أرشيف المنتدى

وجه لبنان الطائفي قد يقترب من سورية!

وجه لبنان الطائفي قد يقترب من سورية!

إستقلال لبنان الذي تم سنة 1943م والذي يحتفل به اللبنانيون في 23 نوفمبر من كل سنة، قد قام على تقسيم السلطة بين اللبنانيين على أسس دينية طائفية، ولقد تبنّى اللبنانيون ( للأسف) هذا الإنقسام، وعملوا (بعلم أو بدونه) على ترسيخ ثقافته المسمومة بين أبناء الوطن الواحد.. حتى بات عنوان فلسفي يطغى بوضوح على سخصية المواطن اللبناني!

ف (الوطنية الطائفية) في لبنان أصبحت أساس المواطنة، وباتت الطائفة وليس الوطن هي الضامن الوحيد لحقوق المواطنة! وإن حدود الوطن لدى المواطن اللبناني تنتهي عند إنتهاء حدود طائفته! حتى أصبح التدخل في الشأن اللبناني عبر البوابة الطائفية أمر مُستباح وحتى مُرحب به من قِبل الأطراف اللبنانية، ولا أبالغ إن قلت، أن هذا التقسيم الطائفي البغيض الذي إبتدعته العقلية الفرنسية الإستعمارية.. هو السبب الرئيس لكل الحروب والمصائب التي ألمّت بلبنان وشعبه!

الذي يدعوا للكتابة حول الطائفية السياسية اللبنانية، هو الخوف من أن تُصبح منهجاً تعتمده الدول الكبرى الفاعلة، من أجل تفتيت وتشتيت إمكانات وقدرات وخيرات بقية الدول العربية. وما حصل في السوادن يندرج في هذا الإطار، وما يُخطط له في العراق من تجزئة السلطة على أسس طائفية ودينية قد قارب أن يُصبح بكل أسف حقيقة يعترف بواقعيتها قيادات وأبناء الوطن العراقي الواحد قبل غيرهم! وهناك كذلك في مصر محاولات مستمرة لتغليب اللغة الطائفية.. رغم خجلها إلا أنها مقروءة لكل ذي بصيرة.

من هنا جاء القلق الحقيقي حول ما يُدبّر من وراء الكواليس لسوريا هذه الأيام. فالحرب المُعلنة على سورية كما هو معروف، أصبح لها هدف تدميري يستهدف الوطن السوري من خلال حرب طائقية بإمتياز، من أجل قتل كل المبادئ السامية لمفهوم المواطنة التي يتحلى بها المواطن العربي السوري! وما يُخيف هنا، هو أن تأتي الجهود الكثيفة الرامية لوقف النزيف الدموي في سوريا عبر إنعقاد مؤتمر (جنيف 2)، بمشروع (سلطة حكم طائفي) يؤسس لتفتيت النسيج الوطني السوري طائفياً بعد أن فشلت كل المحاولات لتفيته عسكرياً، لتصبح سورية كما لبنان.. بلداً طائفياً يسهل التحكّم بأطرافه سياسياً وعسكريا وثقافياً.. وهو الهدف الذي قامت كل محاولات أباطرة ما يُسمى “الربيع العربي” من أجل تحقيقه!

ما نحمله من إحترام وتقدير لدور سورية التاريخ والحاضر.. هو الدافع للقلق على المستقبل.. والتحذير من هكذا (مخططات مسمومة) قد تُمرر نتيجة هول المحنة الشرسة المفروضة على سورية أرضا وشعبا ودولة!

ولنا لقاء…

أبورياض