أرشيف المنتدى

من حق سورية علينا!

من حق سورية علينا!

الشهامة والوفاء، صفاتٌ يصعب معايشتها عند العقول التي أمام جبروت السلطان وسطوة المال ومصلحة الأنا، لكنها تقف صلبة المراس ( رغم قصاوة أثمانها) عند أصحاب الضمائر الحيَّة التي تمتلك إرادتها وتؤمن بنصرة الحق على الباطل.

ينطبق هذا القول على سورية صاحبة التاريخ والحضارة، وكيف همُ ( الأشقاء) يتسابقون منذ أكثر من 6 سنوات للمشاركة في دمارها، ساعين إلى تحويلها إن أمكن إلى محميات ودويلات طائفية. الأكثر حزناً، أن (الأشقاء) لم يخفوا رغبتهم في فعل كل ما شأنه تحقيق ذلك سواء كان ذلك عبر الإرهابيين وقطاع طرق أو عبر تأييدهم لكل عمل يساهم في كسر صمود سورية، كالقصف الأميركي موخراً على قاعدة الشعيرات ب 59 صاروخ توماهوك الأميركية أو كالضربة الإسرائيلية منذ ثلاثة أيام حول ضواحي مطار دمشق.

سيناريوهات القتل والدمار باتت تسعد الأشقاء بل ويطالبون بالمزيد منها.. تماماً كما فعلوا ويفعلون مع كل من ليبيا والعراق واليمن ولبنان في حرب تموز.. حتى بات حقد (الأشقاء) على سورية لا يُربكهم.. وتنفيذ الأجندات الخارجية ضدها لا يُحرجهم.. والتحالف مع أعدائها وأعداء العروبة لا يُزعج ضمائرهم!. اللافت في الأمر أن (الأشقاء) وخلال عمر الأزمة السورية، كانوا ولا يزالون يواظبون على عقد الندوات والمؤتمرات مؤكدين دوماً بأنهم أشقاء للشعب السوري وأن عداؤهم محصور فقط ضد النظام السوري!.

طيب، إن كان صدقاً ما يدَّعونه.. فلماذا تغلق أبوابهم في وجه هذا ( الشقيق) الشعب السوري الذي أُجبروه على التيه في بقاع الأرض بحثاً عن مأوى بعيداً عن أخوَّتهم المحرمة عليه!.

ولماذا لا نشهد نزوحاً لهذا (الشقيق) الشعب السوري إلا من المناطق التي تصلها أدواتهم كداعش وجبهة النصرة وبقية أحفاد قوم لوط!.

ولماذا عندما أراد هذا (الشقيق) السوري البحث عن الآمان في كل من لبنان والأردن ومصر وأينما وصلت أقدامه.. ضربته المذلة وقتلته المهانة على أعتاب نخوتهم التي ما تداعىت يوماً إلا لدمار الأشقاء!.

ولماذا عندما لجأ هذا (الشقيق) السوري شمالاً بإتجاه السلطان العثماني الذي ملأ الدنيا صراخاً مُدَّعياًَ القلق على (شقيقه) الشعب السوري.. قتلتهم زوارقه التي تاجرت بأرواحهم حتى أغرقتهم ثم قذفت بما تبقى إلى شواطئ المجهول!.

لكن لا غرابة، فالماضي القريب لا زال يحدثنا عن مواقف ( الأشقاء) بحق عروبة عبد الناصر وتجربة صدام حسين وثورية معمر القذافي.. وحتى إبن فلسطين ياسر عرفات لم يسلم من ثقافة الأشقاء فغادرهم شهيداً!.

وهنا لسورية علينا الحق أن نذكِّر بالآتي لمن نسي أو تناسى:

سورية التي كانت مشرَّعة أبوبها أمام العربي ليدخلها بدون تأشيرة دخول من أجل زيارتها أو اللجوء إلى بيوت أهلها الكرام!.

سورية التي إستقبلت أكثر من 2 مليون عراقي – يوم صُدَّت الأبواب في وجوههم – بكل الحب الذي يسكن أبنائها وقيادتها!.

سورية التي لجأ إليها أكثر من نصف عدد سكان لبنان هرباً من الحرب الإسرائيلية على لبنان سنة 2006.. ولم تصرخ كفى!.

سورية التي لم نسمع عن مواطن أو مسؤول سوري تذمّر خوفاً من أن يتقاسم أكثر من 5 ملايين عراقي ولبناني لقمة عيشهم!.

سورية التي منحت الفلسطيني الذي لجأ إليها يوم الشتات.. كل حقوق المواطنة (ما عدا الإنتخاب) إسوة بأخيه المواطن السوري حتى كان من الصعب عليك معرفة الفلسطيني من السوري هناك!.

سورية التي أبقت على أصالتها في علاقتها مع الشعب الفلسطيني المتواجد على أرضها يوم أن قامت قيادته الفلسطينية في ثمانيات القرن الماضي بالتحالف علناً مع أخصام سورية، وقتها لم تفعل سورية كما فعلت أغلب دول الخليج يوم أن طردوا بلا رحمة أكثر من ربع مليون فلسطيني ساهموا في بناء الخليج عقاباً لمجرد أن السيد عرفات إلتقى بالرئيس صدام حسين أثناء إحتلال الأخير للكويت!.

سورية التي فتحت إذاعاتها وأراضيها لمصر العروبة يوم العدوان الثلاثي على مصر عبد الناصر وقطعت إمدادات البترول التي تمر عبر أراضيها إلى أوروبا وقد خسرت يومها بسبب ذلك خلال 129 يوماً 23 مليون ليرة سورية ولم تأسف على ذلك!.

منذ أكثر من 6 سنوات و( الأشقاء) يحاولون ردَّ الجميل لها عبر إشتراكهم بكل ما من شأنه تدميرها وتشتيت أهلها.. حتى أفرغت محبتهم لسورية خزائنهم المالية ولم تُكسبهم ثمن سنبلة قمح، تماماً كالحقد الذي دفع بإخوة يوسف لمحاولة قتل أخيهم فقط لأنه يختلف عنهم في الطباع والمفاهيم وفي حب أهله له.

كنا نتمنى لو يخبرونا (الأشقاء) عن سبب كل هذا الحقد والتحامل على سورية غير الذي نعلمه ويعلمه الجميع بما فيهم (الأشقاء)، بأن ذنبها الوحيد هو رفضها أن تكون الأداة في تنفيذ مخططات الغرب على الأرض العربية، أو أن تساوم على حقوق أمتها العربية. ولو أنها فعلت كما قال نائب وزير خارجيتها الدكتور فيصل المقداد وقدمت 1/100 من التنازلات.. لما كانت هناك حرب قائمة عليها منذ 6 سنوات!.

يبقى في القول كلمة:

الأمور في سورية تتجه نحو منطقية نصر الحضارة والأصالة على آلة الحقد والجهل والمخططات المُعلَّبة. وقتها سنحاول أن نرى كيف يمكن للأشقاء أن يأمنوا شر أصحاب المُخططات بعد أن فشل الأشقاء في تحقيق أهدافهم!

أما سورية الشام، فستبقى قلب العروبة النابض والعرين الذي تستظل العروبة تحت ظلاله.. وإن إزدادت متاهة الأشقاء أو إرتفعت وتيرة الغضب عند أحفاد لوط والغرباء!.

ولنا لقاء

أبورياض