أرشيف المنتدى

لبنان بين سلامة الوطن وعاصفة الإرهاب! فجأة يُصبح الحل في لبنان مُمكناً!

لبنان بين سلامة الوطن وعاصفة الإرهاب!

فجأة يُصبح الحل في لبنان مُمكناً!

وفجأة، لا تمانع المملكة العربية السعودية في تشكيل حكومة جامعة لكل الأطراف بما فيها حزب الله! وفجأة كذلك، يطلب الرئيس فؤاد السنيورة تحديد موعد للإجتماع برئيس مجلس النواب السيد نبيه بري من أجل وضع تصوّر إيجابي لتشكيل حكومة لا مغبون فيها!

وفجأة ومن باريس هذه المرّة، يُصبح الرئيس سعد الحريري راعي السلم الأهلي وضاغطاً بإتجاه تشكيل حكومة تضم جميع الفرقاء والأحزاب المُتناحرة في لبنان!

ما الذي غيّر فجأة القناعات لدى الإخوة الأعداء في لبنان!؟

إن الخريطة السياسية والعسكرية للمنطقة لم تتغيّر بعد، رغم كل ما طفى ويطفوا على سطح الأحداث من فقاقيع سياسية ما تلبث أن تزول. وإن موازين الصراعات العسكرية والسياسية في المنطقة لم تأتي بعد بجديد! فالمعارضة السورية لا تزال مُنقسمة على حالها.. وإنتصارها وقع داخل مربع المستحيلات، ولا حتى أقله.. قد إنخرطت ضمن قوة سياسية واحدة لترجّح كفة السياسة التفاوضية للمملكة العربية السعودية. ولم يُهزم أو ينسحب حزب الله من سورية! ولم تٌعلن إيران أنها أدارت ظهرها لحليفتها سوريا، ولم نسمع أن السيد لافروف وزير الخارجية الروسي، قد رضخ للضغوطات الغربية بشأن تنحي الرئيس الأسد!

نقول هذا، لأن لبنان قد عودنا ومنذ إستقلاله، أن قراراته السياسية ومصلحة لبنان “الوطن” لا يلتقيان إلا ما ندر! وأن التغيير في قناعات لبنان السياسية لم تكن يوماً ذاتية المصدر، بل تأتي وفق المُتغيرات من أحداث عسكرية وسياسة إقليمية تفرض ظلالها على الشأن اللبناني. ولهذا يأتي التساؤل حول مصدر هذا التغيير المفاجئ من قِبل القوى السياسية اللبنانية في المواقف.. والموافقة على تشكيل حكومة جامعة لكل الأطراف!

في إعتقادي أن ثلات عوامل إقليمية ومحلية.. دفعت بإتجاه هذا التغيير في السياسة اللبنانية نلخصها على النحو التالي:

— العامل الأول، النجاحات العسكرية للجيش العربي السوري على الأرض. ثم نجاح الدبلوماسية السورية الإيرانية الروسية في كسر هيمنة وسطوة الإعلام الأوحد والمُمَنهج عند الغرب وحلفائهم. بالإضافة لقوة ومتانة الدائرة الإقتصادية لهم، المرتبطة بمعاهدات إقتصادية واعدة مع دول البريكس (البرازيل روسيا الهند الصين وجنوب أفريقيا). كل هذا.. فرض على الآخرين واقعا ليس بالسهولة كما كان يُعتقد تجاوزه أو تغييره. وبالتالي أُجبر من كان يرغب من القوى اللبنانية في إستكمال رغبة التصادم مع الفريق اللبناني الآخر، أن يتريث عن فعل ذلك.. علّ الأيام تأتي بجديد.

— العامل الثاني، جاء نتيجة ثبات وجود العامل الأول، والذي أدى لوجود قناعة دولية مدعومة برغبة قوية روسية أمريكية في ضرورة عقد وإنجاح مؤتمر(جنيف 2) بإعتباره البوابة القادرة على بحث كل القضايا العالقة في الشرق الأوسط طبقا لحجم وقدرة ومصالح الدول الفاعلة. وبالتالي أدركت القوى اللبنانية الراغبة في التصعيد، أو التي تعتقد أن التصعيد حلاً قادرا على التغيير.. أن حدود المغامرة أصبح لا يتعدى سقف مؤتمر (جنيف 2).

— العامل الثالث، هو إعتقال ماجد الماجد امير كتائب عبدالله عزام في بلاد الشام التابعة لتنظيم القاعدة،ثم موته أو قتله كما يحلو للبعض القول.

الماجد كان المسؤول المباشر عن جميع الإعتداءات والتفجيرات الإنتحارية وسيارات الموت المفخخة في لبنان. وبموته قد قضي الأمر.. وأدركت الجهات الداعمة لتنظيم كتائب عبدالله عزام، أن الرهان على جعل ساحة لبنان أرضا حاضنة وقادرة على المساس بتوازن المؤسسات العسكرية والسياسية والإجتماعية اللبنانية وبالعبث داخل المخيمات الفلسطينية على حدٍ سواء، هو عمل مرفوض دوليا قبل أن يكون مرفوض داخلياً. وهو ما دفع إلى قراءة سياسية واقعية من قبل الأطراف اللبنانية، بأن لبنان الرابح.. يجب أن يكون خارج حلبة الصراعات المباشرة الإقليمية. مٍسترشدين بالموقف السعودي الذي دفع بإتجاه تشكيل حكومة جامعة لكل الأطراف اللبنانية. وهو ما إستشعروه أيضاً من خلال تصريح وزير خارجية إيران السيد محمد جواد ظريف أثناء زياته الأخيرة للبنان، والذي شدد خلالها على إستقرار لبنان وأهمية العلاقات الجيدة مع دول الجوار وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

لهذا ولكل ما سبق من أحداث.. ترابطت وتلاحقت في خطواتها، دفعت بالسياسي اللبناني لمحاولة السباحة لبنانيا هذه الأيام.. متوافقاً مع القناعات والثوابت الإقليمية التي تدعوا لحيادية لبنان وإستقراره. وإداركه مدى خطورة القادم إذا تُرك لبنان وحيداً في مواجهة الفوضى والإرهاب!

ولنا لقاء..

أبورياض