الشتات الفلسطيني

في ظل ازدياد المعاناة.. هل يتم هدم المنازل في مخيم ضبية؟!!

وكالة القدس للأنباء

عين اللاجئ والوطن

يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان أوضاعاً إقتصادية وإجتماعية صعبة دون توفير أدنى مستلزمات الحياة والبقاء، إضافة إلى سجلهم الحافل بالمعاناة والألم.. ألم التشرد والحرمان، وألم الإغتراب عن الوطن والتشتت في أصقاع الأرض.

فاللاجئون الفلسطينيون يسكنون في مخيمات بؤس يكسو سطوح منازلها الصفيح المهترئ..، على مسـاحات في منتهى الإنسداد والضيق، لمواجهة أصناف المعاناة والويلات كافة.

واليوم لا تزال هذه المخيمات تعاني، فإلى جانب المعاناة الصعبة التي يعيشها أهالي البارد، طفت إلى السطح معاناة جديدة يعيشها أهالي مخيم ضبية الذين ناشدوا المعنيين وقف هدم منازلهم في المخيم.

ويقع مخيم ضبية على بعد 12 كيلومتر إلى الشرق من مدينة بيروت فوق تلة مطلة على الطريق السريع الواصل بين بيروت وطرابلس. وقد تأسس المخيم عام 1956 بهدف إيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين جاؤوا من منطقة الجليل في شمال فلسطين. ويوجد حالياً أكثر من 4,000 لاجئ يعيشون في المخيم.

وبسبب موقعه الإستراتيجي، فقد عانى المخيم من الكثير من أعمال العنف وتعرض للكثير من الدمار خلال الحرب الأهلية اللبنانية. ففي عام 1990 لوحده، تعرضت ربع المساكن فيه للدمار أو للتلف الشديد فيما تم تهجير ما يزيد عن 100 عائلة من العائلات التي تقطن فيه، وأغلبها من اللاجئين الفلسطينيين المسيحيين. وهو مخيم اللاجئين الفلسطينيين الوحيد الباقي في الضواحي الشرقية لبيروت.

ويعاني سكان المخيم صعوبات اقتصادية شديدة، وما يزيد الطين بلة ارتفاع نسبة البطالة في المخيم في صفوف الشباب خصوصا، حيث يعمل عدد قليل منهم كعمالة مؤقته فيما يعمل بعضهم في المحال أو كعمال نظافة.

وفي صبيحة يوم السبت المنصرم (19-10-2013)، توجهت جرافات للقوى الأمنية اللبنانية إلى المخيم بغية هدم منازل فيه. وعلى إثر ذلك، تدخلت الفصائل والقوى الفلسطينية في لبنان لدى الحكومة اللبنانية وأوضحت صورة المخيم الحقيقية، وأنه لم يتوسّع خارج نطاقه المعروف، والذي لا تتعدى مساحته 800 متر مربع، منذ إنشائه عام 1956م. وقد نجح هذا التدخل لدى السلطات اللبنانية في إيقاف قرار الهدم لمدة أسبوع، وإعطاء أصحاب المنازل فرصة تسوية أوضاعهم مع بلدية “ضبية”، والحصول على التراخيص اللازمة، لمعالجة الحالة الإنسانية التي يعيشها أبناء المخيم، سيما أن اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات وتجمعات لبنان يعيشون ظروفاً مأساوية قاهرة على كافة الصعد.

هذه الأوضاع وسواها مما يعانيه سكان المخيمات في الشتات؛ تعكس بعض المعاناة التي يعيشها اللاجئون، وهو ما يفرض إعادة النظر والعمل على تخفيف معاناة هؤلاء اللاجئين دون الإضرار بقضيتهم الوطنية وحقهم في العودة، وهي معادلة دقيقة لا يجوز مقاربتها دون ضبط للحسابات، فالمطلوب التخفيف من معاناتهم وتعزيز صمودهم.

وكالة القدس للأنباء – بيروت – لبنان

مقالات ذات صلة