أرشيف المنتدى

مرة أخرى من سيدفع الثمن!؟

مرة أخرى من سيدفع الثمن!؟

الرئيس محمود عباس وبدون إستشارات طبية ولا إستفتاءات شعبية.. قرر أن يؤيد الضربة العسكرية العربية السعودية ضد اليمن! هكذا بكل بساطة السيد أبو مازن قرر معاداة الشعب اليمني (لا يُدرك لغة الحرب وبشاعتها من يعتقد أن الحرب ستكون ضد الحوثيين وحدهم)!

نعم، الرئيس الفلسطيني قرر أن يكتسب مزايا الملوك والرؤساء العرب في إتخاذ القرارات. قرارات عربية ليس للشعب العربي سلطان عليها. ورغم ذلك هو وحده من يسدد فاتورة تلك القرارات! ما أن يقرر الحاكم حتى يصبح القرار بقدر قادر نافذ المفعول! نظرية لا تجدها إلا على أرض آل يعرب .. الحاكم يقرر والشعب يدفع الثمن! والعجيب هنا في هؤلاء من تعودوا حمل المزامير والطبول في هكذا مناسبات، أولئك الفارغين إلا من رذاذ صراخهم يتساقط عليك وهم يحاولون الدفاع عن قرار إرتجله حاكم على عداء مع الديمقراطية منذ ثورة عنترة بن شداد من أجل معشوقته ليلى!

الكويت ليست ببعيدة، والضريبة التي دفعها شعبنا الفلسطيني ولا يزال .. ماثلة أمام كل ذي عين! ما هي المصلحة الوطنية الفلسطينية يا سادة في أن نكون طرفاً في النزاع المسلح العربي العربي!؟ لماذا نخترع نضالاَ وهميا لنقتات على فتاته!؟

كل ما نتماه أن لا يطالعنا أحدهم فيخبرنا بصوابية القرار، معلللاً بأن قوات التدخل السريع العربية التي أنشأتها القمة العربية ال 26 هي من أجل فلسطين ولكن لو تعلمون!!

ماذا يا سيادة الرئيس لو مالت الحرب لصالح اليمن، ما نوع الفاتورة القادمة الواقعة على رؤوسنا!؟ أتُرانا ضللنا الطريق فلا نملك غير طريق العداوات والخسارات والمآسي والإفتراءات.. أم أننا أدمنا المغامرات الغير محسوبة النتائج؟!

في الماضي القريب قرر الرئيس صدام حسين غزو الكويت فدفعنا نحن الشعب الفلسطيني ثمن ذلك الموقف الذي إتخذه الرئيس ياسر عرفات عندما زار العراق تأييداً للرئيس صدام حسين! وبالأمس القريب، السيد خالد مشعل يقف مع تركيا وقطر والأخوان المسلمين ومفرداتهم الإرهابية ضد سورية.. وها نحن اليوم نكرر خطأ الماضي بكل أبعاده المأساوية! ولا ندري متى سندفع ثمن هذا الموقف الخاطئ! رغم القناعة بإختلاف الثقافات في تبيان مصدر الخطأ.

إنها محنة فلسطينية أخرى أوقعنا في شباكها قرار ليس لنا دخل في نشأته، ليصبح الشعب الفلسطيني بين ليلة وضحاها أسير لقرار الحرب على اليمن.

ما يُخرجك عن أدبيات المنطق، هو قناعات السيد أبو مازن التي أعلنها مراراً وبدون مواربة، بأنه يعادي البندقية وحروبها.. وكل ما يمت بصلة لثقافة النضال المسلح من أجل إسترجاع الحقوق. ثم فجأة ولا ندري كيف، تكيْفت أدبيات قناعاته فذهبت لتؤيد قرار الحرب على اليمن!!

اللهم لا شماتة ولكن، هل التغيير المفاجئ في القناعات ينسحب على إسترجاع الحق الفلسطيني من إسرائيل، أم هو المُخرج ودكتاتوريته بحق الممثلين!؟ حقاً نحن نعيش عصر اللا منطق بكل أبجدياته!

لست أدري ما إذا كان هناك في الأفق البعيد بقايا حلول تسمح بالتراجع والخروج! لكنني على يقين بأن دكتاتورية القرار.. لا تزال هي من تتحكم بناصية الثقافة العربية.. وكل ما في الأمر أننا نُلبسها ثوب الدين تارة، وثوب النخوة العربية تارة أخرى!

أبورياض