضيتنا وشعبنا . عملت جاهدا لدعم المؤسسات الفلسطينية و العربية التي ستبقى مستمرة حتى تحرير فلسطين .
وحيا د. علي معروف سعادة السفير وطاقم السفارة الذين تحملوا فترة قاسية مرت عليهم بكبرياء الرجال . وتابع قائلا نودعك اليوم ونحن نعدك بالاستمرار . نودع رجل مناضل من ساحة نضال ترك فيها معالم سياسية إلى ساحة نضال أخرى وشكر الجميع للحضور والمشاركة .
وتكلم بعدها د. محمد حطيط عن الجاليات العربية شاكرا لهذه الدعوة القيمة قائلا :
بسم الله الرحمن الرحيم..
باسم الأخوة والصداقة ،
أصحاب السعادة ،
حضرات ممثلي الهيئات الدبلوماسية،
و ممثلي الهيئات الرسمية والنقابية والحزبية،
أعزائي رؤساء وممثلي الجاليات والروابط والجمعيات والاتحادات،
أيتها الأخوات أيها الأخوة ..
أيها الحضور الكريم،
أهلا” وسهلا” بكم ،
اسمحوا لي أن أبدء بالشكر إلى من منحني الثقة وانتدبني لأن أتكلم في هذه المناسبة، أخي وصديقي رئيس الجمعية الطبية العربية الألمانية في ألمانيا الدكتور علي معروف، ولا سيما أن من دعانا لأجله اليوم هو رمز يكبر عن اختصار مشاعرنا له في هذه الأمسية. باسم كل الجمعيات والروابط والاتحادات العربية التي آمنت بتوحيد الجالية تحت سقف عربي واحد، عبر تأسيس الإتحاد العربي الألماني للجاليات في ألمانيا قبل عام تقريبا”، أرحب بكم جميعا” أجمل ترحيب …
القليل ما أستطيع أن أحدثكم عنه في هذه المناسبة … هو البحر، الواسع ، الهادئ ، المعطاء ، المحب ، الثائر المقاوم في هدوئه وسكونه، هو الجبل المتواضع الجالس بين أحبائه من أبناء جاليته ، هو أحد الجسور بين الوطن الحبيب الجريح الساكن في كل حنايا قلبه وفؤاده ووجدانه والجالية العربية في بلاد الاغتراب ، هو الذي كبر عنده باب الحياة بمصراعيه ، السياسي و الفكري… دخل إلى المجتمع الغربي من بابه، فعرف كيف يخاطبهم بلغتهم ونهجهم ونمط تفكيرهم،
أبدع في مواقفه الرسمية السياسية والاجتماعية، حتى أنه أيقن كيف ينتزع الحق ويزهق الباطل، برع في رسم حدود الوطن المغتصب في بلاد لا تعرف إلا اللون الآخر، والوجه الآخر، فكان الرجل الحاضر بكلمته …
والصلب في مواقفه وتمسكه بحق العودة واستعادة الحرية الكاملة، فبقي كالنسر الطائر حرا” في فكره، وشدة انتمائه وتمسكه الثابت لتحقيق مطالبنا للعيش الكريم،
ليس فقط بالقول بل بالفعل، في كيفية استعادة الحق السليب وكرامة الأمة، ووحدة الجالية الفلسطينية، والجالية العربية جمعاء، فلسطيني الدم ، عربي المقام ، الأنيق عند المسافات المرسومة للإنسانية . في عينيه تلونت حقول الزيتون والزعتر، والنخيل ،المتواجد في شغف الذاكرة… لم يحدث أن أغلق فتحة باب أمام الجميع، أو أقفل أملا” أو أهمل أمنية.. فهو مع الحوار الديمقراطي البناء وتعدد الأفكار. مؤمن بوحدة الشعب والقضية والمصير،
هو القادم من كنف عائلة مقاومة ، لا شيء يخدش عندها الإيمان بالأرض وفلسطين الوطن ،أو يمس ركائزها الدينية المتلونة المتنوعة ، وأعمدتها الثابتة بالتواضع و الأخلاق ..
يكرم النجم فينا اليوم ، والروح تضيء بما تركته بصماته في خدمة الجالية الفلسطينية والعربية ، كان موقفا” والموقف مقاومة … في أيام أخرجت فيها الحقائق لتموت … ونكرم فيك اليوم بفضل إنسانيتك التي ما عرفت ، يوما” ادعاءا” ولا اضطرابا” في التفكير .. ولا فقدان ذاكرة شعب وهواجس غربة ..
كان القلب المباح والكف المفتوحة ، والمجلس الطيب . رجل الابتسامة الدائمة والفعل المتكامل رغم تراكم متاعب المهمة … لو أنك تكرر المحاولة ، لو أنك ترغب بالبقاء مدة” أطول ، فأنت لنا النافدة المفتوحة على المدى الواسع الفسيح فوق أرق الغربة ، حتى تزيل احتقان الانتظار بالدهشة العارمة لحدث ما … كنا إذ تضيق بنا عزلتنا ، أو تدمع مآقينا لجروح الوطن النازف ، نستشرف بك الطمأنينة ، فكنت واحدا” منا ، رافضا” الإذعان إلى متاهات السياسة وطغيانها …
وفي هذه الزاوية من العالم ، كنت فلسطين ، كنت الوطن لنا، كل الوطن،وكنت عنفوان الزنود المقاومة ،.. وانتظارنا الدائم لمواكب الشمس … نحتفل بك اليوم ، لا لوداعك ، ولكن، كمن يريد أن يتيقن بأنك ما زلت هنا ، بأنك لست المدة الزمنية المفروضة ، بل أنت استمرارية الإنسان الحق … فليس للكلمات اختصار في حضرتك يا عطرا” سيبقى دوما” كعطر فلسطين الذاكرة ، ونجم الدنيا في كل الكواكب …
سعادة سفير فلسطين في قلوبنا الساكن الدائم، الأستاذ هايل الفاهوم ….
وبعدها ناشد سعادة السفير الفلسطيني الحضور شاكرا لهذا الحفل الذي سيبقى في ذاكرته ويعطيه القوة والعزيمة المستمرة وناشد الجميع من عرب وفلسطينيين بوحدة الصف والموقف وخاصة في هذه المرحلة الذي بدأ الانهيار الواضح للاحتلال والذي بدأ منذ فترة . وكشف وجهه المخفي الأخير . فكفوا عن الصراع الداخلي وكثفوا جهودكم لكشف العنصرية السافرة ضد شعبنا وحصاره.
وفي الختام وجه الشكر الجزيل للجميع وعاهدهم إن نبقى على تواصل.
وبعد كلمة سعادة السفير قدم الأخوة العرب والفلسطينيون باقات من الزهور والمصحف الشريف المرصع الذي قبله سعادة السفير شاكرا . ثم أطلق اتحاد الجاليات العربية على لسان الأخ جمال عرفة على قاعة الاجتماعات في المركز اسم قاعة الفاهوم . ثم أخذت الصور التذكارية مع الجميع .
واختتم د . علي معروف الحفل شاكرا الجميع على حضورهم لوداع الأخ سعادة السفير هايل الفاهوم .
مع تحيات عبد خطار
