تكريم الفنانة التشكيلية الفلسطينية الكبيرة تمام عارف الأكحل

تكريم الفنانة التشكيلية الفلسطينية الكبيرة تمام عارف الأكحل

زيتونة فلسطين: سيرة ومسيرة حافلتان بالعطاء والابداع والصمود

ألمانيا – دورتموند-9/9/2011:

احتفت الجالية الفلسطينية في مدينة دورتموند الألمانية بالفنانة التشكيلية الفلسطينية الكبيرة زيتونة فلسطين- تمام عارف الأكحل، زوجة الفنان الفلسطيني الراحل اسماعيل شموط. وحضر حفل التكريم نخبة من الشخصيات والفعاليات الفلسطينية والعربية من الجاليات والاتحادات المهنية والأكاديمية في ولاية شمال الراين ويستفاليا.

وفي محاضرة لها تحت عنوان السيرة والمسيرة سردت السيدة الأكحل قصة مشوارها الفني مع رفيق دربها الفنان التشكيلي الفلسطيني الراحل اسماعيل شموط، منذ النكبة وحتى يومنا الحاضر، مستعرضة مجموعة مختارة من لوحاتها ولوحات زوجها امام الحضور، شارحة التفاصيل الدقيقة لقصص نشوء هذه الأيقونات الفنية الابداعية التي تؤرخ لقصة نكبة وملحمة صمود شعب فلسطين وبقاءه رغم النكبة ورغم محاولات الابادة الجسدية والسياسية والثقافية التي تعرض لها.

ولفت نظر الحضور نجاح الفنانة التشكيلية تمام الأكحل ورفيق دربها، وبعبقرية والتزام واحساس غاية في العمق، في تسجيل وتأريخ مأسآة شعبهما في تغريبة فلسطينية كاملة المعالم، قوامها أدوات الفن التشكيلي، وبشكل لا يترك مرحلة من المراحل دون تسجيلها باحساس مرهف وبريشة مبدعة ووعي بالمرحلة.

ولأن الفنان المبدع الملتزم لا يفكر في اللحظة المعاشة فقط، بل يستشرف المستقبل ويفرش بساط الأمل امام الأجيال اللآحقة، قامت هذه الفنانة التشكيلية المبدعة ورفيق دربها في السنوات الثلاثة قبل رحيله، برسم 19 جدارية ضخمة، في عمل جبار استنفذ منهما 3 سنوات كاملة، نجحا خلالها في نقل مأسآة وملحمة صمود الشعب الفلسطيني على القماش بالألوان الحية، وهما متيقنين من انها ستعرض في يوما لا بد قادم كمجموعة متكاملة، في المتحف الوطني الفلسطيني العتيد في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، الأمر الذي ذكرت انه اصبح اكثر قربا وواقعية من اي وقت مضى، بعد اشتعال انتفاضة الربيع العربي التي احيث آمال الأمة بمستقبل واعد.

ولأن لغة الفن التشكيلي لغة عالمية عابرة للحدود والثقافات، يسجل للفنانة الأكحل ورفيق دربها اسماعيل شموط نجاحهما المشهود كسفراء عالميين للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، من خلال اشتراكهما في عشرات المعارض الفنية في جهات الكون الأربع، لم يتاخر عن افتتاحها ارفع المسؤولين من رؤوساء دول وملوك.

وفي نهاية الحفل وتقديرا للابداع المتميّز لزيتونة فلسطين ابنة يافا تمام عارف الأكحل عبر مشوار طويل مع رفيق دربها الفنان التشكيلي الراحل اسماعيل شموط استنفذا جله في محراب الفن الملتزم لخدمة قضية التحرر الوطني بأدوات الفن التشكيلي، قام كل من الدكتور هشام حماد عضو برلمان ولاية شمال الراين ويستفاليا السابق، رئيس الجالية الفلسطينية في مدينة دورتموند وعضو الهيئة الادارية لاتحاد الأطباء والصيادلة الفلسطينيين في ألمانيا، ورجل الأعمال المهندس محمد جابر رئيس اتحاد المهندسين الألماني الفلسطيني في ولاية شمال الراين ويستفاليا وعضو هيئة امناء مؤسسة فلسطين الدولية بمنحها شهادة عضوية شرف في الجالية الفلسطينية، تقديرا لها ولابداعها المشهود خلال سيرة طويلة حافلة بالعطاء منذ النكبة، ولنجاحها وزوجها الراحل في مواكبة مسيرة شعب فلسطين الذي استعصى على التهميش والنسيان، ناقضين بريشتهما وببراعة ترّهات بن غوريون عندما قال: الكبار يموتون والصغار ينسوّن.