أرشيف المنتدى

خواطر من الخاطر!

أبو رياض
بقلم – أبو رياض

خواطر من الخاطر!

دار نقاش بين الأصداء حول حسنات وسيئات.. السيد المدعو ” الفيسبوك”.

قال أحدهم، سعياً منه لمحاولة فَهم هذه الظاهرة الآسرة، والتي قد تُصبح في لحظة ما مُدمِّرة إن أضعنا الطريق داخل ممراتها الملتوية!

ما نقرأه على صفحات الفيسبوك بات مٌمل. فأغلب الصور والأحداث التي تُنشر بداخله، تتكرر بالشكل الذي تجد نفسك فيه مُقلباً صفحاته بلا إهتمام أو متابعة!

رد آخر: نعم هذا صحيح، ولكنه يبقى المصدر الأهم في سرعة إنتشار الحدث، مع أني أوافقك الإستغراب من كميات الحشو الغير مُقنع لصور وأحداث وحكايات.. من خصوص حياتنا، ننشرها بدون الإدراك لمخاطر هذا التصرّف، رغم أن أغلب ما نضعه إذا لم يكن كله لا ينفع ولا حتى يقع في دائرة إهتمام الآخرين، تماماً كمن يعرّي عقله وسلوكياته بلا مبرر تطبيقا للثل الفلسطيني ” شوفيني يمَّا”!

هذا صحيح، أجاب أحدهم مبتسماً، أصبحنا نعلم ملبسهم ومأكلهم ومشربهم ومتى يغادرون البيت وعند عودتهم، وكيف كانت سهرتهم.. بدون أن نكلف أنفسنا حتى عناء السؤال عن ذلك!

أعتدل أحد الأصدقاء في مقعده قبل أن يقول: يا جماعة لا تظلموا الفيسبوك، فهو في عمومه وسيلة رائعة وفريدة لتبادل المعلومات وسرعة وصولها إلى القارئ أينما كان. ليس من الحكمة أن نحاكم الفيسبوك على من تطفِّل في سلوكه فأراد أن يعبّر عن فهمه المغلوط لحضارة لم يُدرك الفَهم السليم لإصول نوافذها. أو من خلال من إستفاق ذات صباح على صوت أمه وهي تحاول أن توقظه من نومه منادية : ( قوم يّما.. قوم يا شمعة.. الله يحميلي هالشبوبية.. قوم) فراح الشاب إمصحصح ومصدق حالو إنو هوي زينة شباب الحارة والحارة اللي جنبها، وبناءً على هذا الصحوة الكنفشارية التي أحدثتها تخاريف حنيّة أمه، بلش يخلع صور لحاله ويلزقها على هالفيسوك المسكين.. وهات حضرتك إتحمل غلطة إمه اللي لو هي تعرف إنو إبنها المصون كان راح ينقصف عمره.. وهو بوخذ سيلفي لحالو بنص الشارع تصديقا لكلامها.. كانت صحّتو بالشبشب أو بالحفّاي!

هذه النوعية من الأشخاص يا صاحبي، لا يمكن أن تتحكم في فهمنا لعجلة التطور الحضاري التي تجتاحنا بلا إستئذان!

قال من إبتدأ الحوار:

وما الحل برأيك في هكذا إزلاق فكري يُقدم عليه البعض ممن تأبطوا بلا رحمة غرف الفيسبوك المصون؟!

أجابه: يا ابو الشباب، وهل أصاب البخيل ببخله يوماً كرم الضيافة عند أهل الجود والكرم! دعك من بعض سقطات العقول، فالأمور تقاس من خلال الجانب المُشرق التي تقدمه لنا الحضارة.. وهو ما يجب أن نعسى لطلبه ونجتهد في متابعة تطوره المٌذهل!

إنه قطار يحلوا للعقول النيّرة القفز فيه!

أبو رياض