أرشيف المنتدى

الإنسان وجمال الطبيعة!

الإنسان وجمال الطبيعة!

بصوت تأنس له الطبيعة.. غرّدت طيور الحي معلنة، أن أشعة شمس الصباح من أيام الربيع قد بدأت تداعب زجاج غرفة نومي. بحركة من لبّى نداء الطيور، أزحت غطاء نومي وذهبت بالماء أفصل بقايا الليل عن جسدي.

رائحة قهوة الصباح تنبعث من الحديقة! يبدو أن رفيقة دربي أرادته صباحا شرقيا بنكهة قهوة عربية، يتناغم فيه حديث البشر وحفيف الشجر مع صوت الطيور ومهمة نحل لا تنتهي فوق الزهور.

صباح الخير، صحيوا الأولاد، تساءلت وأنا أضبط مقعدي تحت شجرة الدراقن التي أزهرت وبانت بشائر ثمارها. لا.. بعدهم نايمين قالت زوجتي وأضافت، اليوم عطلة رسمية. قلت، ساعات الصباح من أيام الربيع لا تُعوض! قالت، هو كذلك ولكن لأعمارنا فقط يا عزيزي. أما أعمارهم ففي الليل يحلو السهر.. وفي الصباح سلطان نوم لا يقاوم.

قلت مبتسماَ، السنين كفيلة بتبديل القناعات. قالت وهي تقدم لي فنان قهوتي.. وكيف ذلك؟ قلت، ما كنا نعتقده في شبابنا عين الصواب، فشل في مواصلة صوابيته، إن ركائز المنطق دائماً ما تتكدس مع مرور الأيام أمامنا كطبقات ثلجية لنُدرك من خلالها بعض من حقائق الأمور. قالت، الصواب لم يفشل بل قناعاتنا هي التي تبدّلت. قلت، النتيجة واحدة، فالقناعات لا تعدو كونها حالة إنتاجية فكرية مُتحركة داخل حركة التطور اللا إرادي للإنسان من أجل تصويب فلسفة وجوده ومراحل تتطوره.

إبتسمت زوجتي وهي تقول، بردت القهوة! أخذت فنجان قهوتي وأنا أراقب بعض عصافير الدويري وهي تلتقط القش بجهد واضح، ثم تغيب لتعود من أجل تكرار المهمة ذاتها. يبدو أن حالة بناء أسرة من العصاقير تتملكهم في هذه الأيام الربيعية.

إنها مهمة بناء الحياة الجميلة تتوزع على سائر المخلوقات، كل بإسلوبه وطريقته في الإجتهاد ليساهم في صُنع الحياة!

وحده الإنسان تختلط عليه الأمور.. ويقع في شر أعماله فيُدمّر بيده ما سعى طوال العمر من أجل بنائه!!

يسعد صباحكم بكل الخير..

أبورياض