أرشيف المنتدى

مئة عام والوعد المشؤوم لم يُهزم بعد !.

مئة عام والوعد المشؤوم لم يُهزم بعد!.

في الثاني من نوفمبر من عام 1917 أعلن وزير الخارجية البريطاني آنذاك، آرثر جيمس بلفور، عن وعده من أجل اقامة “وطن قومي لليهود في فلسطين” أتبعته حكومته البريطانية بانها ستبذل قصارى جهدها لتسهيل تحقيق تلك الغاية.

وكالعادة، قياداتنا العربية إما خانعة للهيمنة الغربية ومخططاتها، وإما مساهمة بتلك المخططات. ومن يجرؤ منها على رفض الإنصياع للهيمنة تثار على أرضه الحروب والفتن الصراعات ويُنعت بأبشع الصفات!.

تمر هذه المناسبة المشؤومة وشعبنا الفلسطيني والعربي مُصاب بحيرة لم يسبق لها مثيل، سواء على الصعيد الفلسطيني أو في عموم الساحة العربية. فلا هي القيادة الفلسطينية قادرة على أن تكون قيادة تُشد بها العزائم، ولا هي الدول العربية قادرة أن ترتقي إلى مصاف الدول التي يلجأ إليها المرء لطلب العون!. أضف إلى ذلك ضعف وهشاشة قرارات المنظمات الأممية.. وخصوصا تجاه قضايانا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

ببساطة، الواقع العربي مُحبَط.. ويصاب بالإحباط كل من يدنو منه أو يسعى لإستنهاضه!. أما الأدهى والأمر من هذا.. فهو ذلك العزف الإعلامي المحموم لبعض العربان من أجل معاداة سوريا وإيران وحزب الله وحتى روسيا والصين، وكأن المأساة تكمن هناك!. ألا يكفيهم إنجرارهم وراء المخططات الغربية لمدة تزيد عن مئة عام وما جنوا من وراء ذلك سوى التخلف ونهب الخيرات والفتن وضياع الأوطان، حتى بات تعيينهم كملوك ورؤساء وحتى كوزراء يتطلب موافقة ومباركة غربية!.

منذ عقود ومعظم القيادات العربية يتاجرون بوهم السياسات الغربية ويعادون كل عربي وحتى غير عربي يقف في وجه تلك السياسات وهيمنتها. قد نعترف لهم بصوابية تبعيتهم وتحالفاتهم لو أثبتت يوماً ولو لمرة واحدة نجاحاتها أو أتت بمنافع تجاه أوطانهم!. لكنها لم تزدهم سوى تخلف وفساد وتبعية وحقل تجارب لكل أنواع الأسلحة، ومكب نفايات لكل قاذورات السياسات الدولية وصرعاتها.. حتى أصبحوا بلا إرادة، تماماً كما المُدمن على تعاطي المخدرات الذي يهرب من سلطانها بإتجاه الإنغماس فيها أكثر، مُعتقداً أن نشوة التخدير هي حالة إنتصار يعيشها والمضحك أنه يريد إقناعنا بمنافعها!. ولم تكتفي تلك القيادات بحالة الإدمان تلك، بل راحوا يوجهون إعلامهم ليل نهار من أجل نشرها وتفشيها داخل الشارع العربي علَّهَا تنتشر داخل كل مرافق الأوطان ويصبح الجميع داخل قارب الإدمان!. والحق يقال أنهم ورغم جبروت إعلامهم لم ينجحوا في نقل ثقافة إدمان التبعية إلى عقلية الشارع الفلسطيني وعموم الشارع العربي. لكنهم كما تراهم، لم ييأسوا بعد، ولا زالوا يحاولون!.

لكننا نبشرهم بأن التاريخ لم يذكر يوماً بأن الشعوب قد إنصاعت يوماً لحاكم أدمن التبعية وأصرَّ على الإبحار بعكس توجهاتها وطموحاتها.. وإن طال الزمن وكثرت فيه المحاولات.

مئة عام مرَّت على الوعد المشؤوم، ورغم ذلك فهي لا تقارن بعمر الشعوب الحيَّة.. لكنها تبقى طويلة وشاقة على من إرتضى الإنهزام والتبعية..

ولنا لقاء…

أبورياض