أرشيف المنتدى

الذكاء الغربي والغباء العربي .. إلى أين !

الذكاء الغربي والغباء العربي .. إلى أين !

صاحبني سكون ممزوج بعدم الأرتياح .. وأنا أشاهد نهاية العقيد معمر القذافي .. ، رغم أنني كنت دائما ً أعتبره حالة فلسفية خاصة بشخصه ، ومن الخطأ الحكم عليها عبر باب المقارنات بالأخرين .. والحق يقال .. أنني لم أحمل له الضغينة يوما ً .. ولم أتحزب لأفكاره التي كان يؤمن بها كذلك .. ، ولكن هالني حالة الغباء التي تسكن العقول .. وهي تمارس حرية ألأنعتاق من الدكتاتورية .. !! ، إنها حرية أبا جهل .. وديمقراطية مسيلمة ..!!. لست متصالحا مع حالة اللا وعي التي تسود .. وما وصلت إليه درب هذه الديمقراطية التي تسكن العقول المريضة .. !. أغلقت جهازالتلفاز بحركة تنم عن قرف من كل شيء . أخذت ألأحداث تتعاقب من أمامي كشريط سينمائي سيء السيناريو وألأخراج .. أبطاله دمى تتحرك بخيوط مثبتة بأياد ٍ خلف ألستار .. ، غريبٌ أمر عالمنا العربي قيادة وشعبا ً .. يملك غباء بحجم ما عند الخالق من مطر ..!!. إنه يُلدغ من جُحر ٍ مئة ألف مرّة ولا يتعلّم .. ! الجمود الفكري شعاره .. والمهانة طريقه . صدقوني شعبنا العربي قبل قياداته .. يستحقوا كل هذا الذل والتحقير من آلآخرين .. وأنا أعني ما أقول .. ، ولكي لا أُتّهم بالأفتراء .. أرجوا أن تقرؤا معي ماضينا القريب ، وبعدها أحكموا أنتم بأنفسكم .. وقبل أن أخوض بالتفاصيل .. لا بد من ألأعتراف بقناعة شخصية لا ألزم أحدا ً بها ..بعيدا ً عن الكره والمحبة ، بأن هناك ذكاء فطري غربي واضح في كيفية إدراك مصالحه .. يقابله غباء فطري عربي واضح في كيفية عدم فهم مصالحه .. ! ، وإليكم الحكاية على شكل محطات ومشاهد .

المشهد ألأول :

عندما كان الصراع على أشده بين الغرب .. والأتحاد السوفياتي . عمل الغرب على خلق مشكلة إسمها الشيشان وشعبها المسلم .. وبدأ ألأعلام الغربي يبكي حال المسلمين هناك .. توحد الأعلام الغربي والمال العربي المهدور بطبيعته وأسامة بن لادن وشاكلته الفكرية .. في نصرة الشيشان ضد السوفيات .. إلى أن هُزم السوفيات وأنتصر الغرب بواسطة المال العربي والسواعد العربية .. أما العرب فخسروا المال .. ولم يربحوا غير تحقيق مصلحة الغرب من هذه الحرب الشيشانية .. ، وأما بن لادن فسماه الغرب والدمى العربية .. بطلا ً لا يُشق له غبار.. ، فأخذته العزة بنفسه فتصور أنه المنتصر على جحافل السوفيات .. وبدأ يوهم نفسه ومن معه بأنه قادر على أن يكرر حرب الشيشان أينما وقع الظلم .. فإنتقد ظُلم الغرب أينما وقع ، وعادى إسرائيل .. فإنقلب حاله وأصبح بنظر الغرب والدمى العربية كذلك .. ألأرهابي رقم واحد بعد أن كان البطل رقم واحد .. ، حتى الشيشان لم تعد الشيشان .. ، ثم قتلوه بعد أن حققوا من خلال وجوده كل ما أرادوه .. ! أما الدمى العربية ومعها الشارع العربي فقد إنقسمت بغوغائية أبو جهل تتقاتل في ما بينها حول حقيقة الموقف الغربي وهل كان صديقا أم عدوا للعرب .. !!؟ المصيبة .. أن الغرب حقق ما يريد .. والعرب لا يزالوا منقسمين في تقييم ما حصل من خراب ودمار على أراضيهم !!!.

