ثقافة وفن

حوار مع الشاعر الشاعر الفلسطيني علي أبو مريحيل

الشاعر الفلسطيني علي أبو مريحيل

علي أبو مريحيل
علي أبو مريحيل

أنا أتنفس شعراً في زمن لا يعترف بالشعر والشعراء

هو الشاعر الفلسطيني الذي لم يكتب حرفاً واحداً عن فلسطين ابن اللجوء والشتات الذي تكاد لا تخلو قصيدة له من مفردات العشق والغزل هو عاشق حتى الثمالة, شاعر حتى التطرف والجنون أصدر مؤخراً مجموعته الشعرية السادسة بعنوان “قبلة واحدة لاتكفي” هو واحد من أغزر الشعراء الشباب انتاجاً, إنه الشاعر الجميل علي أبو مريحيل.

– أنا أتنفس شعراً في زمن لا يعترف بالشعر والشعراء.
– الوطن ليس حجماً جغرافياً تحدده التضاريس والمعالم الطبيعية.
– في مدرسة أبي الوطنية تعلمت معنى أن تكون فلسطينياً وما يترتب على حمل هذه الهوية من أعباء ومسؤوليات وأوسمة.
– للمقاومة مفاهيم أبلغ من حد السيف وأغزر من لون الدماء.
– الإقامة في غزة معادلة للموت السريري , في غزة أدركت كم يحبني الله من باب إذا أحب الله عبداً ابتلاه .
– “ثقب بين فخذيّ غزة” زائدتي الدودية الملتهبة التي انفجرت على الورق.
– خبر عاجل : دخلت قصيدة النثر موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأول قصيدة يفوق عدد كتابها عدد القراء.

* كيف يقدم الشاعر علي أبو مريحيل نفسه ؟
– أنا شاعر بسيط , أكتب دون أية تساؤلات فلسفية لا أحب التعقيد, لذا لا أتوقف عند المبادئ والقواعد الفنية المعقدة ولدت عام 1981 في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان لأسرة بسيطة محافظة, تتكون من ثلاثة أبناء وثلاث بنات أبي هو أحمد أبو مريحيل أحد مناضلي الثورة الفلسطينية الشرفاء الذين بقوا محافظين على مبادئهم وثوابتهم الثورية حتى الرمق الأخير أما أمي فهي الاسم الآخر للعاطفة والمحبة والعطاء منها تستمد الأمومة بريقها ومنها استمد لون وطعم ورائحة حضوري اليومي أنا شاعر وعاشق محظوظ لأن أبي هو أبي وأمي هي أمي.

* يقال أن طفولة الشعراء غالباً ما تكون قاسية, هلا حدثتنا عن طفولتك؟
– طفولتي كانت حافلة بالانجازات والمحطات الرياضية مارست عدة ألعاب أذكر منها : الكاراتيه وسباقات الجري كما أني كنت رساماً جيداً, كنت أعشق رسم الوجوه أيضاً مارست لعبة كرة القدم وكنت لاعباً موهوباً كنت عاشقاً للحياة ممتلئاً بالنشاط والحيوية إلى أن أصبت بركبتي اليسرى في إحدى مباريات الدوري العام لولا لعنة الإصابة لكنت الآن نجماً عربياً في سماء الكرة العالمية.

* وما هي قصتك مع الشعر ؟
– قصتي مع الشعر هي قصتي مع النفس والهواء الذي يحيط بي أنا أتنفس شعراً في زمن لا يعترف بالشعر والشعراء رصيدي الشعري إلى الآن ست مجموعات شعرية, طبعتها على نفقتي الذاتية لم تحظ هذه المجموعات باهتمام ومتابعة القائمين على المشهد الثقافي الفلسطيني لاعتبارات أيدلوجية, فهم يعتبرون أن كل قصيدة لا تلطخ أكف القراء بالدماء هي قصيدة قاصرة وبالتالي يجب ألا تحظى بالاعتراف, وكأن الدم هو العتبة التي يجب أن يدخل منها الشاعر للوصول إلى المشهد الشعري أو الثقافي.

