أرشيف المنتدى

انتخابات هولندا: صدمة قوية للمسلمين

انتخابات هولندا: صدمة قوية للمسلمين

انتخابات هولندا: صدمة قوية للمسلمين

النتائج القوية التي حققها ”حزب الحرية” اليميني المتطرف في الانتخابات العامة الهولندية.. أثارت بشدة مخاوف المسلمين في هذا البلد والذين عدوها دليلا على أن المجتمع الهولندي ”لم يعد يرحب بهم”.

وكان حزب الحرية – الذي يتزعمه جيرت فيلدرز- قد نجح في زيادة عدد مقاعده في البرلمان الهولندي بنحو ثلاث مرات، حيث حصد 24 مقعدا في الانتخابات، قافزاً من 9 مقاعد فقط.

واحتل الحزب -المعادي للمسلمين والمهاجرين- بهذه النتائج المركز الثالث في الانتخابات -التي جرت الأربعاء 9-6-2010م- بعد حزب العمال الذي احتل المركز الثاني بحصوله على 30 مقعداً، والحزب الليبرالي الذي احتل المركز الأول بحصوله على 31 مقعداً وذلك من أصل 150 مقعداً هي إجمالي عدد مقاعد البرلمان الهولندي.

أما الحزب المسيحي -الذي كان يتزعم الائتلاف الحاكم قبل الانتخابات الأخيرة- فقد خسر 20 من مقاعده واكتفي باحتلال المركز الرابع في الانتخابات بحصوله على 21 مقعدا.

“لم يعد مُرحب بنا“

نتائج هذه الانتخابات أثارت قلق المسلمين الشديد، حسبما أشار إبراهيم سبالبورج، رئيس منظمة ”سبيور”، وهي المظلة التي تجمع المنظمات الإسلامية في مدينة روتردام الهولندية.

وقال سبالبورج في تصريحات نقلتها الإذاعة الهولندية الجمعة 11-6-2010م: “يمكن تشبيه الأمر بأننا (كمسلمين) لم يعد مُرحب بنا بعد الآن”.

وأضاف أن المجتمع الهولندي الذي كان معروفاً أكثر من غيره من الشعوب الأوروبية بتسامحه ”تغير كثيراً وبطريقة درامية.. الأمر أشبه بالإسلاموفوبيا.. لم يعد الأمر جيداً”.

الجالية المغربية التي تمثل الغالبية العظمي من مسلمي هولندا استقبلت أيضا الفوز الكبير لحزب الحرية في الانتخابات البرلمانية بخيبة أمل ومخاوف متزايدة.

ووصفت جمعية المغاربة الهولنديين فوز حزب الحرية بأنه ”لطمة في وجه الهولنديين من أصول مغربية”.

وأضافت الجمعية أنها تلقت العديد من الردود المعبرة عن الإحباط والحسرة بسبب تصويت عدد كبير من الناخبين الهولنديين للحزب الذي يرى أنه لا مستقبل للإسلام في هولندا.

وقال رئيس الجمعية فريد أزركان إن ”الهولنديين المغاربة يتساءلون باستغراب الآن فيما إذا كان جيرانهم وزملاؤهم لا يزالون ينظرون إليهم كمواطنين هولنديين، وما إذا كان ثمة مستقبل آمن لهم ولأطفالهم”.

المهاجرون والأجانب بصفة عامة أبدوا كذلك قلقهم من الفوز الذي حققه حزب الحرية في الانتخابات، بحسب ما نشرته صحيفة ذي مورنينج ستار البريطانية الجمعة.

وفي هذا الصدد قال أندريه نيكشيمانا، رئيس منظمة أذيرا وهي رابطة للمغتربين البورونديين: “يجب أن أشعر كأجنبي بالخطر حال قرر الحزب الفائز العمل مع حزب مثل حزب الحرية الذي لا يخفي مواقفه المعادية للأجانب والمسلمين بصفة خاصة”.

وأضاف :”لست مسلما لكن مواقف هذا الحزب تقلقني”.

من جانبه وصف مهاد صوماليا موسى، رئيس رابطة المغتربين الصوماليين، نتائج الانتخابات بأنها ”ضربة قوية لكل المهاجرين وخاصة الأفارقة منهم”.