المشهد الثاني :

في ستينات القرن الماضي ، كانت إيران من خلال إمبراطورها الشاه محمد بهلوي .. صديقة الغرب ألأول وحامي حمى الخليج العربي .. ، وكان الغرب يعتبرأن الملوك والرؤساء العرب يجب أن يحجوا لأيران أكثر من حجهم لبيت الله الحرام ..! لدرجة أنني قرأت أن أحد الملوك العرب في أثناء زيارته لأيران قبّل يد شاه إيران .. كيف لا ، إنها رغبة الغرب في التقارب مع إيران ..!! . إلى أن جاء طوفان الخميني .. ، فإنقلبت كل المعايير والموازين والمفاهيم بمشيئة الباب الغربي العالي عند العرب .. السيد الأيراني المسلم المُطاع .. أصبح عدوا ً مجوسيا كافرا .. وبدأ البكاء والخوف الغربي على مسلمي الخليج من لوثة الكافر ألأيراني المجوسي .. فرتبوا حربا عربية إيرانية إستمرت على مدى عشر سنوات قادها الرئيس العراقي صدام حسين .. غذاؤها المال والدم العربي ألأيراني .. ولست أرى هدفا لهذه الحرب القذرة إلا خوف الغرب على مصالحه من ثورة الخميني .. ! ولست أرى عبطا عربيا كما كان حال يعرب أنذاك .. دخل حربا كما فعل في الشيشان ليس له فيها ناقة ولا جمل ، إلا تنفيذ أمر الباب الغربي العالي . فعلى مدى عشر سنوات من ضخ المال العربي .. إزداد عدد الأرامل العراقيات إلى ثلاثة أرباع مليون إمرأة عراقية .. ! من أجل عيون مصالح الغرب .. والتيجة أن الغرب حقق ما كان يريد من تحجيم زخم إنطلاقة ثورة الخميني .. وغرق العرب ألأشاوس في دوامة الفرقة والتحليل .. هل أصبحت إيران عدوة أم صديقة للعرب .. !!؟ . أما المحزن في القضية فهو الرئيس العراقي صدام حسين .. ، فلقد تصور أن حرب الثمان سنوات صنعت منه بطلا في أعين الغرب وأصبح الشاه العراقي بأيام عزه وجبروته .. وحامي منطقة الخليج العربي من الطامعين .. ! ولم يدرك أن صديق الغرب هو فقط مصالحهم .. ، فوقع في محظورات المساس بهذه المصالح من خلال دخوله الكويت وإحتلالها .. ، فحلّت عليه اللعنة من الغرب .. فأمر الغرب كل أصدقائه ألعرب ألأشاوس بمعادات صدام حسين .. فهبوا العرب ملبين النداء الغربي .. فأصبح صدام مجرما مطاردا بنظرهم .. بعد أن قاتل من أحلهم وأنهك قدرات شعبه الماليه والبشرية غلى مدى ثمان سنوات ..! أما قمة الهزل الفكري عند العرب .. فهي أن العرب ألأشقاء يبكون العراق اليوم .. يبكون الحرب والدمار والقتل على أرض العراق ، رغم أنها صُنعت بموافقتهم وبتغطية من أموالهم وبتحريض من إعلامهم ..!!!. وإلى ألآن يتخبطون فيما بينهم شعوبا وقيادة .. ويتساءلون عن لون عدوهم وجنسيته .. !! هل هو صدام حسين أم محمود أحمد إنجاد .. هل هو روسيا أم أميركا .. هل هو البرازيل أم تركيا .. وإحتمال أن تكون إسرائيل .. !! . من يدري قد يجدوه يوما ..!

المشهد الثالث :

وإلى لقاء مع المشهد الثالث

أبورياض