أرشيف المنتدى

هل حقاً هناك خلاف سعودي قطري!

هل حقاً هناك خلاف سعودي قطري!

يعتقد البعض، أن التسريبات المزعومة (أو الغير مزعومة) لأمير دولة قطر تميم بن حمد، هي التي أشعلت الخلاف السعودي القطري. وهو في إعتقادي قول ضعيف الحجة. لكننا نستطيع القول، أنه كان منطلق لإظهار هذا الخلاف، وما دخول مصر بقوة وبهذا التنسيق إلى جانب كل من السعودية والإمارات ضد قطر إلا دليل على أن الصراع هو أبعد من حدود التسريبات القطرية. لأن الغضب السعودي إن كان مصدره التسريبات التي تقول بأن أمير قطر قد رفض إعتبار إيران عدوة وأن حركة حماس داخل قائمة الإرهاب، فالعلاقات السياسية والإستثمارات الكويتية الإيرانية.. والإيرانية الإماراتية تعري حجة الغضب السعودي من التسريبات القطرية المتعلقة بإيران وحركة حماس!.

إذن ما الذي أغضب فجأة السعودية من قطر ولماذا الآن؟!

لكي لا نطيل على القارئ الكريم نقول:

منذ أن تسلم الرئيس الأميركي ترامب سدة الرئاسة وهو يسعى لتشكيل رؤية أو محور تكون مهامه محاربة الإسلام السياسي المتطرف، وهو محور تُرجمت بنوده النهائية في مؤتمر الرياض الأخير بمسعى سعودي دعمته مالياً إلى أبعد الحدود تحت زعامة سيد المؤتمر ترامب. وهذا المحور الجديد تتزعمه أميركا والسعودية واسرائيل ويضم في عضويته كل من الأردن ومصر الإمارات ودول أخرى إسلامية أقل تأثيراً. وعلى الجانب الآخر هناك دول تتقاطع مصالحها داخل الشرق الأوسط، قد وجدت نفسها مُهمَّشة من قبل هذا التحالف الجديد، بل وتعتبره خطراً على علاقاتها مع الحركات الإسلامية التي تتناغم ومصالحها في الشرق الأوسط. وهذا المحور تتزعمه ألمانيا وفرنسا وبريطانية وتركيا وقطر ويضم في عضويته كل من تونس والسودان ودول أخرى أقل تأثيراً.

وإذا ما عدنا في قراءاتنا إلى الزيارات التي قام بها بعض من زعماء دول هذه المحاور (على سبيل المثال لا الحصر) الزيارة التي وُصفت بشبه الفاشلة للمستشارة الألمانية للسعودية، والزيارة الفاشلة للرئيس التركي أردوغان للولايات المتحدة الأميركية نستنتج خيوط خلاف تلك المحاور وتضارب المصالح فيما بينها. ومن خلال ذلك أيضاً نستطيع قراءة الغضب السعودي الإمارتي من جرأة اللاعب القطري وتغريده بعيداً عن العزف السعودي الإماراتي في معزوفة المصالح!.

أما ما جاء على لسان أمير قطر تميم بن حمد من (تسريبات) بشأن إيران وحماس فهي ليست أكثر من ذريعة لتدلل على مدى عمق وتضارب المصالح بين تلك الدول.

يبقى السؤال:

ما موقف المحور الروسي الصيني الإيراني السوري من صراع المصالح لتلك المحاور؟! وأين تقف حركة حماس وعموم القضية الفلسطينية من تلك الصراعات؟!

هذا ما سنتعرض إليه في القادم من كتاباتنا..

ولنا لقاء..

أبورياض