طبعاً هذا يعود إلى قصور في فهم المعنى الحقيقي للمقاومة. هناك تصور عام أن أدب المقاومة هو أدب البنادق والرماح والسكاكين أي الأدب الذي بموجبه تتحول الأقلام إلى مسدسات والكلمات إلى طلقات نارية في حين أرى أن قدرتي على أن أحب في ظل الاحتلال مقاومة وقدرتي على التعبير عن مشاعري مقاومة, وقدرتي على التغزل في عيون حبيبتي مقاومة للمقاومة مفاهيم أبلغ من حد السيف وأغزر من لون الدماء.

* أين الوطن من قصائدك وأنت ابن المناضل والمخيم واللجوء والشتات؟
لماذا لم تنعكس هذه العوامل وهذه المؤثرات القوية على نتاجك الشعري ؟
– الوطن ليس حجماً جغرافياً تحدده التضاريس والمعالم الطبيعية بل هو تلك القوة الروحية والعاطفة السرية التي تدعو إلى حب الخير والجمال والحياة والمرأة هي الكلمة المرادفة لهذه المفردات السامية, ومادمت أكتب وأعشق وأقدس المرأة فهذا يعني أني ممتلئ بالوطن, وبالتالي كل ما أكتبه من شعر هو استجابة لنداء الوطن.

* هل اعتبر هذا هروباً ؟
– أبداً .. ما أكتبه من شعر ليس هروباً وليس تحليقاً في فضاءات الخيال كما يظن البعض أنا أكتب عن الوجه الآخر المضيء من هذا الواقع المظلم أكتب عن الوجه الذي لم تعفره ألسنة الحروب وحوافر الطغاة.

* كتبت قصيدة مؤثرة بعنوان “لا يليق بك الدلال” في رثاء الشاعر الكبير محمود درويش كيف تلقيت خبر وفاته ؟
– ما زلت حتى هذه اللحظة لا أصدق الخبر, أعتقد أن محمود درويش يختبر قدرته فقط على تنويم قرائه مغناطيسياً بفعل قصيدة, وإننا الآن نيام بفعل قصيدته الأخيرة نحلم أنه رحل عنا وهو الصاحي الوحيد فينا.

* يقول محمود درويش في قصيدته الأخيرة “سيناريو جاهز”: (هرب الوقت منا, وشذّ المصير عن القاعدة, ههنا قاتل وقتيل ينامان في حفرة واحدة , , وعلى شاعر آخر أن يتابع هذا السيناريو إلى آخره ! ) هل تعتقد أن في جيلك من الشعراء من هو قادر على أن يكمل هذا السيناريو إلى آخره؟
– لا أشك في ذلك, فالشعب الذي أنجب إبراهيم طوقان وغسان كنفاني وإدوارد سعيد هو شعب خصب قادر على أن ينجب من هو جدير بحمل لواء الشعر بعد محمود درويش.

* أنت شاعر تفعيلة في أغلب قصائدك, ما سر عزوفك عن كتابة الشعر العمودي؟
– الكتابة العمودية تذكرني بطفولتي الدراسية حين كان يعطينا أستاذ الرسم مجموعة من النماذج الورقية لنقوم بتفريغ الألوان فيها بحيث يتوافق اللون مع طبيعة النموذج الورقي أذكر مرة أني مزقت هذه النماذج الورقية ورسمت أستاذ الرسم بشكل كاريكتاري مضحك ربما كنت أدرك رغم صغر سني آنذاك أن طاقتي الإبداعية أكبر من هذه الأطر وهذه النماذج البلهاء.

* أصدرت مؤخراً مجموعتك السادسة بعنوان “قُبلة واحدة لا تكفي” كيف تقيم هذه المجموعة بالمقارنة مع أعمالك السابقة خصوصاً وأن كل مجموعاتك الشعرية تدور في فلك المرأة؟
– ليس لدى ما أقوله عن هذه المجموعة سوى أنها جاءت تتويجاً لمرحلة عمرية كانت حافلة بالمغامرات والعلاقات العاطفية البريئة منها والمشبوهة.

* كلمة “تتويج” تدفعني إلى السؤال التالي : ماذا بعد ؟
– سأتفرغ للقراءة, لست راضياً عن مستوى ثقافتي الأدبية الكتابة استنزفت كل وقتي وبالتالي لم يكن لدي متسع من الوقت للقراءة والمتابعة أعترف بأني كنت مقصراً بحق شهيتي لالتهام الكتب .. وأعتذر.

حاورته: نسرين أبو عكر


الشاعر الفلسطيني علي أبو مريحيل

مقالات ذات صلة