أرشيف المنتدى

18 طالبة سعودية يتضامنّ مع غزة من مطابخ بيوتهن

غزة-دنيا الوطن

لم يكتف بعض الفنانين بأعمالهم الفنية وأغانيهم التي جسدوا من خلالها موقفهم من الأحداث في غزة، وإنما حاولوا استغلال تعلق الكثيرين بهم ليمرروا لهم رسائل تضامنهم مع القضية الفلسطينية، وذلك عن طريق توقيعهم على مجموعة من «التي شيرتات» تحمل شعار الشماغ الفلسطيني وعبارات تحث على التضامن.

وقد بيعت تلك التي شيرتات التي حملت توقيعات لكل من محمد عبده، وقصي، ومجموعة من الدعاة الشباب مثل أحمد الشقيري، في مزاد خيري على هامش البازار الذي نظمته كلية دار الحكمة يوم أول من أمس، وبدأت أسعارها من 250 ريالا سعوديا.

وبما أن البازار كان خيريا يصل ريعه إلى أهالي غزة، رفضت الطالبات المشاركات الإفصاح عن أسمائهن، بحسب ما ذكرته الطالبة المسؤولة عن المنتجات التي عرضت في المزاد، وقالت في حديث لـ «الشرق الأوسط» إن الاتفاقيات التي عقدت بيننا وبين المشاهير كانت عن طريق معارفنا، إضافة إلى أن بعض الفنانين منعتهم ظروفهم الخاصة من المشاركة في التوقيع على التي شيرتات.

وشاركت 18 طالبة ومجموعة من موظفات الكلية وأعضاء هيئة التدريس بها في البازار من خلال أصناف الأكل المصنوعة في منازلهن بكميات كبيرة، وشملت طاولات الطعام المعروضة أطباقا منوعة من الوجبات الرئيسية والمعجنات والحلويات، والتي يتم بيعها ضمن مشروع إسلامي لصالح أطفال غزة «بحسب ما أفادت به إحدى الطالبات»، لافتة إلى أن عائد المبيعات يتم تسليمه لإدارة الكلية بعد وضعه مباشرة في صناديق خشبية مغلقة.

وذكرت أريج بريك المسؤولة عن مبيعات البازار، أن التبرعات سيتم تسليمها إلى أسر مدينة غزة بشكل مباشر، وقالت لـ«الشرق الأوسط» لم نتوقع أن نحقق تلك المبيعات، لا سيما وأننا بدأنا بعشر طاولات فقط، إلا أن كميات الطعام التي تم إحضارها لم يستوعبها هذا العدد من الطاولات، مما دفعنا إلى زيادة عددها لتفي بالغرض.

وأضافت بريك أن الكثيرات من زائرات البازار، لا يطلبن ما تبقى لهن من النقود بعد الشراء، من منطلق ضرورة التبرع بالكثير والقليل لصالح أهالي غزة، لافتة إلى أن البازار تم التخطيط له وتنفيذه في غضون أسبوع واحد فقط.

فيما استغلت مها الإفرنجي المسؤولة عن مشروع كفالة أيتام غزة، رغبة طالبات كلية دار الحكمة في التبرع بالأموال لتنظيم مشروع الكفالة بشكل بسيط، وأضافت أن المشروع لا يحدد مبلغا معينا، وإنما يبدأ من 10 ريالات وحتى 200 ريال سعودي، في محاولة لفتح المجال أمام كافة الأفراد الراغبين في كفالة الأيتام.

وأشارت الإفرنجي إلى أن الكثير من الفتيات داخل الكلية كنّ يعانين من الجهل بأهمية القضية الفلسطينية، مما دفعهن إلى تنظيم أنشطة توعوية من قبل الأحداث الأخيرة في غزة. وأضافت الإفرنجي قائلة إن التبرعات سيتم إيصالها مباشرة للمدنيين هناك من خلال أسر فلسطينية تربطها بهم علاقة شخصية.

ولم تقتصر مشاركات البازار على منسوبات وطالبات كلية دار الحكمة فحسب، بل شاركت الندوة العالمية للشباب الإسلامي بطاولة تحوي الكثير من المنتجات اليدوية الفلسطينية، والمتضمنة الأوشحة و«الحطّات» والأشمغة والأعلام الفلسطينية، والمصاحف المغلفة بالشماغ الفلسطيني، إضافة إلى دمى للأطفال ترتدي الزي النسائي الفلسطيني.

وأوضحت المسؤولة عن ركن الندوة العالمية للشباب الإسلامي في البازار «فضّلت عدم ذكر اسمها» أن الحطّات والأشمغة كانت الأكثر مبيعا، وقالت إن معظم الفتيات يرين أن وضع الشعارات الفلسطينية أقل شيء يمكن تقديمه للتضامن مع غزة، لافتة إلى أن الندوة خلال إحدى فعالياتها فتحت للفتيات مجال الاتصال بشكل عشوائي على أرقام هواتف لسكان غزة.

ولفتت إلى أن المصاحف المزينة بالتطريزات الفلسطينية قد لاقت رواجا كبيرا، مما جعلهن يكتفين بتغليفها بالشعار الفلسطيني، إضافة إلى أن دمى الأطفال تبرعت بها إحدى السيدات من جمهورية مصر.

من جهتها أكدت الدكتورة سهير القرشي عميدة كلية دار الحكمة في جدة، أن فكرة البازار كانت مبادرة من قبل طالبات الكلية، من منطلق شعورهن بالتفاعل والتضامن والعطاء، مشيرة إلى أن ما يجمع البازار روح واحدة.

وقالت في حديث لـ «الشرق الأوسط»، إن رحلات العمرة الأسبوعية التي تنظمها الكلية للطالبات شهدت أعدادا كبيرة من الفتيات الراغبات في تأدية العمرة، بنية إلحاق ثوابها إلى شهداء غزة، مبينة أنه تم التعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي من أجل إيصال التبرعات إلى مستحقيها.