مخاوف لها ما يبررها

ولهذه المخاوف من قبل الأجانب بصفة عامة والمهاجرين بصفة خاصة في هولندا ما يبررها -بحسب الخبراء والمراقبين-؛ حيث اشتهر فيلدرز بموافقة المعادية للمهاجرين والأجانب والمسلمين بصفة خاصة ولم يخفي ذلك في حملته الانتخابية بل استغل تلك المواقف لحشد أصوات العناصر المتطرفة في هذا البلد إلى جانبه.

فقد دعا فيلدرز إلى حظر القرآن الكريم وأعلن في برنامجه الانتخابي أنه سيسعى لحظر النقاب وإلى فرض غرامة مالية على كل من ترتدي الحجاب.

واعتبر المراقبون أيضا أن حصول حزب الحرية على نحو 16% من مقاعد البرلمان البالغة نحو 150 مقعدا يعني أن 16% من الناخبين الهولنديين يؤيدون ويدعمون سياسات حزب فيلدرز المعادية للمسلمين والمهاجرين.

وذهب البعض إلى ما هو أبعد من ذلك؛ حيث اعتبروا أن نتائج الانتخابات الهولندية الأخيرة ما هي إلا دليل واضح على تنامي العداء للمسلمين في مختلف أنحاء أوروبا الغربية، كما تقول لوسي جيمس، الباحثة في مؤسسة كيليام بلندن، وهي مؤسسة فكرية مناهضة للتطرف في تصريحات لهيئة الإذاعة الهولندية نشرت الجمعة.

وأضافت لوسي أن أحزاب اليمين المتطرف، مثل حزب فيلدرز، استهدفت الأصوات المعادية للإسلام بواسطة التلاعب بمآسي وشكاوى الشعوب الأوروبية، مثل الركود الاقتصادي والبطالة والإسكان، وألقت اللوم في حدوث هذه المشاكل على المهاجرين المسلمين.

حظوظ فيلدرز في الحكومة

وتزيد مخاوف المسلمين من نتائج الانتخابات مع حقيقة أن كل الظروف الراهنة تشير إلى أن حظوظ فيلدرز في المشاركة في الائتلاف الحاكم كبيرة جدا.

فقد أعلن مارك روته زعيم الحزب الليبرالي الفائز في الانتخابات النيابية أن ائتلاف حزبه مع حزب العمل وحزب دي 66 واليسار الأخضر ليس خياره الأول وأنه ينوي قبل التفكير في هذا الخيار؛ التفاوض مع حزب الحرية أولا.

وقال روته في تصريحات لصحيفة ”دي تليجراف” الهولندية الجمعة إن هناك ثلاث سيناريوهات محتملة لتشكيل ثلاثة أنواع من الحكومات:

– حكومة يمينية مع كل من الحزب المسيحي الديمقراطي وحزب الحرية.

– حكومة موسعة مع الأحزاب الشعبية –كما أسماها–، وهي حزب العمل والحزب المسيحي الديمقراطي.

– حكومة بنفسجية (يسار الوسط) تضم كل من الحزب الليبرالي وحزب العمل ودي 66 واليسار الأخضر.

وأضاف قائلا ” إلا أنني أعتقد أن الحكومة الأخيرة هي الخيار الأبعد”.

فيلدرز نفسه أبدى قدرا أكبر من المرونة في مواقفه من أجل إزالة العقبات التي تقف أمام انضمام حزبه للائتلاف الحاكم.

وفي هذا الصدد كتبت صحيفة ”الخمين داخبلاد” الجمعة تقول: “حزب الحرية مستعد لفعل أي شيء مقابل المشاركة في الائتلاف”، مشيرة إلى أن فيلدرز لم يضيع وقتا من أجل التفاوض حول النقطة التي كانت تشكل حجر عثرة في برنامجه السياسي وهي إصراره على تحديد سن التقاعد في 65 عاما.

يذكر أن عدد المسلمين في هولندا يقدر بنحو مليون نسمة يشكلون نحو 5.7 في المائة من إجمالي عدد السكان هذا البلد.