الشتات الفلسطيني

اقتحامات الأقصى.. والأخطار المحدقة

وكالة القدس للأنباء – بيروت – لبنان

مخاطر جدية تحدق بالمسجد الأقصى ومصيره فيما العرب والمسلمون لا يبالون ولا يحركون ساكناً حول إقدام وتمادي سلطات العدو الصهيوني وجماعات المستوطنين الذين يُصعدون انتهاكاتهم بحق المسجد المبارك، والتي ازدادت بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة بعدما أصدرت لجنة الداخلية والأمن البرلمانية في الكنيست الصهيونية، مؤخراً قراراً يقضي بالسماح لليهود بأداء شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى، من أجل الترويج لأسطورة الهيكل المزعوم الذي يحاول الكيان من خلاله رسم صورة مزيفة له حول تاريخ المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس والتعامل معها على أنها واحدة من التراث والحضارة العبرية المزيفة والموهومة.

فالعدو الصهيوني يستغل اليوم ما يجري في المنطقة من اضطرابات وأحداث ليقوم بتنفيذ أبشع حلقات مخططه الإجرامي لتصفية القضية الفلسطينية وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية وتدنيسها، عبر إمعانه في ممارسة اعتداءاته الإجرامية الاستيطانية التي بتنا نشهدها بشكل يومي، من خلال التهويد للقدس وإقتلاع الأحياء وتغيير معالمها والاعتقالات التي ينفذها بحق أهاليها والتي لم يسلم منها حتى القاصرين، ناهيك عن سياسة الإبعاد التي تنتهجها السلطات “الإسرائيلية” بحق كل مدافع عن المسجد الأقصى.

هذا ولم تكن عملية قتل الجنديين الصهيونيين في الضفة الغربية، إلا رداً طبيعياً عما قام ويقوم به العدو بحق الشعب الفلسطيني ولإثبات أن الشعب الفلسطيني لا يستسلم ولا يزال متمسكاً بالمقاومة المسلحة المغروزة في نفسه ودمه ما دام هذا العدو محتل لأرضنا.. وأن مسيرة المقاومة مستمرة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني من دنس الصهاينة.

وفي ظل ما نشهده اليوم من استمرار للهجمة الصهيونية الشرسة على أبناء شعبنا وأرضه ومقدساته بسبب الأعياد الصهيونية وغيرها، تنظم العديد من الفصائل واللجان الفلسطينية تظاهرات جماهيرية نصرة لمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وحمَلت القوى الوطنية والإسلامية في غزة العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن نتائج إجراءاته العدوانية على المسجد الأقصى وما قد يترتب عليها من تداعيات، معتبرةً أن العدو سيكون هو الخاسر الأكبر جراء هذه الممارسات العدوانية والتي ستؤدي إلى إعادة خلط الأوراق من جديد إذا واصل العدو ممارساته ضد مقدساتنا وأهلها الصامدين فيها.

ودعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الثلاثاء، لتظاهرة جماهيرية في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، ردًا على تصعيد المستوطنين والجماعات اليهودية في الآونة الأخيرة من اقتحاماتهم للأقصى، ودعوتهم الثلاثاء لمسيرة عدوانية بالقدس صوب المسجد المبارك، لفرض مشاريع، مخططات وسياسة استيطانية.

كما حذرت حركة حماس العدو الصهيوني من مغبّة المسيرات والاقتحامات التهويدية، والتي كان آخرها ما يسمّى بـمسيرة “الحجيج المقدس إلى القدس” والتي تعدُّ تصعيداً خطيراً واعتداءً صارخاً على حرمة المسجد الأقصى المبارك وتجاوزاً للخطوط الحمراء، داعيةً إلى أوسع مشاركة من جماهير شعبنا في المسيرة الحاشدة التي تنطلق اليوم من باب العامود، وفي الفعاليات التي دعت إليها الفصائل والقوى الفلسطينية نصرة ودفاعاً عن الأقصى ورداً على مسيرة الجماعات المتطرفة وبلدية القدس.

من جانبها، استنكرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 84، الانتهاكات “الإسرائيلية” للمسجد الأقصى والاقتحامات اليومية التي يقوم بها المستوطنون لباحاته وساحاته.

إن سلطات العدو الصهيوني تسعى من وراء استباحتها للأقصى إلى فرض سياسة الأمر الواقع عليه وتقسيمه على غرار المسجد الإبراهيمي في الخليل وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه بعد هدمه. وهذه الإقتحامات رسالة واضحة تدل على النوايا الصهيونية الحاقدة تجاه شعبنا الفلسطيني والمسجد الأقصى وسائر المساجد والمقدسات في فلسطين المحتلة.‏

مقالات ذات صلة